facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين السوشال ميديا ونيويورك / 5


اللواء المتقاعد مروان العمد
16-10-2023 03:15 PM

بالرغم من كثرة ما يستحق الكتابة عنه في هذه الايام ، الا ان تسارع الاحداث وهولها ، جعلتني مقيد اليدين والفكر طوال يومي الذي كنت امضيه متنقلاً من فضائية لفضائية ، ومن موقع تواصل اجتماعي لموقع آخر متابعا لها ، بحيث لم اجد الوقت ولا الكلمات التي استطيع ان اكتبها . والى ان اتمكن من ذلك ، فقد قررت ان انشر آخر حلقات مقالتي بالعنوان اعلاه ، وربما مقالات اخرى كنت قد كتبتها ، ولكنها ظلت حبيسة هاتفي .

ولقد تحدثت في الحلقة السابقة من هذه المقالة عن مدينة نيويورك وتفردها بصفاتها ، مما جعلها من اكثر مدن العام تميزاً . و لكني قلت في نهايتها ان لنيويورك جانب آخر مظلم ومعتم وبائس ، فألى جوار مظاهر الثراء فيها ، تجد مظاهر الفقر والتشرد . حيث يقطن شوارعها عدد كبير من المشردين ، والذين يجمعون طعامهم من حاويات النفايات ، والذين ومع قدوم الليل يحجزون ارصفة نيويورك الفاخرة لتكون مكاناً لنومهم ، حيث تجد احدهم او احداهن يضع / تضع ممتلكاته / ممتلكاتها على هذه الارصفة ، والتي هي عبارة عن اكياس بلاستك سوداء تحتوي على سقط المتاع ، وما يتم جمعه خلال النهار من الحاويات . ويتم وضع قطعة قماش او كرتون في وسطها لتكون سريراً للنوم . وربما مع زجاجة مشروبات روحية رخيصة ، او كمية من المخدرات . وقد شاهدت سيدة تبدوا انها في الاشهر الاخيرة من حملها تفترش احد الارصفة لتنام عليها . كما تجد الكثير من المشردين الذين يستغلون المقاعد الحديدية الموضوعة على جوانب الطرق وفي الحدائق والمتنزهات كأسرة ينامون عليها سواء في الليل ام في النهار . كما تجد فيها مظاهر التميز العنصري ، حيث تجد ان رجال المال والاعمال على الاغلب من ذوي البشرة البيضاء . في حين ان اصحاب البشرة السمراء ، والملونين واصحب الاصول الاسبانية واللاتينية يمارسون احقر الاعمال والمهام . ومنها بيع بطاقات الباصات المكشوفة ، او ازالة النفايات من الشوارع ، او كحراس امن على البنايات والمحال او بائعين فيها . او من خلال العمل على عربات الطعام المنتشرة في كل مكان . او على ابواب دورات المياه المنتشرة هناك ، او كسائقين لوسائل النقل . وهذا لا ينفي ان بعضهم يعملون في المكاتب والشركات واجهزة الامن ، وان منهم رجال اعمال ومن كبار الاثرياء . كما ان التمييز العنصري هناك ليس ممارسة مقتصرة على اصحاب العرق الابيض ، بل ان اصحاب الاعراق الاخرى يمارسونه ايضا بما يخدم مصالحهم . فاذا ارتكب احدهم عملاً يستحق المسائلة يعلو صوته ويصرخ بالشتائم ، ويدعي ان هذا الاتهام هو تصرف عنصري بحقه . كما يمكن مشاهدة بائعي الممنوعات وهم يمارسون تجارتهم هذه ، في الحدائق والمتنزهات .

ومما يلفت النظر في نيويورك عدم وجود حاويات كافية للنفايات ، حيث يقوم الجميع بوضع نفاياتهم في ساعات المساء في اكياس بلاستيكية ، ويتم وضعها على الرصيف وبمحاذاة الشارع العام الى ان تقوم سيارات البلدية بجمعها .

وقد تصادف وجودنا هناك مع الاحتفال بشهر المثليين الذين تجد هناك الكثيرين منهم ، والكثير من التعاطف معهم ، ولدرجة يمكن وصف نيويورك بانها مدينية المثليين ، حيث ينتشرون بكثرة فيها ، ويمارسون حريتهم في لبسهم وتصرفاتهم . وقد انتشرت اعلامهم وشعاراتهم في كل مكان ، وعلى واجهات المحال والابراج . ورسمت الوانهم على الطرقات والتقاطعات والميادين ، وعلى الملابس وخاصة ملابس الاطفال . مع وضع اعلانات تدعوا للتضامن والتعاطف معهم وجمع التبرعات لهم . وخاصة في ظل ادارة امريكية ترعاهم وتقول عن نفسها بانها بلد المثليين ، وانهم فخر الامة الامريكية ، وفي ادارة يتولى عدد كبير من هذه الشريحة اعلى المناصب في الحكومة والادارة ، وحتى في قيادات الجيش الامريكي واجهزته الامنية . والتي تقر تشريعات الكثير من الولايات فيها عمليات تغيير الجنس ، وان يتزوج رجل من رجل ، وانثى من انثى ، تحت شعار حرية الحب بين الجميع ، وحرية الرأي والحرية شخصية . بل ذهب البعض الى حظر وضع جنس المولود عند ولادته ذكراً ام انثى ، الا بعد ان يبلغ الخامسة من عمره ، ويقرر هو ماذا يريد ان يكون . ولهذه الغاية يتم وضع مرشدين نفسيين في الحضانات ورياض الاطفال لمساعدة الاطفال على تحديد جنسهم الذي يريدونه او الكامن بداخلهم ، دون اعطاء ذويهم حق الاعتراض على ذلك . وتبيح قوانينهم اعطاء ادوية والخضوع لعمليات تحويل جنس جراحية لمن تجاوزوا الثانية عشر من العمر دون استشارة وعلم ذويهم ، بل معاقبتهم اذا اعترضوا على ذلك ونزع حضانتهم عليهم . طبعاً يوجد من يعارضون ذلك ويرفضونه ويدعون الى منعه . الا نهم قلة وصوتهم خافت . بل هم متهمون بانهم اعداء للحب ولحرية الرأي ، وخارجون على القانون ، وممارسون للتمييز العنصري.

وكما ان نيويورك تشتهر بابراجها واسواقها وفنادقها ومطاعمها التي تتميز بالفخامة والرقي ، بحيث اصبحت مقصدا للسياح مثلما هي مقصداً لرجال الاعمال ، فأنه توجد فيها نيويورك اخرى مختلفة المعالم والمظاهر . وتقع هذه المدينة على اطرفها ، وخلف ابراجها . حيث انه في يوم عودتنا ، ونحن في طريقنا للمطار تصادف وقوع حادث تصادم على احد الطرق الرئيسية مما جعل الشرطة تحول السير الى شوارع فرعية في ظل ازمة سير خانقة ، حيث شاهدنا هناك احياء ومنازل ومحال متواضعة وقديمة . صحيح ان بها حدائق وملاعب ولكنها لا ترقى لمثل تلك التي في قلب نيويورك . وتبدو مظاهر الفقر بادية على بعض سكانها . وكما قيل لنا فأنه تنتشر في بعض احياءها الجريمة ، والمخدرات ، والسرقات ، بحيث اصبحت غير امنة للحياة والعمل فيها الى درجة ان الكثير من المكاتب والمحال التي فيها اغلقت ابوابها ، وهجرها العاملون فيها الى اماكن اخرى اكثر امناً .

واخيراً ، صحيح انني استمتعت برحلتي هذه ، وابتعدت فيها قليلا عن عالم السوشال ميديا ، الا انني وما ان هبطت الطائرة في مطار الملكة عليا الدولي حتى شعرت انني عدت الى مملكتي وعالمي ، وكتبت في صباح اليوم التالي على الفيسبوك ( وبعد ان عدنا والعود احمد ، وبعد ان عاد الطائر الى عشه ، وبعد ان عاد يستنشق هواء بلده . اقول لكم صباح الخير ، صباح البركة ، صباح السعادة ، صباح الحب لكل ذرة رمل في هواء بلدي كنت ذات يوم اشكو منها ، لا بل صباح الوطن واهل الوطن ). حيث لا يوجد اجمل ولا احب من الاردن على قلبي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :