غزة تقاتل باسمنام. بسام ابو النصر
21-10-2023 01:48 PM
"غزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء" ثورية بلا قيادة، وقائدة كل المدن الممتدة من بحر العرب حتى المياه الدافئة، رغم فقرها وبؤس الحياة التي تعج بفوضى الشوارع، ورغم شح المياه وشح الطعام، تقف غزة لوحدها تقاتل بلا جيش ولا طائرات، تقاتل عدوًا تمناها خارجة من الحياة والجغرافيا ومن التاريخ، وبقيت غزة عزة أمةٍ نبذتها، وعدو تمناها غارقة في البحر، وظلت تتحف الأشقاء برائحة النصر، وتتخم العدو بهزائم موجعة، وظل أطفالها لا يعرفون الا لعبة الحرب ويجهلون الخوف، وتنام نساءها في العراء، بلا رغبات، ينجبن الشهداء تلو الشهداء، وفي غزة لا دولة مقترضة من صندوق النقد الدولي، ولا تحتاج لحماية أحد، فهم يصدرون الورد، ويستوردون رصاص العدو بمزيد من الشهداء، وينتجون السلاح في أنفاق المقاومة، ويطلقونها وقتما يكون هناك حاجة للدفاع، وانتصارًا للقدس واخواتها، لا جيش فكلهم جيش إن لزم الأمر، يدافعون في الخندق المتقدم من كرامة الأمة، شهداءهم يفوح منهم عطر الرجولة، وعلى محياهم ابتسامة الكرامة التي لا تفارق صغارهم حتى وهم تحت ازيز مدافع العدو وتحت قصف طائراته، قهروا العدو بصبرهم ونبلهم، وقهروا الذين طبّعوا ليبقوا ، بأنهم هم باقون وحدهم، رغم الدمار والمجازر غزة شوكة في خاصرة العدو، اطفالها رجال، ورجالها ابطال، وشيوخها أوسع حكمة من الذين يتشدقون بالحكمة على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يتنافس فيه المتخمون بالطعام ومشاهدة الدمار في غزة بما ستؤول اليه الأمور في غزة، بينما غزة تقاتل وحدها، وتجاهد وحدها، وترابط وحدها، وتموت وحدها، وتحيا وحدها. وموت غزي حياة، وحياة غزيُ موت للأعداء الذين تؤرقهم صواريخ القسام وسرايا القدس، وما أجمل أطفال غزة المرابطة الصابرة حين يستعيدون للأمة هيبتها وكرامتها. |
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
| رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة