facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك في القاهرة، الغضب العربي المبين !


د. نضال القطامين
23-10-2023 05:30 PM

ما الذي تغيّر منذ عام 1947، حتى بات، عبر هذه السنين الطويلة، ما كان معروضا على العرب ومرفوضا منهم، في قرار التقسيم الأممي، صعبا وأمنيات ؟

في عام التقسيم، لم يكن اليهود في فلسطين سوى أقلية تنافح للإعتراف بوجودها. ومثل السلّاخ الذي ينزع جلد الشاة عن بدنها، كان قرار التقسيم ظفر هذا السلّاخ الذي بدأ به في فصل فلسطين عن جسدها العروبي الإسلامي، ثم أدخل يده كاملة وألحقها قدميه، بمؤازرة ومناصرة من كل الدول التي تسعى للخلاص من اليهود.

منذ نحو ألف عام، تشرّد اليهود في مدن العالم وخلقوا فيها فوضى لاصقتهم منذ بدء التاريخ. كانت فلسطين، ضوء العالم في نهاية نفق مآزق اليهود وعبثهم، فدفعوا بكل ما امتلكوا من قوة في السياسة والمال كي تكون وطنهم ومنفاهم من المدن التي أشبعوها زعزعة وضوضاء، وكان بلفور ووعده التعس المنكود، وكانت النكبات والنكسات، التي كست بظلالها الدامسة، أحلام هذا الجيل ومشاريع مستقبله.

العرب اليوم، من بقي منهم من تؤرقه العروبة ويسعى لترياق أسقامها، أحوج ما يكونوا إلى مراجعة كاملة تعيد أشلاء القضية المبددة، وتشرع باستذكار ما فرّطوا فيه من تنازلات وتخلّي، كي يتسنى لهم تقديم ملفّ فلسطيني متكامل للعالم، لأولئك الناس الذين يتلقوا كل يوم صفعة تلو اخرى، كانت تجابه من العالم الذي يدّعي بالديمقراطية وينافح زورا عن حقوق الإنسان، بمعارضة خجولة هي أقرب لرفع العتب منها إلى قول الحقيقة، لكنها اليوم تمارس بكل صلافة وبموافقة كاملة.

لقد جاء خطاب جلالة الملك في قمة القاهرة للسلام ليعيد بناء هذا الملف من جديد، ويلملم التشظي الذي أوهن قضيتنا، حتى اختزلنا المطالبات بدولة عربية في فلسطين، تلك التي أقرها العالم كله ورفضها العرب قبل نحو ستة وسبعين عاما، بالمطالبة بإدخال وقود لمستشفيات غزة وممرات كي يأكل الناس خبزاً قبل أن يموتوا جوعا.

نعم، هتف الملك بغضب وقلق، وقال للعالم كله ولإسرائيل ما لم يقله أحد، أن ما يحدث الآن لا يجيزه المنطق ولا الدين وان الممارسات الشرسة وأعمال العنف التي تستهدف الأبرياء هي ممارسات مرفوضة وهي عقاب جماعي لسكان محاصرين وأنها انتهاك فاضح للقانون الإنساني الدولي.

يقول الملك ما لم يقله أحد لا من العرب ولا من العجم، أن حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين، وأن تطبيق القانون الدولي انتقائي، وحقوق الإنسان لها محددات، فهي تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق، وتتوقف باختلاف الأديان.هذه رسالة خطيرة جدا، وعواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين ستكون كارثية علينا جميعا.

أي كلام في منتصف هذه الفواجع أقوى وأبلغ. إنها ضمير الناس التي تهتف في الشوارع وفي الميادين، وإنها وأيم الله كلمات الحق والعدل والغضب في وجه أمم جائرة لم يعد يضبط ممارساتها قوانين ولا تقاليد.

على مرّ التاريخ، حروبه ومعاركه، القتلى والجرحى، النصر والهزائم، لم يكن لظلمٍ أن يسترسل كثيرا.

ستنهض نواميس الكون بواجب كفّ الطغاة البغة عن التمادي في القهر والتعسّف والبغي، قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (5) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (6) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (7) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء: 4-7].

وغنّى محمود درويش للمقهورين في باحات غزة الجريحة:

يا دامي العينين والكفّين!
إنّ الّليل زائل

لا غرفة التّحقيق باقية..
ولا زرد السّلاسل

نيرون مات ولم تمت روما..
بعينيها تقاتل!

وحبوب سنبلة تموت..
ستملأ الوادي سنابل!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :