facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انعكاس رد الفعل العاطفي في الشارع الأردني


د. كايد الركيبات
24-10-2023 07:34 AM

صاحبت عملية طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، في مناطق غلاف غزة حالة عارمة من التفاؤل في الشارع العربي، ولخصوصية البنية الاجتماعية الأردنية فإن فرط التفاؤل كان أعظم، ومع التحول السريع في نتائج عملية طوفان الأقصى، واتخاذ إسرائيل ردة فعل عنيفة تحت اسم عملية السيوف الحديدية التي من المتوقع أن يطول أمدها لتحقيق هدفها المعلن وهو القضاء على الفصائل الفلسطينية القادرة على خلخلة منظومتها الأمنية، وما نتج عن هذه العملية من استهداف مباشر لتجمعات سكنية ومرافق حيوية فلسطينية في قطاع غزة نتج عنها آلاف الشهداء وأعداد كبيرة من الجرحى، وشبه انهيار كامل للمنظومة الصحية في القطاع، انفجر الشارع الأردني من جديد مطالباً بمواقف أردنية وعربية ودولية للحد من ردة الفعل الإسرائيلية بحق مواطني قطاع غزة.

كان المحرك الرئيس لرد الفعل العاطفي الذي صخب به الشارع الأردني ناتج عن تصريحات أردنية في أعلى مستوياتها بإظهار حقيقي لهذه العواطف، ورافق هذه التصريحات العديد من المقالات والخطب والتغريدات وبث الفيديوهات من قبل شخصيات سياسية أردنية، ساهمت في إلهاب الشارع الأردني الذي هو في الأصل عاطفي وسريع الاستجابة ويمتلك سقوفاً عالية من الحرية، قياساً بمحيطنا العربي، وعلى مدار الأسبوع الأول من عملية السيوف الحديدية التي استهدفت قطاع غزة سارت الأمور منضبطة أمنياً وبدت مكونات الشعب الأردني متلاحمة في ردها الانفعالي وتعاطفها مع الأحداث وصبغة هذه الاحتجاجات كانت وطنية أردنية معبرة عن كيانها السياسي ومكوناتها الشعبية.

لكن مع دخول الأسبوع الثاني من عملية السيوف الحديدية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، بدأت تظهر قيادات فردية وتوجهات احتجاجية لإدارة الشارع الأردني تمثل المكون الفلسطيني، وتظهره بأنه هو المكون الفاعل في الشارع، وأن المكون الأردني مكون هامشي لا يمثل قضيتهم، وفي أحيان يصور المكون الأردني بأنه رمز خيانة القضية الفلسطيني، وبمنظورهم فإن هذا يكسبهم الحق في الخروج عن ضوابط التعبير عن الرأي وسلوك سلوكيات فردية مسيئة للمجتمع الأردني وأجهزته الأمنية ونظامه السياسي، هذه الحالة المتكررة من حالات ركوب الموجة وتجيير مسارات الأحداث لصالح المكون الفلسطيني على حساب المكون الأردني متكررة وليست وليدة اللحظة، أبرز معالمها ظهرت في أعقاب انتصار الجيش العربي في معركة الكرامة 1968، وأكبر ردات الأفاعل صدامية كانت في أحداث أيلول 1970، وأوسعها على الساحة صاحبت وقائع أحداث الربيع العربي 2011، ومن ثم كانت تظهر على السطح بين الحين والآخر، وبمستوى أهمية الحدث.

هذا بدوره أوجد حالة من الرفض الأردني الشعبي لهذه الطريقة من الانفعال العاطفي في شارعه وعلى أرضه وفي مؤسساته، وتعامل معها على اعتبار أنها إساءة تمس ضميره العروبي وانتقاص من هيبته وتجاهل لأهمية ومركزية القضية الفلسطينية ومجريات الأحداث الحالية في قطاع غزة في اعتباراته، لهذا ظهر في الخطاب الشعبي الأردني على منصات التواصل الاجتماعي الكثير من الاعتراضات والتعابير الرافضة لهذا الانشطار والتصوير السلبي للمكون الأردني، ومثلت حالة من الهجوم الدفاعي ضد كل الأصوات التي تُخرج حالات الانفعال العاطفي في الشارع الأردني عن مسارها.

تجاهُل تباين المجتمع الأردني في انفعالاته العاطفية تجاه القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها وجزئياتها، ومحاولة استفزاز المكون الأردني من قبل المكون الفلسطيني لا يخدم القضية الفلسطينية، وإنما يؤكد للمكون الأردني مرة تلو مرة أن خروج قيادة التحرك الشعبي المساندة للقضية الفلسطينية على الأرض الأردنية من يده لصالح المكون الفلسطيني يساهم في زعزعة الأمن ويخرج التحركات الاحتجاجية السلمية عن مسارها، ويولد حالة من الصدام والتفكك، وإفشال أي فكرة جمعية تخدم القضية الفلسطينية.

*الدكتور كايد الركيبات
kayedrkibat@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :