facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين اعلام الحقيقة واعلام الخديعة


فيصل تايه
13-11-2023 09:42 PM

في الوقت الذي يحصد فيه القصف الإسرائيلي الوحشي أرواح ابناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة من أطفال ونساء وشيوخ ، تشتعل مواجهات أخرى على أصعدة عالمية عدة ، فكرية وسياسية واعلامية واقتصادية وفنية واجتماعية وغيرها ، لكن اهمها الحرب الإعلامية الموجهه ، التي تشهد معركة حقيقية ، تعكس تباينًا واضحًا فى الرؤى بين الشرق والغرب ، لدرجة دفعت بعض وسائل الإعلام الغربية العالمية الكبرى المعروفة إلى التخلى عن المعايير المهنية دفاعًا عن الرواية الإسرائيلية ، اذ ما زال الإعلام الغربي يتماهى بالسردية الإسرائيلية التي وصمت المقاومة الفلسطينية بالإرهاب ، واعتبرت القصف الإسرائيلي الانتقامي من مبدأ الدفاع عن النفس .

اننا ونحن نتحدث عن الحرب الإعلامية التي تخوضها دوله الكيان الإسرائيلي ، والتي كانت وما زالت من أهم الوسائل المصاحبة لأزيز الرصاص وهدير القذائف ، وخوض غمار المعركة العسكرية مع عجلات الدبابات ، ومع صواريخ الطائرات ، فانها تسعى للمساعدة في تهيئة أجواء الحرب والتفنن في إدارتها ، فمن غير المبالغة القول ، ان قدرة الإعلاميين الإسرائيليين وحلفائهم على ادارة المعركة اعلامياً ، ساهمت في قلب الحقائق وتسويق الأوهام بما يملكونه من سقوط مهني وأخلاقي ، لتجعل الاعلام الغربي منحازاً تماماً لسرديتهم ، وتكريس الصورة النمطية المشوهة للحقيقة ، بل وأصبح وكانه طرفاً في هذه الحرب ولاعباً أساسيا فيها ، باستخدام ادواته الدعاية الكاذبة وتزييف الوقائع لتضليل الشعوب والتأثير على الرأي العام وتبرير الخروقات السياسية والعسكرية للجيش الإسرائيلي ، والتروبج للعدوان الاسرائيلي على غزة على انه عدوانا مشروعا .

من هنا فليس خفيا أن الإعلام الإسرائيلي لديه خبرات كبيرة في حرب التضليل حيث يضع عناوينا لحروبه ، ويستخدمها بدلالات عميقة ومحددة تخدم هدف التخويف والترهيب بجانب أهداف فرعية داعمة في إطار حرب نفسية موجهة ضد الفلسطينيين ، وبناء على ذلك ، فإن المتابع للعدوان الحالي على قطاع غزة ، يصاب بالدهشة من تلك المهارة التي تميز بها الإعلام الإسرائيلي في تضليل ما يخفيه على المستوى العسكري والأمني والسياسي ، عبر التغطيات الصحفية والإعلامية والتي اعتمد فيها على ادواته الاعلامية المجربة لنقل صورة متقنة للعمليات العسكرية ، بمتابعة مباشرة من هيئة الإعلام القومي الإسرائيلي ، والتي تقوم ببث خطاب تبريري للعدوان على غزة وحقيقة استمراره ، وباساليب معدة اعداداً توضيحياً احترافياً متقناً ، لتّعتمد كمصدر "موثوق" لوسائل الإعلام العالمية ، ومن خلال الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة والسوشال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي والتي باتت أكثر سمات الفضاء المفتوح شهرة ، وذلك لبث خطاب تعاطفي مخضب .

يجب ان نعي تماما أن ما ينشره الإعلام الإسرائيلي يقود الى حملة تحريض وتشويه واسعة وناجحة خلال العدوان الهمجي على قطاع غزة ، بحيث يتم تصوير الواقع أمام العالم بأن "غزة" دولة ارهابية قوية نخوض الحرب معها بامتلاكها أسلحة قادرة على محاربتها ومواجهتها ، ولم تكتف هذه الرواية الاعلامية الإسرائيلية المضللة بقض مضاجع السياسيين في العالم ، بل تسللت إلى قلوب وعقول الشعوب في مختلف دول العالم ، بحيث تتضمن تبريرات ان "الفلسطينيين" يمارسون ارهابا داعشياً متوحشا على الإسرائيليين من خلال تصوير المدنيين الإسرائيلين كضحايا ، ونشر خرائط تبين مدى الصواريخ التي تنطلق من غزة باتجاه المدن الفلسطينية المحتلة ، اذ يعمل باتجاه تبرير حربه الإجرامية على غزة ، لحشد التأييد ليكون دافعًا لكسب المواقف المتشددة وتبريرا لعدوانه تجاه قتل الفلسطينيين .

بقي ان اقول ، ان الإعلام الإسرائيلي يعيش استمرارية التجنيد الذاتي للمصالح الخاصة التي تدعم مواقفه العدوانية ، فهناك دافع ذاتي داخل مؤسساته الإعلامية تجعل من كل فرد فيها يمارس دوره الاعلامي الوطني ، ليكون قادراً على التأثير فى الرأي العام العالمي بمختلف الادوات .

وأخيرً ، فاننا وفي مواجه كل ذلك ، بحاجة الى صناعة مضمون اعلامي موجه الى اوسع نطاق نبني من خلاله سرديات تقدم رواية تظهر حقيقة ما جاءت ضمنه التطورات الأخيرة ، وتتداخل فيها أدوات عدَّة لصياغة خطاب سياسي متقدم ، يبني وعياً جماهيرياً عربياً ودولياً يدحض السرديات الإسرائيلية المزيفة ، فالحسم لم يعد ميدانيا بقدر الحاجة الى رسم خريطة من المقاربات التي تحمل في باطنها نظرة تشخص جذور الصراع العربي الاسرائيلي ، يتسم بوعي قادر على مواجهة ما يدور حوله من رهانات إقليمية ودولية .
والله ولي الصابرين ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :