facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بايدن .. إنه الحزب الديمقراطي!


د. حازم قشوع
16-11-2023 11:11 AM

"أوقفوا الحرب على غزة فورا " "أوقفوا حرب الابادة".... بهذه الهتافات، وبما تحويها من عناوين واضحة وفق صيحات مدوية جابت أرجاء واشنطن، نصرة للحق الفلسطيني ومن أجل وقف حالة الغلو التي تمارسها آلة العدوان الإسرائيلي على غزة، جاءت تظاهرة واشنطن العاصمة.

إلى هنا يبدو الخبر عاديا، لأن شوارع أمريكا لم تهدا منذ إعلان الحكومة الإسرائيلية الحرب على غزة، لكن ما هو إستثنائي أن تكون هذه التظاهرة بتنظيم من شباب الحزب الديمقراطي "اليهودي" في مجملها، وأن تذهب تجاه إختراق المقر الرئيسي للحزب الديمقراطي في واشنطن العاصمة، بسابقة تعتبر الأولى من نوعها على الساحة الأمريكية منذ زمن بعيد، من هنا شكلت هذه التظاهرة بمضمونها جملة بيان خطيرة جدا على الرئيس بايدن ومكانته الرئاسية، وهو الذي يستعد للبدء بحملته الإنتخابية بعد أشهر معدودة.

ذلك لأن أصوات الشباب في الحزب الديمقراطي هي القاعدة الرئيسية التي يتكئ عليها الحزب في الانتخابات، كما أن الحزب الديمقراطي بات مهدد بفقدان صورته التي تقوم عليها عقيدة " المواطنة "، والتي يتغنى فيها أعضاء الحزب في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما يشكل في جوهره تهديدا مباشرا لصورة الحزب الديمقراطي ومصداقيته، بعدما تبين للجميع أن الصور المرسلة التي تقوم عليها الحرب على غزة هي صورة انطباعية في محتواها وليست حقيقية، وهي نابعة من محتوى صهيوني فئوي وليس قيمي إنساني جامع، من المفترض أن تقوم عليها عقيدة الحزب التشاركية التي يشكل قوامها العيش المشترك القائمة على المواطنة.

وهي الصورة التي يجب استدراكها فورا، بقرار من الرئيس جوبايدن وقيادات الحزب الديموقراطي، قبل انتشارها لتشمل بقية الولايات الأمريكية، عندها ستصبح صورة الحزب مهددة وميزان الأمر مختل وسيصعب على قيادات الحزب استدراك ذلك فيما بعد، وهو ما يعني بالمحصلة خسارة الحزب الديمقراطي لقاعدته التصويتية، لاسيما وأن أصوات اليهود مؤثرة كما أصوات الملونين (الأعراق غير الانجلوسكسونية والبروستنتينية) وهي تشكل 80% من القيمة التصويتية للحزب الديمقراطي الأمريكي، الأمر الذي بات يشكل تهديدا مباشرا على ذاتية الحزب ومكانة قياداته المستقبلية.

ويأتي ذلك كله في ظل مستجد إهتمام الشعب الأمريكي في المسالة الفلسطينية والإسرائيلية، التي أخذت تشكل حيز موقف للناخب الأمريكي، وهو الناخب الذي كان في السابق لا يؤثر ميزان قراره الإنتخابي بالشأن الخارجي اكثر من 10 %، وأما الآن فإن الإهتمام بات واسع نتيجة اسقاطات الحالة الفلسطينية الإسرائيلية على المناخات الإجتماعية هناك، وهو ما يعزيه البعض لدرجة الاستقطاب التي أسقطت بظلالها على المجتمع الأمريكي مع وجود بون التباين الواسع بين صفوف المهتمين في الرأى العام الأمريكي، الذي أصبح يشكل حالة قطبية بين مؤيد لهذا التوجه وآخر منحاز بدرجة متفاوته لذاك.

وهي الصورة التي يمكن قراءتها في نفس اليوم من واشنطن العاصمة، حيث حمل صباح الأمس وقفة تضامنية لدعم اسرائيل أمام البيت الأبيض، شارك فيها أقطاب قيادات الحزب الديمقراطي والجمهوري، بينما أخذت شوارع واشنطن نفسها تحمل أعلام فلسطين في المساء وسط تظاهرة شبابية عارمة شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين، رغم الأجواء الباردة أمام مقر الحزب الديمقراطي نصرة لفلسطين القضية.

صحيح أن ميزان أمريكا قوامه الانتخابي يذهب لصالح "النخب" وليس لاصحاب "الرأي" كما في أوروبا، او لأصوات "الجمهور" كما في بقية المجتمعات النامية، لخصوصية بيت القرار الأمريكي في حكم العالم لكن الصورة التي ظهرت فيها هذه التظاهرة على وجه الخصوص ترسل رسالة مباشرة وأخرى ضمنية لبيت القرار هنالك.

وأما الرسالة المباشرة فهي صادرة عن الصورة الاحتجاجية التي تناولتها المظاهرة، من باب الإعلان عن موقفها إزاء هذه القضية الانسانية والسياسية، التي باتت تهم الرأي العام الأمريكي، وأما من الناحية الضمنية فإنها تدخل في صميم عقيدة الحزب الديمقراطي، بمسألة الحالة المدنية والليبرالية والمواطنة.

وهي التي حملت شباب الحزب للتظاهر من أجل إنقاذ صورة الحزب، وعدم تشويه محتواها أمام الرأي العام العالمي نتيجة هذا الانحياز الأعمى لإسرائيل، بعدما تبين لشباب الحزب الديمقراطي حقيقة الأمر بحادثة مستشفى الشفاء التي شكل جوهرها فاصلة المحتوى لبيان حقيقة الامر لدى الأوساط الشبابية، وهم الشباب الذين يؤمنون بعقيدة الحزب وبروح رسالته وعظيم عنوانها، وهو ما شكل لديهم حالة من الخذلان وجعلهم يرددون بصوت واحد، "بايدن نحن الشباب ... مستقبل الحزب الديمقراطي، إذا كنت تشكل حاضره فعليك المحافظة على مستقبله " !..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :