facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطاغية الأخضر ذات وجع فلسطيني


ممدوح ابودلهوم
26-02-2011 03:23 AM

[ يعرف القذافي جيداً أن الفلسطينيين منذ نكبة 48 حتى اليوم في الداخل والشتات ومنه ليبيا الشقيقة ، يترنمون بترديد شعار الإنتفاضة الحفزوي : (يا شعبي سير سير حتى تقرير المصير) ، غير أن مفجر ثورة الفاتح من سبتمر وفور إعلان اوسلو وحيثيات مدريد نحو السلام ، قام بطرد الفلسطينيين بقرار متعجل سافر وسافل وما في الأفق آنذاك رادع من عروبة ولا وازع من دين ، وقد شبه له بوسواس من خانسه اللئيم أن ذلكم لا جدال هو الفوز العظيم ..
أما الوازع فهو منه براء إذ استبدل إسلامه بكتابه الأخضر أو نظريته الثالثة الحمقاء ، أما الرادع فمن أين وقد باد ذاك الزمن الذي ساد يوما ، حين كان ينبري له حرُ الأمة قائلاً : (إما اعتدلت وإما اعتزلت) ، أما اليوم وقد راح الطاغية الأخضر بعيداً في سحق الشعب وخراب البلاد ، فإن الليبيين يخيرونه بين مصيرين الرحيل أو الرحيل قائلين : (إما انعدمت واما انقذفت) ؟!
هل نقص باقي حكاية الطاغية الأخضر مع الذين شردهم أنذاك من الطيبين ، مع أنهم ويعلم جيداً هم بناة المجد الفاتحي القذافي بلا منازع ، حين وقفوا بانين ومعلمين جنباً إلى جنب وعلى مدى أربعة عقود وتزيد ، مع الأمين على القومية العربية المغلوبة على أمرها الجماهيري / الثورجي / العالمي / الأممي !، كما يرى هذا النشاز اللحمي الهندسي الفاتح بأمره الأخضر الديماغوجي، والذي لا ندري تحت اي معادلة سياسية ندرجه أو ضمن أي الألعاب الايديولوجية نؤدلجه ، طالما أن جميع أدبيات عباد الشمس السياسية قد رفضته بحزم ولفظته بعزم ؟!
إنه الوجع فلا من تثريب إذن على الراوي أن يقص باقي الحكياية ، ففي أعقاب أوسلو قام الرجل الأخضر بطرد الفلسطينيين ، بتركهم لمصير دراماتيكي مجهول أطلق عليه وصف الانتحار خارج الحدود ، في مواجهة لسع برد الصحراء قبل لسع أفاعيها السامة ولدغ الجوع قبل لدغ العقارب ، ما أراده بديلاً لمصير ثانٍ وانتحار آخر بمعنى وضعهم بين خيارين قسريين ، الأول الموت انتحاراً على الحدود حيث الزواحف والضواري وأجياش الجوع والعطش ، والثاني الموت انتحاراً برصاص الإسرائيلين إذ كان يعرف تماماً ، أن عودتهم إلى فلسطين لمواجهة إسرائيل هو المستحيل بعينه ..
الواقعة آنفاً كانت في مففتح التسعينات مع الفلسطينين المقيمين في ليبيا ، أما اليوم فمع الليبيين وفي العام الأول من العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ، وعليه فالمقاربةُ إذن قد باتت مبررة ومشروعة في ذات الآن ، بين العقارب والأفاعي التي كانت شفيقة بالطيبين ، إذ نجوا من الهلاك في مقابل ما أراده لهم من موت محققٍ ..
أما وجه العجب ، خلوصاً ، فلم يعد صيام رجب في المعادلة بين العدو الجاهل والصديق العاقل ، ففي جريمته مع الفلسطينيين بالأمس بالطرد والتشريد وجرائمه مع الليبيين اليوم بالتنكيل والقتل ، يسمح بتداعي شروط المعادلة آنفاً بحيث يمكن أن يصبح العدو إنساناً والصديق مجرماً ، وإلا بماذا نفسر سماح نتنياهو (عدواً !) بعودة 300 فلسطيني ، في مقابل ما يقترفه اليوم نيرون القذافي (صديقاً !) بحق الأبرياء الليبيين بعد الفلسطينيين ؟!!]

فها هو يرتع على ربوع ليبيا عمر المختار وقد أُسقط في أيدي الناس ، فلأمين الأزعم سادر في أخضرياته – وبالمناسبة هو ممن يرون الاخضر رمزاً للعزلة ! – ولا حول لاحرار ليبيا ولا طول ، فحسبهم الهتاف لنمرود زمانهم وصانع امجادهم ، وسقى الله ايام الملكية السنوسية ، او هي رحمة من عليين تهبط فيسقط كل المجانين ! نقص باقي الحكاية – ومتى تنتهي ؟! – ونعلم اننا نقض ونحن نقص مضاجع القارئ ومساحات البياض الثمينة في آن .]

Abudalhoum_m@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :