facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تقييم عملية طوفان الأقصى على قطاع السياحة الأردني


ايهاب العمري
19-11-2023 12:00 PM

بشكل عام عانى قطاع السياحة الأردني من هزات متعددة في السنوات العشرين الأخيرة، بداية من أحداث احتلال العراق عام 2003م، إلى الأزمة المالية العالمية عام 2008م والتي أثرت بشكل كبير على قطاع السياحة الأردني، وصولاً إلى حركات الاحتجاج العربي في عام 2011م، والتي أثرت على الاقتصاد الأردني بشكل عام وقطاع السياحة بشكل خاص، وبعد ذلك أزمة وباء كورونا لعام2020م وأثرها على قطاع السياحة الاردني، وانتهاءً بعملية طوفان الاقصى لعام 2023م، وهنا سوف أقوم بإلقاء الضوء على موضوع عملية طوفان الأقصى العسكرية، وتداعيتها على قطاع السياحة الأردني، وسبل تقييمها وكيفية قراءة نتائجها.

يتسم الطلب السياحي بالحساسية للظروف والعوامل الاقتصادية والسياسية السائدة في الدول المستقبلة للسياحة والمصدرة في آن واحد, والاردن تعتبر من الدول المستقبلة للسياح حيث زار الاردن اكثر من 5 مليون سائح لعام2022 حسب (الموقع الالكتروني لوزارة السياحة والآثار الأردنية / النشرة الإحصائية السياحية2022)، الان وبعد أكثر من 45 يوم لاستمرار عملية طوفان الأقصى، خسر قطاع السياحة الأردني حوالي 75% من حجم السوق السياحي المتوقع وهذا كرقم تقديري للباحث وال25% من باقي السوق هو في طريقة الى التآكل نتيجة استمرار العدوان الوحشي, مع مراعاة أنه لغاية الان لا يوجد إحصائية رسمية وأرقام حكومية قدرت حجم الخسارة في الاردن، سوى موقع (ستاندر آند بورز غلوبال) توقع تراجع الدخل السياحي الى أكثر من70% في الاردن، وانخفاض مبيعات قطاع المطاعم الى80% مع استمرار الحرب، مما يعني خسارة متوقعة ربما تصل الى 4 مليارات دولار،(صحيفة الجماهير العدد588).

حيث تم مع بداية العملية صباح يوم 7تشرين الأول 2023، توقف تدفق السياح بشكل تدريجي الى الاردن عبر المعبر الجنوبي في مدينة العقبة، الى أن وصلنا لحالة صفر سائح قادم من هناك، فبتالي خسر السوق السياحي حملة الجنسية الاسرائيلية كسواح أو القادمين الى إسرائيل ثم عبرها الى الاردن، والبالغ عددهم معا 169الف سائح لعام 2022 ما يعادل 4% من مجموع سواح الاردن، حسب (الموقع الالكتروني لوزارة السياحة والآثار الأردنية / النشرة الإحصائية السياحية2022)، بعد ذلك تم الغاء عدد من شركات الطيران العارضة رحلاتها الى الاردن عبر مطار العقبة الدولي، كشركة ريان آير التي ألغت جميع رحلاتها الى العقبة الى ما بعد 15 كانون الاول لهذا العام مع قابلية التحديث، وتم أيضا الغاء عدد لا باس فيه من البواخر السياحية وغيرت وجهتها عن ميناء العقبة، بالإضافة الى الغاء القارب السياحي القادم من طابا الى مدينة العقبة مع بداية العملية، وما أكد ذلك تصريح وزير السياحة الاردني معالي مكرم القيسي بتاريخ15/11/2023، بأن هنالك ألغاء ل 23 رحلة طيران عارض و26 باخرة سياحية الى العقبة منذ بداية الحرب وحتى نهاية عام 2023.

مما يعني ان العقبة هي المدينة الاكثر تضرراً جراء تلك العملية سياحيا، وما ترتب علية من الغاء للحجوزات في فنادق المدينة والمخيمات السياحية في موقع رم السياحي الذي يتبع أداريا الى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وما تبقى من السوق السياحي كحركة أتجاه سياح هو عبر مطار الملكة علياء الدولي الى الوسط والشمال من المملكة، والموقع الاكثر زيارة لغاية الان في الاردن هو مدينة البتراء الاثرية.

انحصر دور الحكومة أثناء العملية من ناحية سياحية، هو أرسال رسائل طمأنينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى العالم أجمع، مثل ما فعلت هيئة تنشيط السياحة الاردنية مع بداية العملية عبر موقعها الالكتروني، وأيضا تحمل القطاع الخاص جهد تسويقي كبير عن طريق دفع بويصلة تأمين سفر ذات سعر مرتفع، في محاولة لأقناع السياح في القدوم الى الاردن مثل ما فعلت شركة قعوار لاستقطاب باخرة سياحية بتاريخ 4/11/2023.

المطلوب الان من قبل الحكومة هو محاولة تسويق الاردن بشكل مستقل عن الشرق الأوسط سياحياDeal with Jordan as a Boutique niche separated from middle east ، وبالذات بعد تعطل الاستراتيجية الوطنية للسياحة في الاردن، والتي هي منبثقة ومعدلة عن استراتيجية 2021-2025، نتيجة جائحة كورونا, والتي تم بناءً اربع مراحل للتعامل معها وهي: الاستجابة والتعافي واعادة التشغيل والاصلاحات، هذة الخطة والتي من المفترض ان تنتهي مع نهاية عام2025، لا بد ان تتغير الان نتيجة عوامل البيئة الخارجية وأقصد هنا عملية طوفان الاقصى، وأيضا لا بد للقطاع الخاص من أن يعمل جاهدً على تفعيل السياحة الداخلية والمحلية بالشراكة مع الحكومة كخطة بديلة، وهذا في محاولة لتعويض خسارة السياحة الوافدة الناتجة عن العملية، وما يتبعه من توظيف لما ينفقه الأردنيين على السياحة الصادرة لغايات السياحة الداخلية، والاهم من ذلك تتميز السياحة الداخلية بأنها سياحة غير موسمية عكس السياحة والوافدة.

بالمحصلة هنالك اثر اقتصادي وأضح لعملية طوفان الاقصى على قطاع السياحة الاردني بشكل عام وما يشمله من فنادق وخدمات نقل وطيران وتجارة ومطاعم سياحية..الخ، وما الى ذلك من ارتباط بالقطاعات التجارية الاخرى، حيث يتقاطع قطاع الفنادق لوحدة مع ما يقارب58 قطاع اقتصادي لتأمين مستلزمات الغرفة الفندقية، وما سوف يترتب على ذلك من تسريح للعمالة وتوقف عن التوظيف في القطاع السياحي، الذي شغل لعام 2022 حوالي 54 الف عمال حسب (الموقع الالكتروني لوزارة السياحة والآثار الأردنية / النشرة الإحصائية السياحية2022)، وامتداده التراكمي في ارتفاع معدلات الباطلة في العام القادم2024 الى اكثر من 25% في المملكة، وما الى ذلك من تراجع بالنمو الاقتصادي والقوى الشرائية للمواطن الاردني وارتفاع في معدلات التضخم في المملكة .

أخيرا نصلي جميعا لأجل ان تحل المحبة و السلام على العالم أجمع، ونؤكد أن الحياة وبالتحديد الحياة الكريمة هي حق للجميع دون استثناء، رافضين من خلالها أي سردية تجرد اي أنسان من حقوقه أين ما كان، وليحيى الأحرار أين ما كانوا، ولتعيش جميع الشعوب المكافحة من أجل حقوقها وعزتها وكرامتها.

* إيهاب العمري/جامعة البلقاء التطبيقية - كلية العقبة الجامعية -قسم العلوم السياحية والفندقية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :