facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا بعد السابع من أكتوبر؟


عبدالله ابوعلي
01-12-2023 12:30 PM

لا يمكن أن يكون السابع من أكتوبر من تاريخ عابر عن فهو يوم ثابت في التاريخ الفلسطيني و تاريخ المنطقة ككل ليس كحرب الأيام الستة أو كأي نزاع عربي أخر .

فإن هذا العملية " طوفان الأقصى" عملت على تحول المنطقة إلى لهيب لن ينطفئ من الناحية السياسية و العسكرية وأظهرت قوة المقاومة وطريقة قتال جديدة في التاريخ العسكري .

على مدار عقود طويلة من الدمار قامت إسرائيل بتسويق لوحة رسمتها بأنها دولة لا تُقهر و إنها الوسيلة الوحيدة لحماية الشرق الأوسط من الخطر الإيراني وإنها قوية بجيشها واستخباراتها العسكرية وقادرة على تدمير جميع أعداءها وحدها وإن تكاتفوا ضدها، و ما حدث في السابع من أكتوبر جعل ألوان هذه الصورة تتلاشى و تتطاير في الأفق وتبين زيفها و زيف راسمها وإن ألوانها غير أصلية، اختراق للاستخبارات وتدمير فِرق من جيشها بأقل من خمس ساعات و ضرب الأمن القومي الإسرائيلي بسهولة تامة من خلال تخطيط مكثف وعمل ممنهج وظهر للعالم بأن هذا الجيش غير قادر على حماية نفسه ولا على حماية مواطنيه و من الممكن أن يُقهر و أصبح هناك شك عند القيادات الكبرى أن تستمر هذه الدولة في توجدها وان تستمر في تقديم خدماتها في المنطقة لصالح الغرب .

إن الفرق بين طوفان الأقصى وجميع الحروب السابقة مع دول المنطقة إنها كانت داخل فلسطين المحتلة "اسرائيل" وهذا لم يكن من التوقعات فإن جميع حروب اسرائيل كانت على أرض أعداءها وليس على "أرضها" .

إن صدمة السابع من أكتوبر أدت إلى اضطرابات و نزاعات داخلية بين العسكرين والسياسيين و كثرة الاحتجاجات في الشوارع ضد الحكومة، فيبدو أن لعنة العقد الثامن تلاحقهم كما حصل في الممالك السابقة ..

فلو تلاحظون بأنهم لَم ينتصرون في معركة انطلاق من عام 1968 في معركة الكرامة الخالدة حتى يومنا هذا فكان هذا عام أول هزيمة وأخر انتصار ..

إن هذه الدولة المزيفة القائمة على دولة فلسطين العربية التاريخية زائلة لا محالة كما وعد الله عز وجل، فدولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم في مهمه وظيفية في هذا العالم
وإن تقهقرت في أداء مهمتها فأن راعيها لن يستمر في رعيها .. وقد أصبحت دولة الاحتلال مكلفة بشكل كبير للغرب و تأخذ أكثر مما تعطي وإنها لا تؤدي مهمتها الاستراتيجية في المنطقة وهي " حفظ الأمن القومي الأمريكي " فأنها الان تحاول أن تدك كل مكان لاسترجاع وظيفتها ومكانتها لديهم و في رأيي المتواضع قد فات الأون .. ومع غضب الشارع الأوروبي وانعدام استجابة إسرائيل لبعض طلبات الولايات المتحدة فالأن أصبح من الصعب عليهم الاستمرار في دعمها .

هل ستتوقف أوروبا عن مساندة إسرائيل ، وما هو موقف الشاب الإسرائيلي من هذه الحرب؟.

1-إن أوروبا ومعها الولايات المتحدة الأن المساندين لهذا الكيان يحملون على أكتافهم من الاعباء ما يكفيهم من حرب روسيا و اوكرانيا و غيرها الكثير و التكاليف التي تدفع كبيرة ولهذا السبب الأن مطالبات الشارع الأوروبي هي أن يتوقف هذا الدعم الغير محدود الذي يتم دفعه من جيب المواطن الأوروبي على هيئة ضريبة حتى يتم بعدها شراء السلاح و إرساله إلى الدول المقاتلة .

2- إن مؤسسين " دولة اسرائيل " على أرض فلسطين التاريخية مِن مَن شاهدة الهولوكوست أو شاهدة عواقبها و كان لديهم الدافع العقيدي للقتال على حقهم في العيش قد مات ، ولدينا الأن جيل مختلف تماما فهذا الشاب الإسرائيلي الصغير ليس لديه نفس الدافع ولا القوة و الشراسة في القتال .

3- إسرائيل من الداخل تحتوي على العديد من المشاكل و الصراعات الطائفية بين اليهود أنفسهم من العلمانيين و اليمين المتطرف و المتدينين .. إلخ

فإن هذه الدولة قائمة على الهجرة من الخارج و إن توقفت هذه الهجرة بسبب هذه المشاكل و أصبحت عكسية تصبح اسرائيل في أزمة كبيرة و كلما تصاعدت قوة المقاومة زادت الهجرة العكسية و بالتالي زادت المشاكل الإسرائيلية.

إن إسرائيل دولة استيطانية قائمة على القتال والعنف فلا بد من وجود مهاجرين للتجديد المستمر في القوة وحتى تدور آلة المعارك، المشكلة أصبحت تتفاقم وإن كل من كان يفكر ان يهاجر إلى إسرائيل في السابق الأن هذا الخيار أصبح كتاب مغلق وبهذا فقد تتقدم فكرة أنه من يهاجر يأتي فقط للمنفعة المادية وليس للصورة الإسرائيلية التي ترسمها من خرافات " أرض الميعاد ، وأرض الأجداد ".

إن اكبر تأثير على الاستيطان هي الهجرة وأكبر مثال على ذلك الصليبيين الذي جعل نهايتهم أمر حتمي هو توقف الهجرة؛ لأن " الجيوب الاستيطانية تحتاج دائما إلى هجرة " التي تزودها في الخبرة والمادة القتالية.

إن صورة الجيش الذي لا يقهر نهارت و العالم أجمع أصبح يعلم الحقيقة ، فماذا بعد السابع من أكتوبر؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :