facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة بين تراجيديا الموت وصمت العالم


سالم البادي
15-12-2023 02:48 PM

عجزت كل لغات العالم أن تعبر أوتشرح أو تنقل أو توصف المجازر الإنسانية اليومية والمأساة المستمرة، والجحيم الذي يعيشه قطاع غزة ، فبأي لغة يجب استخدامها لإيصال صوتها لوصف الواقع المرير والوضع المخزي الذي عجز العالم العربي والإقليمي والإسلامي والدولي عن عمل أي شىء لايقاف هذه التراجيديا الصهيونية الوحشية المرعبة التي ضربت بكل المبادىء والقيم الإنسانية والسلوكيات الأخلاقية والقوانين والأنظمة والتشريعات عرض الحائط، فسحقا لهذا العالم الذي تجرد من إنسانيته وسقط قناعه المزيف، والخزي والعار للامتين العربيه والإسلامية على صمتها المؤلم الذي تسبب في استمرار القتل الممنهج ضد الفلسطينيين المرابطين الصابرين، حيث انطبق عليهم قول الشاعر :
من أيّةِ الطُّرْقِ يأتي مثلَكَ الكَرَمُ أينَ المَحاجِمُ يا كافُورُ وَالجَلَمُ

جازَ الأُلى مَلكَتْ كَفّاكَ قَدْرَهُمُ فعُرّفُوا بكَ أنّ الكَلْبَ فوْقَهُمُ

ساداتُ كلّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهِمِ وَسادَةُ المُسلِمينَ الأعْبُدُ القَزَمُ

أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ

فما يجري في قطاع "غزة" سابقة هي الأولى من نوعها في العالم ، حيث وصلت المجازر أعلى مراتب الفظاعة والوحشية الصهيونية ولو صح التعبير أن نطلق عليها "الواقع المرعب" أو " مستنقع الدم" أو " مجزرة إنسانيه امام العالم" أو " ابادة شعب بأكمله ".

" غزة " المنكوبة يعيش فيها نحو ٢.٢ مليون فلسطيني يعانون ويقاسون الأمرين منذ ١٧ عاما ، في أوضاع كارثية ونقص مستمر في الخدمات الضرورية من غذاء وماء ودواء وكهرباء جراء الحصار المستمر للقطاع منذ أن فازت حماس بالانتخابات التشريعية في عام ٢٠٠٦.

والوضع يزداد سوءا بل يتدهور وتنهار كل الخدمات والقطاعات الإنسانية الصحية والتعليمية والغذائية والاجتماعية وغيرها من الخدمات الضرورية التي يحتاجها أبسط إنسان للعيش .

" مأساة إنسانية " بكل ما تحمله الكلمة من معنى يعيشها أهالي غزة ، فالقطاع اصبح لا يصلح للعيش فيه ابدا !!
.. وهذه تعتبر جريمة إنسانية متكاملة الأركان وكارثة من الدرجة الأولى، ومن الضروري ايقافها فورا .

واذا كانت قرارات مجلس الأمن الدولي وجمعية الامم المتحدة لا تطبق ولا تنفذ ولا تحترم !!
فما الفائده منها ؟؟
لماذا لا تقوم بدورها الأممي المتمثل في حفظ السلم والامن الدوليين؟؟؟
لماذا العالم غض الطرف عما يعيشه الفلسطينيون من هول الحرب وتداعياتها الإنسانيه، ولم يساهم بوقف الابادة والمجازر الصهيونيه اليوميه ، وبالمقابل استمر في تمويل الكيان الصهيوني والدفاع عنه وتقديم كل المساعدات والدعم المادي واللوجستي والسياسي الكامل ، بينما قامت وانتفضت الأمم المتحدة ومجلس الامن إزاء الأحداث في أوكرانيا!!

أكثر من ٨ مليار إنسان على هذا الكوكب يشاهدون لحظة بلحظه ويوما بيوم عملية القتل الوحشيه المرعبه الصهيونيه في قطاع غزة والضفة الغربيه والقدس والجليل والخليل وباقي المدن والمناطق والمخيمات الفلسطينيه، والعالم مكبل بالصمت لا يحرك ساكنا لايقاف هذه التراجيديا الصهيونيه الوحشيه !!

فقد أظهرت الحرب وجه الصهاينة الحقيقي القبيح البائس الكريه ، وأيديهم الملطخه بالدماء ، وما هذه المجازر في غزة الا دليلا قاطعا على أن هذا الكيان الصهيوني بدأ مرحلة الانهيار ، وستكون بداية نهايته القريبه بأذن الله تعالى ، وبلا شك أن تداعيات هذه الحرب ستكون كفيله للعالم أجمع بمعرفة حقيقة الصهاينه الجبابرة المتجردين من الإنسانيه والسلوكيات الاخلاقيه.
ويقينا أن العالم سيضحى أكثر امانا وسلاما واستقرارا بدون الصهاينه ، وبداية عهد جديد للبشريه جمعاء،
يقول الله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}
(الإسراء:٤-٧)

‏إن أستمرار القتل الممنهج ضد الفلسطينيين في غزة وبقية المناطق الفلسطينيه ما هو إلا نتيجة الصمت العربي والإقليمي والدولي الذي شجع استمرار عمليات القتل الممنهجه من مرتزقة ومجرمي الكيان الصهيوني،
بيد أن هذا القتل أدى الى ردت الفعل القويه الصلبه الصارمه من الشعب الفلسطيني واظهر قوة وصمود وشموخ وعزة وكرامة هذا الشعب العربي الإسلامي الاصيل الذي ما زال مستمرا ومستميتا بالدفاع عن ارضه وعرضه ، وصامدا في وجه جيوش مجموعة دول الشر بجانب الصهاينه، وما زالت فصائل المقاومة تحصد منهم اعدادا كبيرة من جنود وضباط وتدمير آليات ومدرعات ومدفعيات العدو بقدرة الله وعزيمة وارادة شعب فلسطين المحتله.

منذ إنطلاقة "طوفان الاقصى " والعدو الصهيوني مستمرا في الانتقام باستهدافه المتعمد في قتل الاطفال والنساء والمسنين وذلك ضعفا وهوانا وانهزاما وانكسارا لهيبته التى سقطت أمام هيبة وكبرياء وبسالة المقاومه الفلسطينيه التي تدافع عن ارضها وعرضها ومقدساتها .

تتوالى كل ساعة صور المجازر التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني والتي تشير إلى وحشيّتة العمياء التي يستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة ، ومنها المحرمة دوليا أمام صمت دولي رهيب ومخزي وغير أخلاقي.

ويستمر جيش الكيان العدو بعمليات القتل الممنهج للأطفال والنساء والمسنين واقتحام المدارس والملاجىء والمستشفيات وتدميرها على من فيها تحت ظل غطاء غربي أمّنته له واشنطن التي تعرّف نفسها "راعية حقوق الإنسان" حول العالم و"راعية حفظ السلم والامن الدوليين".

حرب غزة اظهرت النفاق الغربي وحقده الدفين تجاه القضايا العربيه والإسلامية وبات واضحاً للجميع نتيجة عقود من الأداء الإجرامي في العراق، وأفغانستان، وسوريا، ولبنان، والصومال وليبيا وغيرها.

فمن يموّل الكيان الصهيوني" على قتل أطفال غزة ؟؟
بحسب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام فإن ٩٩% من واردات سلاح الصهاينه ، بين عامي ٢٠١٨ و٢٠٢٢م ، تأتي من ألمانيا والولايات المتحدة ، تقدر واردات اسلحه "الصهاينه" بقيمة إجمالية قدرها ٢.٧ مليار دولار.
نسبة ٧٩% من هذه الواردات من الولايات المتحدة الأمريكية، بلغت قيمتها ٢.١ مليار دولار ، و٢٠% من ألمانيا، بلغت قيمتها ٥٤٦ مليون دولار.

كما تُعتبر " الولايات المتحدة الأمريكية" هي أكبر دولة تقدم مساعدات للكيان الصهيوني ، معظمها مساعدات عسكرية. فقد منحت الولايات المتحدة " الكيان الصهيوني" ما يعادل ٢٤٦ مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية مجتمعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى ٢٠٢٢م .
وفي عام ٢٠١٦ وقّعت واشنطن وتل أبيب مذكرة تفاهم بشأن المساعدات العسكرية مدتها ١٠ سنوات، تغطي السنة المالية ٢٠١٩ إلى السنة المالية ٢٠٢٨، وبموجب شروط هذه المذكّرة، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم دعم عسكري ل"الكيان"، رهناً بموافقة الكونجرس، بقيمة ٣٨ مليار دولار، أي أكثر من ٣ مليار دولار سنويا.
وبهذا يمكن إضافة جريمة أخرى إلى سجل جرائم الولايات المتحدة وهو دعم آلة الحرب الصهيونيه التي قتلت عشرات آلاف الفلسطينيين على مر العقود السبع الماضية.

في عام ٢٠٢٢ أي بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من توقيع اتفاقيات التطبيع وصلت صادرات الصناعة الدفاعية الإسرائيلية إلى ١٢.٥ مليار دولار، وهو الأعلى منذ إنشاء ما يسمّى ب"دولة الكيان الصهيوني" قبل ٧٥ عامًا ، شكّلت الطائرات بدون طيار الجزء الأكبر من الصادرات بنسبة ٢٥%، وهو ارتفاعًا من ٩% في عام ٢٠٢١ ، تليها الصواريخ والقذائف وأنظمة الدفاع الجوي بنسبة ١٩%. وبلغت صادرات أنظمة الرادار والحرب الإلكترونية ١٣% من مجمل مبيعات الأسلحة، بيد أن إسرائيل معروفة بأنظمة الاستخبارات السيبرانية ، إلا أنها نسبة صادراتها في هذا القطاع لم تتجاوز ٦% من إجمالي المبيعات في عام ٢٠٢٢ .

وكشف تقرير نشرته وزارة الدفاع الاسرائيلية أنه من إجمالي الصادرات العسكرية الإسرائيلية عام ٢٠٢٢ ، شكّلت حصّة الدول المطبّعة ما يقارب ٣ مليارات دولار أي أن ٢٤% من الصادرات العسكرية الصهيونيه توجّهت إلى الدول المطبعه.

وبحسب التقسيم الجغرافي تصبح الدول الموقّعة لاتفاقيات أبراهام ثالث أكبر تجمّع للدول استيراداً للأسلحة الصهيونيه بعد دول آسيا والمحيط الهادئ ، التي شكّلت ٣٠% من صادرات الأسلحة الصهيونيه ، وأوروبا التي شكّلت ٢٩% من مجمل صادرات السلاح الصهيونيه .
وبهذه الترسانه الحربيه والدعم المادي واللوجستي والسياسي الدولي ارتكب "الكيان الصهيوني" قرابة ٤٧ مجزرة ضد عائلات فلسطينية خلال حربها على قطاع غزة حتى الان .

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع قبل يومين ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى ١٨ ألفا و٦٠٨ شهداء، وإصابة ٥٠ ألفاو٥٩٤ فلسطيني .
بينما أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان توثيق إنشاء أكثر من ١٢٠ مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن شهداء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ٧ أكتوبر الماضي.

كل هذه المجازر الإنسانيه التي نفذها العدو الصهيوني المغتصب المحتل تمت بغطاء كامل من الذين يدعون أنهم "رعاة حقوق الانسان" في الغرب وامريكا.
و" طوفان الاقصى " أثبت أن "الكيان الصهيوني" ضعيفا وجبانا وجيشه اوهن من بيت العنكبوت، والمجتمع الصهيوني متمزق وهش وصفوفه متزعزعه وهو بحاجه ماسه لداعمه الاولى "أمريكا" وضروريا لنجاح منظومته واستمراره في الحياه.
ومن جانب أخر أصبح هذا "الكيان" عبئا وعائقاً أمام الخطط الاستراتيجية الأميركية ، مما لا يدع شكا بإن الاحداث والوقائع والجرائم الحاليه في "غزة" ستؤدي الى سقوط الكيان الصهيوني، وإذا ما سقط فأنه سيؤدي يقينا إلى سقوط جميع الاقنعه الزائفه منها أمريكا والغرب وشركائهم.

فقد انتهى زمن البيانات والخطابات الكاذبة والمخادعة والمنافقه، وإن العالم على مشارف مرحلة جديده وعهد جديد " ولكل زمان دولة ورجال ".

أنّ "الصهاينة" فتحوا أبواب جهنم بأيديهم وسيحصدون ما كسبت أيديهم "
قال تعالى:"قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين"
(البقرة، الآية ٢٤٩).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :