facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن في عين النار


فيصل سلايطة
17-12-2023 03:02 PM

لم تهدأ ولم تكل ولم تملّ تلك الاقلام التي بالتوازي مع حرب الصهاينة على غزة الجريحة ، تدور حرب الكترونية على الاردن و كأننا نحن العرب نعيش سلام لا ينقصنا به سوى رفاهية التفرقة.

الاردن صدّرت للعدو ، الاردن فتحت مجالها ، الاردن نقلت ، الاردن باعت ، الاردن اشاعت...الاردن الاردن الاردن ...ماذا بعد؟ ماذا تريدون؟

ألا يكفي حزام المخدرات الذي لا يكل و لا يملّ على الحدود الشمالية؟ ألا تكفي حملات المقاطعة و الاغاثة و الغاء الاتفاقات و تعليق السفارات و رحلات جلالة الملك المكوكية و خطابات جلالة الملكة الصريحة الواضحة التي أثارت عليها ذباب الصهاينة؟ ألا تكفي الحاضنة الشعبية و الرسمية و الحكومية و الدعم المنقطع النظير؟

أتريدون الاردن أن يدوس توازنات القوى و يدخل حربا سوف تعيده عقودا للوراء ،، فقط لتقولوا الاردن دخلت الحرب؟

في التاريخ لنا أمثلة كثيرة على انتحارات سياسية لا زالت الشعوب تدفع رصيدها إلى اليوم ، فصدام قالها كثيرا و دخل حربا عبثية مع ايران و قصف اسرائيل و دخل الكويت محتلا و ها هو العراق الآن ، لا تبتعد الصورة فيه كثيرا عن فلسطين ، فتقريبا الصورة من احتلال واحدة...فهل تريدون انتحارا كالذي تسرّع به صدام؟

اذن أهو استسلام؟

لا أبدا ، فمن يدعم بلا كلل الاشقاء في غزة ليس بمتخاذل بل يتصرف بحكمة و روية ، ثم لنفكّر قليلا...أين تلك الدول و الكيانات و الاحزاب التي صدّعت رؤوسنا بطريق القدس؟ أين اولئك الذين لم يتركوا منبرا للهتاف لفلسطين متوعّدين الكيان الغاصب بردّ فعل مزلزل إن فكّر بالحرب؟ ألم تكن حرب غزة كاشفة لأولئك الذين اشتروا و باعوا و ضخموا احجامهم و بالونات خطاباتهم ، لتأتي هذه الحرب و تنفّسها و تعيدها إلى حجمها الطبيعي ، لماذا تجتمعوا على الأردن الذي منذ سبعة عقود لم يتوانى يوما على دعم الاشقاء من أرض فلسطين بشتى أنواع الدعم؟

أتريد هذه الفئة أن تمحى أرضنا عن بكرة أبيها لكي يشفى غليلهم في خرابها؟

لم تواجه دولة عربية منذ بدء العدوان تصيدا و هجوما و تخوينا و طعنا بقدر ما تحمّلت الاردن ، منابر و اقلام و صحف و ضمائر اشتريت لتنهال على وطني بكل أنواع التخوين ، لكنّنا نعي جيدا قيمة هذه الأرض و فاتورة الدفاع عنها ، و نعي ماذا تفعل قيادتها لنصرة المظلوم ، الحكمة أساس الحياة ، و المجازفة بأوطان بأسرها هي مراهقة سياسية لا أكثر...

عندما توحّد العرب في الماضي لم يسكت الاردن و وضع يده فوق أيديهم و حارب و خسر و سطّر أبناءه البطولات فداء لأرض القدس ، أما الآن فكل الأوراق السياسية تبدلت و القوى تغيرت و التوازنات لم تعد كما في السابق ، و بلغة أوضح، لو اجتمع العرب مجددا لن يتأخر الاردن عن الالتحاق بركب الوحدة ، فكفاكم أيتها الفئة التي سأبقى أقول قليلة ، نعقا في الليل و النهار ، فالأردن حتى لو كان عين النار سيبقى صامدا بحكمة رجاله ، و غزة و فلسطين سوف تبقى الجرح النازف في ضمائرنا ، غزة المظلومة في قلبنا كانت و ما زالت و ستبقى مهبط لسواعد نشامى الوطن الداعمين لصمودها ...إلى أن تلبس ثوب الحرية ، أما لمن يلعب بأوراق التطرف و العنصرية و الاقليمية و يضرب الوحدة فله ضنك الحياة ، يكفي أن الاردن بكلتا يديها تدافع عن كل مظلوم و حضنها دافئ لكل طارق لها ، لم تحمل الدم في يد و حمامة بيضاء في أخرى .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :