facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"حرب غزة" ضربة القرن


سالم البادي
29-12-2023 01:01 PM

منذ حرب ١٩٤٨ كان "العدو الصهيوني دائما هو المبادر بالهجوم والتوسع في احتلال الأراضي العربية، وعلى مدى عقود تمكن الكيان الصهيوني المحتل من تدعيم قواته الدفاعية وتطوير قدارته الحربية والأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وفرض سيطرته العسكرية في المنطقة والذي جعل منه جيشا لا يقهر .

بيد أن حرب ١٩٧٣ القوات المصرية هي من بادرت بالهجوم وباغتت قوات العدو المحتل ، وقدمت ملحمة عظيمة سطرها التاريخ إلى اليوم مما تحقق لها نصرا كبيرا ، فعبروا قناة السويس وحطموا خط بارليف الحصين، ونجحوا في استرداد أرض سيناء المصرية .

لذا فإن "طوفان الأقصى " جاء متزامنا مع ذكرى بدء حرب عام ١٩٧٣ ، أي بعد مرور ٥٠ سنه من الانتصار ، مما ظهر عاملا مشتركا بين "طوفان الاقصى" وحرب ١٩٧٣ وهو طريقة وسرية وتوقيت قرار الهجوم .

مما سبب ذلك الحدث أكبر صدمة في تاريخ الكيان الصهيوني المحتل ، والذي ما زال يعيش تحت تأثير الصدمة، ولن يستطيع التخلص منها لفترة طويلة حتى زواله وستصبح عقدة نفسية تلازمه حتى زواله.

ولا يزال هذا الكيان الصهيوني العنصري الوحشي المغتصب المتجرد من الأخلاق والقيم الإنسانية يعيش هول الصدمة التي خلّفتها عملية " طوفان الأقصى الذي كان بمثابة زلزال هز حكومة اليمين بنيامين نتنياهو الفاشية المتطرّفة التي سارعت من خلال مجلس حربها الضعيف المنهزم وجيشه الذي اثبت انه اوهن من بيت العنكبوت بصب غضبه باتّخاذ خطوات انتقامية ضدّ أهل قطاع غزة بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم وتدمير المساكن عليهم بالصواريخ والجرافات والمدافع واستخدام كل انواع واشكال الأسلحة المحرمة دوليا ، والتي اثبتت حقيقة عجْز هذا الكيان الصهيوني المحتل سفاك الدماء وقاتل الأطفال والنساء أنه كيانا عنصريا وحشيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد ضرب بكلّ المناشدات والوساطات الأممية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان عرض الحائط، الأمر الذي أدى إلى تصاعد عمليات القتل الفاشية الصهيونية الوحشية مع الدعم الأمريكي الغربي المتواصل برا وجوا وبحرا.

فإذا كانوا بني صهيون ما زالوا تحت تأثير صدمة "طوفان الأقصى " وما خلفه من تداعيات وأثار غير مسبوقة في تاريخ الصهاينة منذ ٧٠ عاما، فإن الدول الإقليمية وخاصة العربية هي بدورها تلقت صدمة ومفاجأة كبيرة بالقدر نفسه من الذهول إزاء عملية "طوفان الأقصى " غير المعلن عنها والتي هزت الكيان الصهيوني المحتل وشركاه بل والمنطقة بأكملها.

ومما لا شك فيه بأن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تدخل هذه الحرب إلا بعد خطة مدروسة بعناية تامه وعمل دؤوب للاستعداد لها من جميع النواحي الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، بل وقد درست عدوها وعرفت مسار عمليتها العسكرية بعد عدة مناورات عسكريه قامت بها على الأرض، ومن خلال التخطيط المدروس تعرفت على نقاط الضعف في القدرات العسكرية والتكنولوجية والاستخباراتية للعدو الصهيوني.

ففي عملية طوفان الأقصى، تلقى العدو الصدمة الأولى بعد ما فقد السيطرة على الأراضي المحتلة لأول مرة في تاريخه، وإن كان ذلك مؤقتا لمدة يومين فقط قبل ما يتمكن العدو من استعادة السيطرة عليها، بعد إكمال العملية.

والصدمة الثانية التي تلقاها العدو هي الاعداد الكبيرة التي تكبدها العدو المحتل من القتلى المدنيين والعسكريين واعداد الرهائن في يوم واحد.

بينما الصدمة الأخرى هي القوة الصاروخية التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية بآلاف الصواريخ في اليوم الأول لاختراق نظام الدفاع الجوي (القبة الحديدية) التي اثبتت فشلها واختراقها.

فما أن استفاق العدو من صدمته بعد ساعات من بدء عملية "طوفان الأقصى " بدأ الاعلام الصهيوني الأمريكي الغربي بنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة لإثارة شعوبها وتحريك المشاعر والرأي العام وتوجيها نحو الكيان الصهيوني.

وبدأت القوى الداعمة للكيان الصهيوني بإعلان حالة الاستنفار القصوى وذلك بإرسال الدعم الكبير الغير مسبوق من الترسانات الحربية والعسكرية والأمنية، عوضا عن زيادة وتكثيف الدعم السياسي الذي حظى به العدو المحتل من حلفائه الداعمين .

مع أن العدوان الصهيوني الوحشي الهمجي المستمر على قطاع غزة إلى اليوم لم يشفع له ، وباءت كل مؤامراته ومخططاته بالفشل ، وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية ، علاوة على دعوته إلى تهجير سكان غزة ، وهو ما قوبل بالرفض المطلق من الدول الإقليمية، في صدمة كبيرة للإعداء نحو التغيير الكبير في المشهد العالمي ،فضلا عن انتكاسته الدبلوماسية التي وصلت الى أدنى مستوياتها منذ تأسيسه من سبعة عقود .

إن الجرائم والابادة المستمرة للضربات المتواصلة التي يشنها الجيش الصهيوني والدمار التي تخلفه ترسانته الحربية والعسكرية في قطاع غزة، زادت من غضب الشعوب العربية والإسلامية ضد كل من له علاقة بدعم ومساعدة وتشجيع العدو الصهيوني المغتصب ، وفي مقدمتها الدول الغربية التي كشفت عن وجهها الحقيقي بدعمها المستمر للعدو الصهيوني وتواطئها في الأعمال الوحشية والمجازر اليومية التي يتعرض لها سكان غزة الأعزل المحاصر.

لقد اعادت " طوفان الأقصى" القضية الفلسطينية إلى الظهور عالميا، وانعاشها من جديد ، مما أدى إلى زيادة تصاعد المشاعر والتآزر والتعاطف لشعوب العالم مع القضية الفلسطينية من جديد، وتحريك الرأي العام العالمي من خلال المظاهرات والمسيرات والوقفات السلمية للمطالبة والمناشدة بوقف الحرب والمجازر البشرية، وإعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة وإقامة الدولة الفلسطينية على ارض فلسطين المحتلة.

أن العدوان الصهيوني الأمريكي الغربي على غزة يعتبر جريمة إنسانية متكاملة الأركان وكارثة بشريه في طبيعته الوحشية وأهدافه، وأمام صمت دولي مخزي وقرارات امميه عاجزة عن التنفيذ وغير فاعلة.

كذلك كشفت حرب غزة الوجه الحقيقي والنوايا الدنيئة الخسيسة والحاقدة للقوى العالمية المهيمنة على المنظمات والجمعيات والهيئات الأممية ومجلس الامن الدولي .

وبشهادة الجميع فإن "طوفان الأقصى" خلطت الأوراق وكشفت المستور وازالت الأقنعة الزائفة، بل أنها ستكون عاملا مؤثرا في إحداث تغييرا كبيرا في مستقبل النظام العالمي الجديد ،فالقوى العالمية المهيمنة ستصبح غير قادرة للمحافظة على استدامة مكاسبها وحماية حلفاؤها ، دون غيرهم ، وغير قادرة للمحافظة على مكانتها في ظل صعود قوى دولية جديدة.

فحرب غزة أربكت الدول الكبرى من خلال ثباتها وصمودها وطريقة اسلوبها العسكري ومجرياتها ، فضلا عن تحقيق المكاسب على الأرض ، وكسب الرأي العام العالمي الأمر الذي أدى إلى تصاعد لقدرات وصمود وصبر واستبسال فصائل المقاومة الفلسطينية، وكذلك إشادة المحللين والخبراء العسكريين والسياسيين في نجاح ادارتها للحرب حتى الان.

فالمقاومة الفلسطينية جعلت من العدو الصهيوني ضعيف امام العالم ، وافقدته الكثير من قدراته الأمنية والدفاعية، والحقت به خسائر كبيرة جدا في الأرواح والممتلكات والآلات والمعدات العسكرية، بالمقابل سجلت الفصائل الفلسطينية مكاسب كبيرة واعظمها ثباتها وصمودها في وجه الترسانة الحربية لدول العدوان الصهيوني الأمريكي الغربي.

وقد صرح نتنياهو في بيان له بعد هجوم ٧ أكتوبر وقال "سنغير الشرق الأوسط " ويبدو أن المؤشرات والخطوات ستغير الشرق الأوسط بالفعل ولكن هذه المرة بسيطرة فلسطينية ، ولن يكون هذا التغيير بإرادة صهيونيه او أمريكية او غربيه كالعادة ، لأن حرب غزة اثبتت أن المقاومة الفلسطينية لاعب أساسي ومهم في أي تغيير جيوسياسي او تغيير لخارطة المنطقة مستقبلا.

ومن جانب أخر اثبت إعلام العدو أن العديد من الجنود الصهاينة تلقوا اضطرابات نفسيه تفقدهم السيطرة وتسبب بخلل في عملهم، وهذا بسبب الهلع والفزع والخوف اثناء القتال في غزة، والذي هو جزء من اضطراب نفسي ما بعد الصدمة الخاص بالجنود.

وأشارت التقارير أن نسبة المصابين بالإضرابات النفسية تتزايد يوما بعد يوم من كافّة المصابين (جسدياً ونفسياً).

إن صدمة "طوفان الأقصى" جعلت من المؤسسة السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية في موقف ضعيف وفاقد لسيطرته ،مما جعله يزيد من تخبطه في عملياته العسكرية العوجاء ، بسبب حالة الذهول التي تلقاها من (ضربة القرن) عملية "طوفان الأقصى" وبالتالي فقدته هيبته ومكانته امام العالم ، وأثبتت العملية على فشل ذريع للعدو خاصة جهاز مخابراته الذي لم يقم بدوره وواجبه على اكمل وجه ،وهذا ما أحدث ضجه كبيرة وصدى إقليمي غير مسبوق بسبب ما يمتاز به جهاز المخابرات الصهيوني من تقنيات متطورة وما يحتويه من معلومات دقيقة واستخبارات قوية يضرب به المثل إقليميا ودوليا، بالإضافة إلى أن تداعيات "طوفان الأقصى" قد تكون ضربة مباشرة لعملية التطبيع الصهيونية العربية ، لأن الأحداث والوقائع المتسارعة، والجرائم والمجازر البشرية اليومية في قطاع غزه قد أثارت الرأي العام العربي والعالمي ، وبدأت الشعوب العربية والعالمية تتأخذ مواقف محدده وواضحة.

إن حجم "إراقة الدماء" التي يرتكبها العدو المحتل في حق الفلسطينيين يوميا هي الوصمة "الإرهابية" الحقيقية التي يتصف بها هذا العدو الوحشي الهمجي، وستحال جرائم هذا العدو الصهيوني إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ إجراءاتها وفقا للقانون الدولي.

ومما تقدم فأن العدو لن يخرج من هذه المعركة منتصرا بل مهزوما منكسرا مدحورا بإذن الله تعالى.

وفي ظل استمرار المجازر الإنسانية على قطاع غزة التي تسجل أرقاما قياسيه من الشهداء والجرحى والمفقودين ، وتسجل سابقة تاريخيه في إعداد الجرائم والابادة المستمرة للعدوان الصهيوني الغاشم طيلة حروبه السابقة على مدى سبعة عقود ،فإن أهل غزة ما زالوا يقدمون أروع معاني الصمود وأروع البطولات والتضحيات الجسام في وجه الطغيان المحتل مدافعا عن عزته وكرامته وعرضه وارضه.

وكذلك ما زالت الامة العربية عاجزة عن تحريك أدنى نوعا من المناصرة والدفاع عن أهل غزة الذي تنتهك اعراضهم يوميا وأمام العالم ، ويقتلوا تقتيلا، ويذبحوا تذبيحا، وينكل بهم تنكيلا ،ويمثل بهم تمثيلا ، وتسفك دمائهم سفكا ، ولكن لا حياة لمن تنادي.!!

فيا أحرار العالم إلى متى سيستمر هذا العدوان الصهيوني امريكي الغاشم السافر الهمجي الوحشي ، والحصار الظالم الجائر ؟؟؟

وإلى متى ستستمر هذه المجازر الإنسانية والابادة الجماعية في غزة ؟؟

وإلى متى سيظل الموقف العربي يتملكه الجمود والخذلان والهوان والصمت المخزي ؟؟؟

ألم يقل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما؟؟!

قال تعالى{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} ( إبراهيم:٤٢)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :