facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ديمقراطية إسرائيلية وارهاب فلسطيني (3)


اللواء المتقاعد مروان العمد
04-01-2024 03:14 PM

بعد عمليات طرد اليهود من الدول الاوروبية ، وخاصة بعد طردهم من اسبانيا في القرن الخامس عشر ، فتحت الامبراطورية العثمانية اراضيها ليقيموا فيها ، ًًًًوذلك عملاً بتعاليم الاسلام السمحة . وقد اقام بعضهم في فلسطين . ومع تزايد طرد اليهود من دول وسط اوروبا زاد عدد الذاهبين منهم الى فلسطين ، حيث اقاموا في القدس وطبرية وصفد والخليل . وفي اوسط القرن الثامن عشر هاجر اليها المزيد من اليهود من بولندا وروسيا بسبب اضطهادهم هناك ، حيث وجودوا فيها الامن والحماية ، وعملوا في الاعمال الحرفية والزراعة . واقاموا بعض المستوطنات الزراعية . ولم يجد السلاطين العثمانيين في البداية خطراً من ذلك ، حيث ان هذه المستوطنات كانت تزود الفلسطينيين بحاجتهم من المنتجات الزراعية . اما اليهود الذين استقروا في تركيا وفي عاصمة الخلافة العثمانية ، فقد عملوا بالتجارة والربا . وبلغ من غناهم انهم اصبحوا يقرضون القصر السلطاني بالاموال . واستمر الامر على هذا النحو في بداية عهد السلطان عبد الحميد الثاني ، والذي سمح للمزيد من اليهود بالاقامة باراضي الدولة العثمانية ، بما فيها فلسطين . الى ان ظهرت الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر ، والتي كانت تهدف الى اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . مما جعل السلطان عبد الحميد يتخوف منهم ومن اهدافهم ، واصدر امره بالسماح لهم بالاقامة لمدة شهر واحد فقط في فلسطين تم تمديده الى ثلاثة اشهر . وبعد ان اخذ تيودور هرتزل اليهودي النمساوي المجري مؤسس الحركة الصهيونية السياسية يسعى لتشكيل كيان لليهود ،كتب كتاباً بعنوان الدولة اليهودية طرح فيه إقامة دولة لهم ، مدعياً أن اليهود يشكلون قومية ، بالرغم من عدم صحة هذا الادعاء ، وانهم مجرد ديانة مثل غيرها . واخذ يدعو لفكرته هذه ، الى ان تمكن من مقابلة السلطان عبد الحميد الثاني عارضا عليه فكرة تكوين هذه الدولة في فلسطين . الا ان السلطان لم يوافق على طلبه . وامر بالغاء تصاريح الاقامة لليهود في فلسطين ، واخراجهم منها . الا انه نتيجة فساد الولاة في فلسطين ، ونتيجة للرشاوى التي كانت تدفع لهم من خلال الوكالة اليهودية ، والصندوق القومي اليهودي ، فقد بقي معظمهم فيها ، واخذت الوكالة وبتمويل من الصندوق بشراء الاراضي لهم ، الى ان اندلعت الحرب العالمية الاولى عام 1914 والتي انحازت فيها الدولة العثمانية الى جانب المانيا ، مما جعل الحركة الصهيونية تتجه الى بريطانيا لتساعدها في تحقيق مخططها . و بتاريخ 2 / 11 / 1917 استطاع اللورد ليونيل دي روتشيلد الحصول على وعد من وزير خارجية بريطانيا أرثر جيمس بلفور باقامة مقام قومي لليهود في فلسطين . دون المساس بحقوق الآخرين المقيمين فيها . بالرغم من ان اليهود كانوا يشكلون اقل من 5% من سكانها فقط . وعلى اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1918 ، تم وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني ، و بدأ القيام بتنفيذ وعد بلفور .

وقد وجدت الدول الاوروبية بهذا الوعد فرصتها للتخلص من اليهود الذين كانوا يقيمون فيها ، حيث تم نقلهم بسفن متهالكةً الى السواحل الفلسطينية بطريقة غير شرعية . والتي وصلوا اليها في حالة يرثى لها ، وقد انهكهم الجوع والمرض والحشرات ، مما تطلب رشهم بالمبيدات فور نزولهم من السفن . وقد احسن الفلسطينيين استقبالهم في البداية ، لما كانوا عليه من فقر ومرض وحاجة . حتى ان بعضهم اسكنوهم معهم في منازلهم . ولكن ومع زيادة قدوم المهاجرين اليهود ، وقيام سلطات الانتداب البريطاني بتقديم المساعدات لهم ، وتمكينهم من السيطرة على الاراضي والبيوت التي كانوا يقيمون عليها ، وطرد سكانها منها . ولقيامها بتزويدهم بالسلاح ، وتمكينهم من تشكيل مليشيات مسلحة ، منها الهاغاناه و أرجون و بيتار وشتيرن و بلماح . والتي اخذت تمارس العنف ضد الفلسطينيين ، مما جعلهم يدافعون عن حقهم القانوني والشرعي في ارضهم و وطنهم ، و القيام بعدة ثورات للتصدي للحركة الصهيونية ومليشياتها ، و للقوات البريطانية التي كانت تدعمها . ولكن لقلة الامكانيات ، ونقص السلاح والعتاد ، و تآمر سلطات الانتداب البريطانية مع اليهود ، والتي كانت تحكم بالاعدام على كل فلسطيني يظبط بحوزته على سكين او طلقة رصاص او خرطوش . ولقيام المليشيات اليهودية بمهاجمة القرى الفلسطينية والاستيلاء عليها ، وهدم الكثير منها وتسوية حجارتها بالارض ، حيث هدمت 500 قرية ، واحد عشر مدينة خلال ستة اشهر . ولارتكاب هذه المليشيات العديد من المذابح بحق الفلسطينيين مثل مذبحة دير ياسين ، و الطنطورة ، و اللد، وبلدة الشيخ ، وقرية ابوشوشة . حيث قتلت الرجال والنساء والاطفال وحتى الاجنة في الارحام . وحتى انهم دمروا فندق الملك داود في عام 1946 والذي كان مقر القيادة البريطانية ، حيث فجرته مليشيات الارجون التابعة للهاغانا بعد ان تنكروا بملابس فلسطينية . و الذي قتل فيه ثمانية وعشرون بريطاني . ولاقدام سلطات الانتداب البريطانية على الانسحاب من مواقعها العسكرية قبل الوقت المحدد لذلك في قرار انهاء الانتداب ، وتسليم هذه المواقع مع اسلحتها للمليشيات اليهودية . فقد اخذ الفلسطينيون يهربون من البلاد في عملية تهجير قصري ممنهجة ، حيث غادرها اكثر من نصف سكانها بملابسهم ، وما خف من المتاع الى الاردن وسورية والعراق ولبنان ودول اخرى . وبعدها دخلت القوات العربية للتصدي للمليشيات اليهودية التي كانت تتفوق عليها بعدة اضعاف ، عددا وعدة ، مما ادى الي سيطرة المليشيات اليهودية على الاراضي التي خصصت للكيان اليهودي بموجب قرار التقسيم الذي كان قد صدر بتاريخ 29 / 11 / 1947. واستولت ايضاً على قسم كبير من الاراضي التي كانت مخصصة للدولة العربية بموجب هذا القرار . وبتاريخ 14 /5 / 1948 صدار قرار من الامم المتحدة بالاعتراف بدولة إسرائيل على حدود قرار التقسيم .

وبهذا لم يبقى من اراضي فلسطين التاريخية بيد الفلسطينيين سوى القسم الذي حافظ عليه الجيش العربي الاردني ، والذي سمي بالضفة الغربية ، والذي ضم الى الدولة الاردنية بتاريخ 24 / 4 / 1950 لحمايته من السقوط بيد الاحتلال الإسرائيلي ، ولرغبة سكانه والذين منحوا الجنسية الاردنية . كما بقي الساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة اسدود وجنوباً حتى مدينة رفح ، والذي تبلغ مساحته 365 كم مقتطعة من اصل اكثر من مائة الف كم مربع والذي احتفظت به المليشيات الإسرائيلية . وقد وضع هذا القسم تحت الادارة المصرية والذي عرف باسم قطاع غزة . والذي يبلغ طوله 41 كم ، وعرضه ما بين 6 الى 12 كم . ويتكون هذا القطاع من خمس محافظات وهي محافظة شمال غزة ، ومحافظة غزة ، ومحافظة دير البلح ، ومحافظة خان يونس ، ومحافظة رفح . وبه ثمانية مخيمات وهي رفح ، وخان يونس ، ودير البلح ، و النصيرات ، والشاطئ ، والمغازي ، والبرية ، وجباليا . ويبلغ عدد سكان القطاع حالياً حوالي مليونين وربع المليون نسمة ، معظمهم من لاجئي عام 1948 .

وهكذا ظهرت الدولة الإسرائيلية التي وصفت بانها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة . فاذا كانت هي كذلك فهل كل هذا الارهاب الذي حصل في المنطقة فلسطيني ؟

يتبع





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :