تقوم بعض الأحزاب باستقطاب أعضاء من أحزاب أخرى قدموا استقالاتهم على خلفيات شخصية أو حزبية ، وتلتقطهم بعض الأحزاب الجديدة التي تحتاج إظهار تقدمها بإمكانات حزبية أيديولوجية وبرامجية، وحزبيين لهم باع طويل في جهود قدموها في أحزابهم الأصلية.
وفي هذا السياق لا بد من القول أن الحزب هو وطن صغير داخل وطن كبير ، ولا بد من استيعاب أن العمل الحزبي لا يقبل تغيير الانتماء في لحظة حرد سياسي، وإذا كنا نؤمن بفكر الحزب الذي ننتمي اليه وبرامجه المطروحة في المجالات المختلفة، فعلينا ان نؤمن أيضًا أن الانتماء للفكر هو الأساس للعمل الحزبي.
إن عملية التحول الى حزب اخر تعطي انطباعا على اكثر من حالة في العمل الحزبي أولها: أن الأحزاب الأردنية الحالية بعد الاستحقاقات لم تقم بجهد كبير في استقطاب الشباب والطاقات الإيجابية لتحقيق برامجها، ولتدفع في اتجاه عمليات التحديث السياسي التي دعا اليها جلالة الملك في أوراقه النقاشية، فالتحضير للانتخابات والسباق الى أخذ المقاعد في القائمة الوطنية والقوائم المحلية يسبق الارتقاء بالحزب وتموضعه السياسي في سبيل خلق مؤسساته بشكل يضمن فعاليته في الانتقال الى الحياة السياسية التي نطمح جميعا اليها.
وثانيًا : يكشف ضعف بعض الأحزاب التي تستقطب أعضاء حزبيين جاهزين من أحزاب اخرى، للاستفادة من خبراتهم ، ولإعطاء فكرة عن نجاح هذه الأحزاب في قدراتها على إستقطاب كبير ولكن كشفت التجارب ان عدد الاعضاء لا يعكس حجم الناخبين ، والشعبية التي سيحصدها الحزب في الشارع.
وهناك احزاب حصدت نسبة كبيرة من الأصوات ولم يكن حجم الاعضاء لديها قد تجاوز خمسة الاف عضو وهذا ما حدث مع جبهة العمل الاسلامية مطلع التسعينيات وما حدث ل
حزب الوسط الاسلامي عام ٢٠١٢م .
اذن هناك ضرورة لاعادة النظر لدى الاحزاب التي تحاول ان تقضم من احزاب اخرى بأنه سيكون هناك ردة فعل عكسية خلال الانتخابات، فمن لديه القدرة على التحول من حزب لاخر لن يساهم في نجاح حزبه الجديد، لأنه لم يكن وفيًا لحزب قديم قد أعطاه الكثير للتعبير عن ارائه وتقديم طروحاته.
بعض الاحزاب نجح في استقطاب الكثير من الاعضاء، وقد بنى هذا الاستقطاب على استعداده للانتخابات، ولذلك ستشهد عملية البناء للقوائم الحزبية على مزيد من التراجع .
والاصح ان نبني حزبًا قائمًا على مؤسسات حزبية ناجحة، وبرنامج وطني متكامل، وانتماء صادق ومخلص، فالحزب الناجح لا يرتبط بشخصية الامين العام ولا بقادة الحزب، ولكنه يرتبط بصدق الانتماء للحزب وتغيير ايجابي وحوار يفضي الى الارتقاء بالحزب، وأما ظاهرة التحول الحزبي فتدل على ضعف الانتماء وعدم فهم للعمل الحزبي الحقيقي.