facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قرارات العدل العليا - والدور الأردني المطلوب


د. عدنان سعد الزعبي
27-01-2024 06:19 PM

ليس من الحكمة ان ننظر أو نتعامل مع قرارات العدل العليا على أنها مخيبة للآمال ، فالمسألة لا تأخذ فقط ببعدها القانوني الذي تدركه شعوب العالم باسرها ، واحتجت على مخالفتها ، بالمظاهرات التي خرجت في كل انحاء العالم ، بل المسالة تتعلق بصدوره من هيئة دولية قانونية ملزمة ، ذات مكانة وقوة ومعنى في قراراتها ؛ واولى هذه القوة ، الزام مجلس الامن والأمين العام للأمم المتحدة لمتابعتها و تنفيذ ها . أو الزام الجمعية العامة للأمم المتحدة اذا كان في مجلس الامن أي (فيتو ) . وحتى لو استخدمت أمريكيا الفيتو فإن المسألة لن تكون بهذه السهولة التي تعودناها من أمريكيا أو بريطانيا في مجلس الامن عند اعتراضها بالفيتو على أي قرار تجاه إيقاف الحرب على غزة .. فمثل قرارات المحكمة الدولية تضع أدارة البيت الأبيض امام تحد سياسي كبير ليس فقط أمام الشعب الأمريكي بانتهاك الاخلاقيات الإنسانية ، بل امام دول وشعوب العالم في تحدي الشرعية الدولية ، التي نصبت أمريكيا نفسها وصية بالدفاع عنها وحمايتها في ارجاء الأرض . !

قرارات محكمة العدل العليا غير موجهة بالأساس لإسرائيل ، لان إسرائيل ماضية باجرامها ، فكرا وفلسفة ومبدأ ، وان حكومة إسرائيل لا تأبه بالأمم المتحدة ولا مؤسساتها ، بعد أن وضعت أمريكا بيدها اليمنى واروبا بيدها اليسرى وحرفت وجهها عن بقية دول وشعوب العالم ومؤسسات الأمم الامتحدة المطالبة بإدانة إسرائيل ومحاكمة رؤسائه ،

إسرائيل بحكومتها ماضية بخطتها القائمة على الفناء لتنتهي من غزة وتنتقل للضفة الغربية ثم الى شمال فلسطين ، لان المسألة في هذه الحكومة المتطرفة هي مسألة بقاء ، ولا يضمن بقائها إلا الحرب والابادة باعتبارها الوسيلة الانجع في كبح جماح المعارضة ، واسكات الشعب الإسرائيلي الحاقد على سلوكيات نتنياهو ، حيث يلتقي الإسرائيليون عند مصلحة إسرائيل العليا اثناء الحرب .

وفي الغرف المغلقة في البيت الأبيض ومراكز البحث ،والمؤسسات الأمنية . يتحدث الجميع عن خسارة كبيرة تدفعها أمريكيا إزاء موقفها الحالي مع إسرائيل ، وأن نتنياهو استطاع توريط الامريكان وخاصة إدارة بايدن وايقاعها بشرك مسؤولية أمريكيا حماية إسرائيل وضمان بقائها وقوتها ، وبين المغالات التي تمارسها حكومة الحرب بقيادة نتنياهو والتي ضربت مكانة الامريكان والاروبيين الذين هبوا لنصرة إسرائيل وبقائها بعد 7 أكتوبر وحتى الآن .

جميع مراكز صنع القارا تؤكد على أن إدارة بايدن فقدت الكثير ، وأن الناخب الأمريكي وخاصة من الشباب الذين لهم اليد الطولى بالانتخابات القادمة ينظرون لادارة بايدن بالإدارة المشوهة لحقيقة واخلاقيات أمريكيا المعهودة .

قرار العدل العليا ، دمغة رسمية ، وواقع لا يمكن لامريكيا واروبا تكذيبها أو تحريفها ، كما هو الحال في مجلس الامن ، بل سيكون قرارا ملزما سيأخذ منحى تصعيدي ، حتى ولو تم اتخاذ الفيتو، وهو الذي سيدعو إدارة بايدن للضغط على نتنياهو الذي ادار ظهره للجميع ، لتطبيق ما اتخذته المحكمة خاصة وأن المحكمة طلبت وخلال شهر تقريرا باجراءات تطبيق هذه القرارات . قرارات المحكمة ، جاء تأكيدا على ما اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 صوة بإيقاف النار وإدخال المساعدات وتوقيف الإبادة الجماعية والهدم الكلي وسياسة التجويع و الأرض المحروقة والتحريض وأثارة الكراهية وخاصة ما يفعلة المستوطنون والجنود الإسرائيليين.في غزة والضفة الغربية . وهي بهذا تؤكد على الأفعال الاجرامية لإسرائيل وبنفس الوقت سخط العالم بأسره وادانته لهذه الأفعال الوحشية . و الاكتراث الذي طالما وابداه نتنياهو تجاه ما سيصدر من المحكمة .

هذه القرارات ستكون بمثابة الرادع للدول الاروبية التي رعت إسرائيل في هذه الحرب وخاصة المانيا وبريطانيا ، فمخالفة هذه القرارات يعني مخالفة الشرعية القانونية التي تصدر عن محكمة العدل العليا وبالتالي لا يقبل الشعب الألماني تحيز حكومته مع إسرائيل ومخالفة هذه القرارات. فالمانيا ورغم عظمتها الاقتصادية وفعالياتها بالاتحاد الاروبي إلا أنها لم تخرج سياسيا عن كونها دولة تخضع للاستعمار الأمريكي بكل اشكال القرار السياسي الدولي ..

الأردن ومصر والسعودية ، وقطر ، بل المجموعة العربية في الأمم المتحدة ،امام تحد كبير في تبني القرارات والعمل على تنفيذها سواء مع أعضاء مجلس الامن أو مع الجمعية العامة وخاصة الدول التي صوتت سابقا ضد قرارات إيقاف الحرب على غزة ، حتى والضغط على أمريكيا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الاروبي ، خاصة وأن هذه القرارات جاءت من محكة دولية ملزمة ، لا تستطيع امريكيا القفز فوقها ، أو تجاهلها عالميا . يجب على المجموعة العربية أن تعمل من اجل عقد مجلس الامن مرات ومرات تحت عنوان إيقاف الحرب وأدخال المساعدات ، والابادة الإنسانية ، والتحريص ونشر الكراهية التي تمارس بشكل يومي استفزازي في المخيمات والشوارع والمقدسات ..الخ .

الفرصة الساتحة أما العرب ذلك الموقف الواحد في تبني قرارات العدل العليا التي رفضت طلب إسرائيل وأمريكيا وعدد من الدول اروبا برد طلب جنوب افريقيا . مطلوب من العرب والأردن بالذات بما عرفت عنه من دبلماسية واقعية ومنطقية وضع هذه الدول عند مسؤولياتها ، تمهيدا لعملية سلام شامل على أساس مبادرة بيروت لعام 2002 .

فالدور الأردني الان جاء وقته ، وبدبلماسية نشطة من حشد المواقف في اروبا ، سلاحة قرارات العدل العليا ، ليكون موقف مجلس الامن القادم موقفا يذهب باتجاه وقف اطلاق النار . قبل الذهاب للجمعية العمومية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :