facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"إرهاب" دلال أبو آمنة!!


رجا طلب
02-02-2024 04:56 PM

ستكشف الدراسات الاجتماعية للمجتمع الإسرائيلي التي ستجرى في المستقبل القريب وتحديداً علم النفس الاجتماعي، أن هذا المجتمع الذي بني على أرضية استعمارية بحتة كخليط بشري مهلهل وتغطى بشعارات دينية ومعتقدات عنصرية بحتة.

إن ما جرى يوم السابع من أكتوبر أحدث جرحاً غائراً في نفسيته وعقليته، أفقدته عنصراً مهماً من عناصر هذا البناء "الرخو" سواءً على صعيد الدولة أو على صعيد المجتمع ألا وهو عنصر الشعور بالأمان الذي يتوفر عادة لدى أي مواطن في العالم عندما يعيش فوق أرضه وأرض أجداده "المواطنة الطبيعية"، وبحكم الشعور بالخوف وفقدان الأمن ولربما الأمل نرى أن هذا المجتمع وبعد "طوفان الأقصى" انقسم إلى ثلاثة مجتمعات لكل منها سماته الخاصة تجاه الآخر الفلسطيني وهي:

• المجتمع المتطرف على أرضية دينية توراتية أي " الداعشية الصهيونية المتوحشة “.

• المجتمع العلماني المتطرف سياسياً والذي أخذ يتماهى بعنفه ووحشيته مع الداعشية الصهيونية.

• المجتمع الليبرالي أو ما يمكن تسميته “المجتمع اليهودي الليبرالي غير المتصهين “.

ووفق التصنيف السابق غلب على سلوك المجتمعين الأول والثاني رد الفعل التوحشي الذي هو موجود أصلاً لدى المجتمع الأول ولكنه كان مستتراً بحكم أنه لم يكن يملك أدوات سلطوية تمكنه من التعبير عنه، أما المجتمع الثاني فقد كانت عقلية التوحش لديه منضبطة إلى حد كبير بحكم الشعور بالأمان المعيشي والتمايز الطبقي وتأثر سلوكه العام ببعض بقايا قيم الثقافة الأوروبية التي حملها من موطنه الأصلي، أما المجتمع الليبرالي الإسرائيلي غير الصهيوني فقد تعمقت أزمته المجتمعية والسياسية وبات مجتمعاً معزولاً مكروهاً لا ينظر إليه من قبل المجتمعين الأول والثاني إلا باعتباره "طابوراً خامساً" لا ثقة فيه ولا بشخوصه.

وبحكم هذا الواقع لدى مجتمع الاحتلال تطورت حالة الصراع مع الشعب الفلسطيني على عموم خارطة فلسطين التاريخية إلى حالة متقدة من الصراع الوجودي "الصفري" بسقفٍ مرتفعٍ يصل لدرجة الإلغاء الكامل لكل ما يرمز لفلسطين ومواجهته أما بكبته وقمعه أو سرقته كالتراث والفلكلور، وبات هذا المجتمع بصهيونيته المتوحشة العلمانية أو الدينية مجتمعاً خارج نطاق الزمن الإنساني بكل تاريخية هذا الزمن سواء القديم منه أو الجديد، وما يجرى في غزة منذ أكثر مئة يوم ما هو إلا دليل على هذا التوحش وفقدان "الإنسان في أعماق ما يسمى" بالمواطن الإسرائيلي"، ولا أريد الاسترسال في هذه النقطة أكثر لأن غزة باتت عنواناً لهذه الهمجية غير المسبوقة على مستوى التاريخ الإنساني المعاصر تضاهي تماماً سلوك الكائن البشري في مرحلة ما قبل الإنسان العاقل.

كل ما سبق ذكرته كتوطئة للإضاءة على رد فعل هذا المجتمع العنصري على تغريدة الفنانة الفلسطينية المحبوبة الدكتورة دلال أبو آمنة التي كتبت فيها بعد أيام من جنون الاحتلال على السابع من أكتوبر وبدء عدوانه على قطاع غزة "لا غالب إلا الله" أربع كلمات تقال بمناسبات كثيرة في مجتمعنا العربي والإسلامي هزت هذه المنظومة العنصرية الهشة وفاقدة الثقة بنفسها وبأدواتها الأمنية والعسكرية وحركت، الشعور الداخلي "بدونيتها" وتقزمها أمام عبارة مثل عبارة (لا غالب إلا الله) وهي عبارة تعكس الثقة بالله وبالنصر والظفر على المدى الطويل وفي الميدان الإنساني والأخلاقي في مواجهة حالة مهزوزة كحالة الكيان المضطرب أخلاقياً الذي أدخلته أغاني دلال أبو آمنة التراثية والوطنية المرتبطة بالإنسان والأرض في حالة عمقت من شعوره بالاغتراب والعجز الذي استعاض عنها بمحاولة توصيف "دلال أبو آمنة" بأنها تدعم الارهاب.

هذه هي إسرائيل بعد 75 سنة تبدو ضعيفة باهتة أمام نشيد موطني للشاعر الكبير ابراهيم طوقان وعبارة (لا غالب إلا الله) لدلال أبو آمنة.

إنه كيان كارتوني ليس أكثر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :