facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكُرة ليست للكُره


فيصل سلايطة
03-02-2024 01:43 PM

أهكذا هو طبعنا نحن البشر؟ حتى في تسليتنا و مواطن تروحينا عن النفس نُقحم الضيق في الأفق الواسع، فنبحث في كومة من القطن الابيض عن حبيبات من الرمل لحرق القطن!!.

كرة القدم لم توجد يوما لتكون سببا لشرخ في خاصرة الشعوب والبلدان ، يتعاملون مع نتائجها وكأنّ نهاية العالم غدا... فببساطة من يخسر اليوم يربح غدا والعكس صحيح ، دولاب من الحظ و التعب و التدريب يدور بلا توقف ، اليوم سوف ينصفك وغدا سوف يدعوك للمزيد من الجهد.

ولنفكّر قليلا، إن انتصرنا دائما وكان المحنى في مجملة خطّ مستقيم، فأين لذّة الاخفاق والنصر؟ فحتى التوحّد في الفوز يخلق جوّا من النمطية المُمّلة، لذلك من الجميل أن يتدرج المنحنى لكسر الجمود، ننتصر اليوم ونتعثّر غدا ، فبعد الحزن يأتي طعم الفرح بنكهة مختلفة ، أما الفرح الدائم فيخلق عدمية في الاحساس و ركودا للحماس.

العنصرية و التعصب الكرويّ في الحقيقة ليس نتاجا عربيا خالصا، بل في الغرب إبتدأ وراح يجوب بلدان العالم، ولأنّ الناس تربط الرياضة بصورة الاوطان بصورة حدّية مطلقة، خُلقت هذه الحالة من التعصب وكأنّ صورة الوطن قد تهتز من عدم لياقة لاعب أو خطوة غير محسوبة من مدافع.

ما يجب علينا أدراكه و محاولة تعليمه للأجيال القادمة، أن النصر الرياضي من عدمه، لا يؤثر سلبا بقدر التطوّر الداخلي والثورة الفكرية و التكنولوجية، فنعم نفرح لمنتخبات أوطاننا لكنّ لا نبني العداء مع أيّة اطراف مهما كانت النتيجة.

لذلك فالتلاسن والتراشق الذي يحدث خصوصا بيننا نحن العرب مع كل مباراة تخاض يجب أن يتم تحجيمه ورفضه، فالعوامل التي تجمعنا أكثر بكثير من سخافات الملاعب والتي يتم تخليقها لخلق الفتن والنعرات، فالاخفاق في أي محفل رياضي ما هو إلّا "نجاح مؤجّل" يجب أن نضعه ضمن حدوده المنطقية ، يجعلنا نتعلم من الغير ومن مواطن قوتهم ونصبّ جام اخفاقنا على تحويل سلبياتنا وثغراتنا لنقاط قوة.

فهل من المنطق أن يعادي شعب شعبا آخر شقيق أو جار من أجل نتيجة مباراة؟، ما هذا الانحدار في محو تاريخ من الالتحام الشعبي و الاحترام المتبادل والجيرة الحسنة وأحيانا المناصرة في الأزمات من أجل حكمٍ أخطأ في تقدير الموقف، أو لاعب خانته بديهته من وجهة نظرنا؟، هل اصبحنا نستسهل العِداء إلى الحد الذي يجعلنا نبحث عن توافه الامور و استثمارها للتفرقة؟.

اليوم وغدا وبعد غد، يجب أن نفتخر بأي انجاز أردني مهما كان صغيرا، ونجوب الشوارع فرحا بهم في التعثّر قبل النجاح، لنشجّع الموهوب لا أن نرجمه إن مال، والاهم ألا ندع الرياضة سببا لخلق العداوات، فالكُرة لم توجد للكُره أبدا...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :