facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فرصتنا الأخيرة : توثيق ملكي للماضي والحاضر ورؤية للمستقبل


باتر محمد وردم
21-03-2011 02:35 AM

يقول الملك عبدالله الثاني في مقدمة كتابة "فرصتنا الأخيرة" والذي تبدأ الصحف اليومية بنشر فصول مختارة منه ، أنه قد يكون من الصعب تفهم لماذا يقوم زعيم دولة بكتابة مذكرات وآراء ومواقف سياسية بينما لا يزال في سدة الحكم ، خاصة وأن مثل هذه الآراء قد تثير انزعاج وعدم رضى بعض الأطراف المحيطة بشبكة العلاقات السياسية لهذا الزعيم. ولكن الملك يؤكد أنه في سبيل توضيح الحقيقة والتوثيق لما يحدث في المنطقة والتنبيه إلى المخاطر المستقبلية يجب أن يتم نشر الأمور كما هي. والقارئ لكتاب فرصتنا الأخيرة سيجد الكثير من المعلومات الحساسة والتي تنشر للمرة الأولى وبشكل صريح وواضح وبلا مداراة حول الأوضاع السياسية في الأردن والمنطقة.

والواقع أن هذا الكتاب يعتبر بمثابة قراءة واجبة على كافة المتابعين للشأن السياسي في الأردن والمنطقة ومع أنه ينشر في وقت استثنائي يمر به العالم العربي من تغييرات سياسية عميقة فإن من المهم التركيز التام على ما ورد فيه من تاريخ وحاضر ورؤية للمستقبل وخاصة في الشأن السياسي الإقليمي ، حيث أن الكتاب يقدم للقارئ الغربي وصفة متكاملة من المعلومات والمواقف الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والتي عادة ما تتعرض إلى تشويه أو سطحية في العرض في الإعلام الغربي.

هنالك ثلاثة فصول استثنائية في رأيي الشخصي وأتمنى أن تكون من ضمن الفصول التي ستنشر في الصحف المحلية. أول هذه الفصول هو الذي يصف الاسابيع الاخيرة من حياة الملك الحسين رحمه الله ، وهو فصل مؤثر إنسانيا ومشحون عاطفيا وثري سياسيا ويشكل أفضل وأهم وصف لهذه الأسابيع الحرجة من بين كافة الكتب التي قدمت رؤى مختلفة لهذا الفصل الهام من حياة الأردن. وبالإضافة إلى البعد السياسي للأوضاع الداخلية والخارجية في المنطقة يقدم الفصل المشاعر المتدفقة التي سيطرت على الملك عبدالله الثاني أثناء معرفته للمرة الأولى بتوليه ولاية العهد وما رافق ذلك من تحولات ومواقف جديدة واضطراره إلى السيطرة على مشاعره الخاصة لقيادة البلاد في منعطف حرج وكذلك تجاوز الشكوك التي رافقت بعض أعضاء النخبة السياسية والذين توقعوا حسب كلام الملك بأنه لن يصمد في الحكم شهورا معدودة.

الفصل الثاني المهم من ناحية استراتيجية هو الترتيبات الأميركية لغزو العراق في العام 2003 والضغوطات التي تعرض لها الأردن من قبل إدارة الرئيس بوش لاستخدام الأراضي والأجواء الأردنية لمهاجمة العراق ورفض الملك لهذه الضغوطات وكيف تمكن من حماية الأردن من أن يصبح طرفا في هذه الحرب ، خاصة أن أطرافا داخلية في الأردن ومنهم رؤساء وزراء سابقون كانوا يطالبون الملك بالوقوف إلى جانب صدام حسين كما اشار الكتاب. ولكن الملك كان متأكدا بأن صدام لن يتمكن من الصمود لأسباب عسكرية وسياسية طرحها في الكتاب ، مؤكدا بأن الخيار الأفضل كان هو الحياد.

الفصل الثالث الذي استهواني أيضا من ناحية سياسية هو توثيق الملك للتيار اليميني المحافظ في إدارة الرئيس بوش والذي كان بعيدا تماما عن أبجديات الصراع السياسي في المنطقة ويحمل رؤية داعمة تماما لإسرائيل محاولا تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء أي نقاش أو جهد يقوم به بوش لحل هذه القضية محاولا التركيز على الموضوع الإيراني. وقد وصف الملك الدور السلبي الذي لعبه هذا التيار في إساءة التقدير الأميركي لأولويات المنطقة وذكر بالاسم بول وولفوفتز وإليوت إبرامز ، حيث أشار الكتاب إلى الوقت الكبير الذي ضاع من دون التوصل إلى اية اختراقات في حل القضية الفلسطينية أثناء سيطرة هذا التيار على البيت الابيض.

في الكتاب الكثير من المعلومات المهمة التي تثير انتباه السياسيين ومحبي التوثيق التاريخي ولكنه أيضا يشكل قراءة ضرورية لكافة الأردنيين للإطلاع على تفاصيل خفية حول مدى تعقيد إدارة الدولة الأردنية في محيطها الداخلي والخارجي كما يمكن لكل من يقرأ الكتاب أن يحظى بعشرات الضحكات والابتسامات من مواقف سياسية واجتماعية عاشها الملك أو يوثق حدوثها ويضعها في إطار كوميدي سلس وخاصة زيارته التي لا تنسى إلى كوريا الشمالية عندما كان أميرا ، وهي قصة في غاية الروعة،.

batirw@yahoo.com
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :