facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انضمام الاردن "للتعاون الخليجي" بين الحقيقة والاشاعة


د. محمد بزبز الحياري
02-03-2024 08:32 PM

تظهر بين الحين والآخر تسريبات حول انضمام الاردن لمجلس التعاون لدول الخليج، واعتقد قبل الحديث بهذا الموضوع نجد علينا لزاما التذكير ببدايات تشكل هذه المنطقة سياسيا بالعصر الحديث، وذلك كتوطئة ومحاولة فهم ما يحدث حاليا.

-كانت وما زالت فكرة الوحدة العربية تداعب خيالات الشعوب منذ نهايات الحكم العثماني وكان الحديث عن نواة لهذه الوحدة بتفاهمات الحسين بن علي مع الانجليز ووعودهم له بان يصبح ملكا للعرب ، اذا ساندهم بانهاء الحكم العثماني للمنطقة ليتحقيق حلمه وحلم العرب بالوحدة، وقامت الثورة العربية الكبرى على هذا المبداء وتحقق هدف الانجليز والحلفاء ولم يوفوا بوعدهم للشريف، بل انقلبوا عليه ونفوه لمجرد تذكيرهم بالوعد سالف الذكر.

- عندما كانت المراسلات الزائفة والخادعة تجري على قدم وساق اثناء الحرب العالمية الاولى مع الشريف حسين (عام ١٩١٦) كانت الانظار والمؤامرات قد سلطت سلفا وقبل عقد من الزمن على هذه المنطقة وحساسيتها بمؤتمر كامبل (عام ١٩٠٧) والذي كان من اهم القضايا المطروح على جدول اعماله ضرورة ايجاد السبل اللازمة للسيطرة على هذه المنطقة ( نظرا لما تشكله من اهمية جيو سياسية علاوة على مواردها الضخمة )حال الانتهاء من ازاحة الرجل المريض( الامبراطورية العثمانية)، وحتى قبل الانتهاء من الحرب بداؤا بتنفيذ مخططاتهم وأولها التخلص من اليهود من بين ظهرانيهم وزرعهم بقلب هذه المنطقة وذلك باصدار وعد وبلفور ( عام ١٩١٧)القاضي باقامة وطن لليهود بفلسطين .

- حال الانتهاء من الحرب ونجاح مهمة الحلفاء تم اخراج الخطط من الادراج و تناول سايكس وبيكو( فرنسا وبريطانيا) اقلامهم ومساطرهم وشرعوا بتمزيق المنطقة بخطوط تعكس تفاهماتهم وتقسيم نفوذهم، وآلت هذه الخطوط حدود دول، واستطاع الامير عبدالله( الملك لاحقا) بدهائه السياسي انتزاع شرق الاردن من وعد بلفور وتاسيس الامارة( المملكة لاحقا).

- بتاسيس الامارة، اسس الملك عبدالله الاول نهجا هاشميا بالحكم تميز بالمحافظة على ثوابت الدين والعروبة ، وان هذه الدولة جزء لايتجزاء من الامة العربية حتى قواتها المسلحة سماه الجيش العربي، ونذره للامة والدفاع عن قضاياها، ولم يسجل بتاريخ الدولة الاردنية( الذي انتقل للمئوية الثانية ) تقاعسه عن قضايا الامة العربية و العمل العربي المشترك وضمن امكاناته، ولو مرة واحدة والتاريخ شاهد على ذلك.

- تجذرت خطوط سايكس بيكو شيئا فشيئا وتعمق مفهوم الدولة القطرية حتى بأذهان الشعوب، واصبحت حدودها مقدسة وكرسها حكام نالوا مواقعهم بفضل ودعم واضعي هذه الحدود( وامريكيا لاحقا) وٱخالهم خدموا المخطط باحيان كثيرة اكثر من مؤسسيه واصبح مشروع الوحدة العربية ضربا من ضروب الخيال.

- اي اتحاد او حتى تعاون بين اي دولتين عربيتين هو خطوة بالاتجاه الصحيح لكن الشرط ان يبنى على اسس سليمة ليكتب له الاستمرار وليستقطب بالتالي مزيد من عدوى الاتحاد بين باقي الدول ، فلقد راينا نماذج كثيرة من مشاريع الاتحاد والتعاون بالتاريخ العربي الحديث سلقت سلقا على عجل، ولم تلبث ان بائت بالفشل الذريع والسقوط بعد مدة وجيزة من انشائها واحيانا قبل ولادتها.

- اما بالنسبة لمجلس التعاون لدول الخليج ، فقد تأسس هذا المجلس عام ١٩٨١ من الدول المطلة على الخليج العربي وجميعها تقع بشبه الجزيرة العربية ، لكن ومنذ البداية خالف هذا المجلس اسمه واستثني العراق الذي يشاركهم بالخليج ،و استثنى اليمن الذي يشاركهم بشبه الجزيرة ، وهذا ما شكل غموضا بأسس تشكيل المجلس لم يفهمه احد سوى مؤسسيه، واغلقوا باب الانتساب بالرغم من غرابة استبعاد اليمن والعراق واعتبر الاتحاد مغلقا منذ ذلك الحين.

-نعم, نسمع تسريبات بين الحين والاخر حول انضمام الاردن لهذا المجلس لا تؤكدها ولاتنفيها الجهات الرسمية من كلا الطرفين مما يوحي( حسب تقديري) بانها قد تكون مجرد اشاعات شعبية منبعها اماني فجة وساذجة او بالونات اختبار ، ولا ندري مدى دقة ذلك كله في ظل غياب المعلومة الرسمية من كلا الطرفين.

-قلنا ان الاتحاد مغلق ،والدليل على ذلك عدم قبول اليمن والعراق ضمن هذا الاتحاد وقد يفهم من ذلك انه بقبولهما يفقد الاتحاد خصوصية تركيبته السكانية شبه المتجانسةوكذلك وضعه الاقتصادي المميز والتي تشكل هاتين الدولتين عبئا عليه غير محمود وبالتالي غير مطلوب وليس الاردن ببعيد عن هذا المقياس.

لكن ماذا بالنسبة للاردن تحديدا؟

في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج التي قاربت ٤٥ عاما تعرض المجلس او احد اعضائة في احيان كثيرة لاحداث جسام ،عندها تتداعى للاذهان قضية انضمام الاردن للمجلس كجزء من حل وتجاوز لهذه الاحداث( وهنا المقصود ليس الاردن بحد ذاته انما الاستفادة من قواته المسلحة المشهود لها بالكفاءة والحرفية العالية) وبتصوري ان هذا الوضع مفهوم للاردن، وبالتالي سيكون مرفوض جملة وتفصيلا لانه سيكون انضمام مشروط ومنقوص ولا يقبله بأي حال ، لكنه رغم كل ذلك كان سباقا لنجدة الاشقاء وارسال بعضا من قواته المسلحة حسب الحاجة لاخماد تمرد هنا او معالجة خلل هناك، ووضع خبراته ومهنيته العالية خدمة للاخوَّةِ العربية، وتنتهي هذه المهمة بانتهاء الحدث .

بالمقابل كثيرا ما مرت على الاردن ازمات اقتصادية خانقة وكنتيجة لذلك ومخرجا لهذه الازمات المتكررة، ايضا لم يدر بالاذهان حل لهذا الوضع، الا بالانضمام للمجلس، وهو ما يرفضه المجلس ايضا جملة وتفصيلا ويستبدله بمساعدات اقتصادية لحظية بهدف تجاوز المرحلة وادامة الحياة ليس الا.

-اذا لم تكن المسألة سوى تبادل مصالح ليس الا ، ومخرجا من ازمات لكلا الطرفين، وفكرة توسيع المجلس لم تكن ترد باذهان صناع القرار ولم يفصح عنها رسميا لا للاردن ولا لغيره.

-ارى ايضا انه مرت على مسيرة مجلس دول الخليج نفسه منعطفات حادة ساهمت بتفتيت الفكرة ( فكرة اتحاد الدول) شيئا فشيئا والدليل على ذلك ، الخلافات بين اعضاء المجلس تزداد ومرشحة للزيادة اكثر في ظل اختلاف القيادات وتجذر الدولة القطرية اكثر واكثر ، هذا من ناحية ،ومن ناحية اخري لم يتم تنفيذ كثير من خطوات الاتحاد الجوهرية التي كانت مطروحة عند التاسيس، من توحيد العملة والجمارك والضرائب وغير ذلك الكثير الكثير الذي بقي حبرا على ورق.

-اما بالنسبة لاعداء الوحدة فهم كثر، اعداء ظاهرون او مستترون سواء بالاقليم او على المستوى العالمي، ليس لفكرة انضمام الاردن وحسب، بل لاي فكرة اتحاد بين اي دولتين عربيتين ،قد يكون اول الاعداء اسرائيل وآخرهم ايران والاسباب واضحة .

-لا ارى في الافق القريب والمتوسط حتى مجرد فكرة انضمام للمجلس وحتى لاي اتحاد بين الدول العربية انما مزيد من تجذر الدولة القطرية، واصبح الوضع مرشح لمزيد من التقسيم لبعض الدول العربية، كما تخطط دوائر القرار الاستعمارية المستفيدة والمغذية لهذا التشتت.

- لكن اولا وآخرا لا يسعنا الا ان نقدر دول مجلس التعاون ووقوفها جانب الاردن ومساعدته لاجتياز ازماته الاقتصادية المتكررة ( وكانها مكتوبة عليه) فالمجلس هو عمق وامتداد للاردن كما الاردن عمق وامتداد للمجلس.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :