facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"مستشارية العشائر" تضمد الجراح وترأب الصدع


عبدالله اليماني
09-03-2024 06:58 PM

من المتعارف علية أن شيخ العشيرة ، هو رمز اجتماعي، ودور شيخ العشيرة ، يكمن في حل النزاعات ، من دون اللجوء إلى القضاء، أو تدخّل الجهات الحكومية ، وتاريخيا كان من يصنع المشيخة هم أفراد العشيرة، فأولى مهامه فض النزاعات ، والخلافات التي ، تنشُب بين أفراد عشيرته ، والعمل على حلها ، فيما بينهم من خلال ، وجهاء عشيرته ، ومع العشائر الأخرى. وقديما كانت القبائل ، تهاجم بعضها بعضا ، وهذا يعتمد على قوتها ، وضعف خصمها، والقبائل تتباهى بقوتها بين القبائل.

والشيخ كان من يحرك الفرسان للتصدي ، لرجال القبيلة الغازية لردها ، حيث كانت أهم الغزوات ، تتم من اجل طلب الكلاء ومصادر الحياة، والقبائل تفتخر في سلطان نفوذها ،وغزوها للقبائل الأخرى ، وهنا تظهر أهميتها .

وشيخ العشيرة، هو قاض وزعيم ، ومصلح عشائري اجتماعي ، وعلم من أعلام الوطن ، وسيرته العطرة التي تملأ المكان ، في كل زمان ، خاصة في قول الحق .
ومما يجدر ذكره ، أن الشيوخ في الأردن ، لعبوا أدورا كبيرة في بناء الدولة ، الأردنية والدفاع عنها ، وكونوا حضورا مشرفا ، في كافة مرافق ، الحياة الأردنية . فكانوا على الدوام ( شيوخ النخوة والفزعة والجود والكرم ) .

ويكمن دورة الشيخ في مساعدة أفراد عشيرته، والسير في طرق إصلاح ذات البين ، والإنصاف والعدل ونصرة المظلومين ، والإسلام يحض على صلة، الرحم بين أبناء العشيرة.

وهذا أهم ما يتميز، به المجتمع العشائري الأردني ، حيث يتعصب الفرد للجماعة ، التي ينتمي إليها، فالفرد في المجتمع القبلي ، يعطي ولاءه لقبيلته ، أمام القبائل الأخرى .

والشيخ هو بمثابة ، حاكم إداري يعاونه على أدارت عشيرته أفراد من عشيرته ، ويستمد سلطانه وقوته ، من أبناء عشيرته ، أمام القبائل ، التي تعيش في المنطقة الواحدة ، بل أن المجتمعات القبيلة غالبا ، ما تشكل نمطا من الاستقلال الذاتي ، بفعل الطبيعة اللامركزية للحكم العشائري، فالمجتمعات العشائرية بشكل عام ، غالبا ما كانت مجتمعات مغلقة ، لها عاداتها وتقاليدها وتغييرها دائما يكون بصعوبة ، وشكلت فريقا خاصا بها ، عن كل ما حولها ينكمش داخل إطار ، معين من العادات والتقاليد ، الممتدة إلى الماضي السحيق.

والعشيرة ( وحدة اجتماعية يسودها ، التماسك والتعاون الاجتماعي) ، ولذلك يسارع جمع أفراد العشيرة إلى ، مساعدة العضو الذي يحتاج إلى العون ، ويترتب على هذا التضامن الاجتماعي ، شعور أفراد العشيرة بالأمن والاستقرار ، وهو شعور أقوى ، من ذلك الذي يسود الأسرة الواحدة، وذلك لان العشيرة ، أكبر حجما من الأسرة وأكثر قوة منها.

وتقوم العشيرة بعملية الضبط الاجتماعي ، حيث توفر الآمن الداخلي لأعضائها ، وأشرافها على تطبيق الأعراف والقانون العشائري . كون المجتمع العشائري ، يجعل من القانون العشائري ، أداة لضبط سلوك الإفراد ، الذين يخالفون الأعراف والقيم العشائرية ، والتنظيم السياسي ، يمثله شيخ العشيرة ، من خلال المشاركة في الانتخابات النيابية والحزبية .

وقد برز دوره السياسي ، منذ تأسيس الأردن، فكان الملك المؤسس ، قد سعى إلى تعزيز دور شيخ، العشيرة وعلاقته بهم، عبر الاحتكام إلى القانون العشائري ، وهذا انعكس على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية.

وقد أثبت شيخ العشيرة خلال سنوات تأسيس الدولة الأردنية دورا كبيرا في الإخلاص ، والوفاء والدفاع عن العرش الهاشمي ، وسلامة المجتمع ، وضبط سلوك فراد المجتمع وحفظ الأمن الداخلي . وتعزيز قوة بنيانه وتقدمه وازدهاره ، وتماسكه حول العرش الهاشمي . وتحقيق العدل والمساواة ، في وقت قصير من خلال الاستماع لجميع الأطراف، وإحلال السلم الاجتماعي فيما بينهم ، بعيدا عن ديانته ولونه وجنسه وعرقه.

فالعدل يحقق الأمن والطمأنينة للمجتمع بأسره ، والإنسان دوما يتمسك بحقوقه ، ويحرص على صيانة حرماته ، والمحافظة على حرياته ، فإذا أمن له المجتمع ذلك ، في وصول حقه له ، عبر طريق العدالة ، عاش آمناً مطمئناً يفكر بطلاقة وموضوعية ، ويعمل بجد ، ويتفاعل مع الآخرين بثقة واطمئنان، فالأمن مرهون بالعدل ، وغياب الأمن يهدد الحياة والعرض ، والمال والدين . ف ( الأمن أهنأ عيش ، والعدل أقوى جيش ) ، يؤدي المساواة.

ولكي يعيش الإنسان بأمان، فيتوجب توفير تحقيق ،المساواة بين أفراده، وحريته في التعبير عن رأيه ، مع توفير الضمانات الاجتماعية له . وهذا يحقق الأمن الاجتماعي، ويساهم في بناء السلم الاجتماعي. وهذا ما يقوم به شيخ العشيرة،في الأزمات العشائرية والاقتصادية والسياسية.

ومن هنا جاء إنشاء مستشاريه شؤون العشائر ، في الديوان الملكي العامر، لأجل رفع مكانة العشائر ، وزيادة الاهتمام والتواصل معها من خلال الشيخ ، لكي يكون جلالة الملك حفظة ، الله قريبا ، منهم في السراء والضراء .

ولم يتوقف الاهتمام ( الملكي ) ، عند ذلك ،حيث يقوم (مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر ) ، وبتوجيهات (ملكية سامية ) ، في التواصل مع شيوخ العشائر بزيارات للعديد من مناطق ، البادية الأردنية ، لاستمرارية مد جسور التعاون معهم لخدمة المواطنين عبر تفقدهم . ناقلا خلالها تحيات (جلالة الملك عبد الله الثاني ) ،رعاة الله ، كونها همزة الوصل ، مابين جلالته،وولي عهده الأمير( الحسين بن عبد الله ) . حفظه الله . حيث يستمع إلى مطالبهم والعمل على حلها ، وخاصة تلك القضايا ، التي تشغل بال الشباب ، المتعلقة في الفقر والبطالة .

و زيارات معالي (مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر) ، لشيوخ العشائر الأردنية، لها أطيب الأثر في ، نفوس أبناء البادية، (صغارا كبارا شيوخا ونساء وأطفالا ) . فشيخ العشيرة العنوان الذي لا يتغير ولا يتبدل ، مقدام عنوانه ، ( التضحية والشجاعة في الدفاع وتحقيق العدل والآمن والأمان والسلم ، وحفظ كرامة عشيرته الاجتماعية) . ويتولى شيخ العشيرة سلطته الاجتماعية من خلال العادات والتقاليد العشائرية المتوارثة ، في العمل على بث نفوذه وهيمنته على مناطق العشيرة ، عبر قانون العرف العشائري. وإذا لا سمح الله ، ما فقدت حالة الآمن الاجتماعي ، أو ضعفت، فهذا يؤدي إلى تدهور الأمن وزعزعة الاستقرار الوطني .
ورغم التطور الذي نعيشه في الأردن ، إلا أن شيخ العشيرة ما زالت له مكانته الاجتماعية ، والشيخ حسب المعطيات ، الاجتماعية حاليا يقود ، ( تنظيما سياسيا ، واجتماعيا واقتصاديا ) . ويمارس الشيخ دوره في، ضبط سلوك أفراد المجتمع ، إلى جانب الدولة . من خلال فض النزاعات والصراعات ، ومعالجة المشاكل الاجتماعية ، التي قد تواجه الفرد.

ويقوم الشيخ في حض أبناء عشيرته ، على التعايش والتسامح السلمي ، والمحبة بين أفراد المجتمع ، ويعمل على نبذ الظواهر السلبية ، أثناء النزاعات الاجتماعية ، ومنها حرق البيوت ، وتدمير الممتلكات .

وعدم استخدام السلاح ، بطرق غير قانونية، مع ضرورة المحافظة على التقاليد ، والأعراف العشائرية العربية الأردنية الأصيلة. حيث يقوم شيخ العشيرة بالتعاون مع الحاكم الإداري في معالجة القضايا الاجتماعية. وله دور ، بارز في نصرة الحق ، والتأريخ الأردني ، شاهد على ذلك ، فقد جاب الوطن العربي، لحل النزعات الاجتماعية .
وقد ورد عن الملك فيصل رحمه الله، انه طلب منه رجل من أبناء العشائر أن يمنحه لقب ( شيخ ) . فقال له طيب الله ثراه اطلب أي شيء أعطيك ما عدا ، هذه فإن الشيخ من يمنحها لك اهلك وعشيرتك .

وبعد الشيخه : تورث ، ولا تأتي في الحسد ، والقطيعة والشحناء والغيرة والبغضاء .

وإنما مع تفاعله الايجابي ومدى رضي الناس علية بأن يكون حكيما ، وصبورا ، ويتحمل كل كبيرة وصغيرة ، ويضحي في وقته وماله من اجل عشيرته . ويعالج كل تصرف ما يختلف عن الآخر. خاصة أن غالبيتها عفوية ، ولا تستحق التوقف عندها، أو الاستشهاد بها .

وتوالى الاهتمام الملكي ، في شؤون العشائر ، إذ صدر عام ، ( 1971 ) م. قانون شيوخ العشائر رقم (52) لسنة( 1972)م ،وعلى أثره شكل ، ( مجلس شيوخ العشائر ) ، برئاسة المغفور له صاحب السمو الملكي ( الأمير محمد بن طلال ) رحمه الله ،من اجل استقرارهم في آماكن سكناهم .

و(مستشاريه شؤون العشائر) ، من أقدم إدارات (الديوان الملكي الهاشمي العامر). فمنذ تأسيس ، إمارة شرق الأردن، عين المغفور له ، سمو ( الأمير عبد الله الأول ابن الحسين ) ، رحمه الله ، الأمير ( شاكر بن زيد ) ، ( نائبا للعشائر ) ، في أول حكومة أردنية، تشكلت ، في ( إمارة شرق الأردن ) ، في ( 11 ) نيسان 1921م . وهو استمرارية ، لاهتمام الملكي ، ( للملوك الهاشميين ) ، الذين تولوا حكم الأردن ، خلال مئوية الدولة الأولى.

والأردنيين هم أكثر الشعوب العربية ، التي تعتز في عاداتها ، وأعرافها العربية الأصيلة، الذي عنوانه( الجود والطيب والكرم والشهامة والنخوة والفزعة ). وقال الملك عبد الله الثاني حفظة الله : (أن قوة الوطن بأبنائه وبناته ، الذين تربوا على ثقافة الخير ، والإنجاز والإيمان ، بقدراتهم وإمكانياتهم.

وأبناء الأردن يزهون ب( الحكم الهاشمي حيث حظي الأردنيين بملوك هاشميين ،جعلوا من حكمهم بناء روابط اجتماعية ، مع أبناء الأردن من ، شتى المنابت والأصول ، من خلال مسيرتهم المظفرة . فكانت مستشاريه شؤون العشائر ، هي الملجأ لأبناء الأردن ، من شتى المنابت والأصول .

التي يتولى اليوم إدارتها معالي مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، كنيعان باشا البلوي. حيث يحرص أن تكون أبوابها مشرعة ، لاستقبال المواطنين ، من كل أنحاء الأردن ، وعلى مدار اليوم ، لكل من أراد حل قضيته. كونها المساند الرئيس ، لشيخ العشيرة في التنمية ، والنمو والازدهار ، وحفظ الأمن والاستقرار .
أدام الله علينا نعمة، الأمن والاستقرار، وحمى الله الأردن أرضا ، والأردنيين والهاشميين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :