facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العيد .. إحساس مشروع بالفرحة


فيصل تايه
10-04-2024 01:05 AM

مع النسمات الأولى من صباح اليوم ، يحل علينا عيد الفطر السعيد ، مرحبين بقدوم يوم المودة والصلة والخير والعتق من قيود النفس الشحيحة ، بعد انقضاء فريضة الصيام ، فقد مضت أيام شهر رمضان المبارك على عجل ، قضيناها في التقرب إلى الله ، لنستقبل عيدنا هذا بمظاهر الفرح والبهجة التي ندركها في أعيادنا واعتدنا عليها ، فبمجرد دخول العيد تلهج الألسن بتكبير الله في "بيوت الله" وفي "المنازل" ، وفي "الطرقات والأسواق" ، وفي "مصليات العيد" ، يأتمر المكبرون بأمر الله تعَالَى : ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ فَتِلْكَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَسْتَـحِقُّ الشُّكْرَ وَالْحَمْدَ .

هذا اليوم ومع احساسنا المشروع بالفرحة ، تنطلق مناسبة حيوية مهمة بما تختزله من معاني ومرامي طيبة وجميلة ، حيث نعيش فيها الفرح الكبير ، محاولاً أن يمدّ هذا الفرح من خلال ما يمدّ به المناسبة في الذكرى تارةً ، وفي الممارسة تارة أخرى ، اضافة للمعاني والدلالات الربانية الروحانية التي لا يدركها إلا الأتقياء الذين يلتزمون أوامر الله ويجتنبون نواهيه ويقفون عند حدوده ويعظمون شرائعه وتعاليمه .

ومع احساسنا المشروع بالفرحة ، لا بد من ان نجدد محبتنا لأنفسنا التي ذابت في ملفات الهموم ، وضاعت في ظروف تزداد صعوبة وحياة تزداد تعقيداً ، ومع كل تلك الإفرازات السلبية التي تحاصرنا ، فيأتي العيد لنحاول ان نبتعد فيه عن كل المنغصات في إحساسنا المفعم بالسعادة ، حين تتجلى فيه معاني الأخوة والإنسانية ، ليكون عيدنا هذا ملئ بالفرح ، والمشاعر المخلوطة بالبهحة ومليئة بالغبطة .

ومع احساسنا المشروع بالفرحة ، فقد تعودنا ان نتقرب إلى الله بصلة الأرحام ، ونتعاظم في السباق على التصافح والعناق ، ومدّ الأيدي لبعضنا البعض ، ونسعد بانهاء الأحقاد ونذيب الفوارق بيننا ليظهر الإيثار ، وننهي القطيعة ، ونمنع الأذية ، ونتداول فيه الهدية ، وتصفى النفوس ، وتغسل الادران ، وتلتقي القلوب الرحيمة ، والأفئدة الرقيقة ، لتبدأ مع العيد صفحة جديدة من الألق والرخاء والصفح الجميل الذي تضئ به القلوب ويشع فيه نور الحب والتسامح ، ويتحلق الأحباب والأصدقاء والأهل بود ومحبة ، في إطار عائلي مترابط ومتلاحم ، يمارسون طقوسهم في الزيارات والتواصل بين الأهل وذوي القربى .

مع احساسنا المشروع بفرحة العيد ، دعونا نستشعر بالعيد ، بعيداً عن إحساس التأنيب المستمر ، والجلد الذاتي الذي نمارسه على أنفسنا ، فبالرغم من كل الظروف لكنها لن تثنينا عن التهليل والتكبيرفي صلاة العيد ، ونعود إلى بيوتنا للاحتفال مع أبناءنا ، نزين منازلنا ، ونمد موائد الحلويات والأطعمة اللذيذة ، ونملأ البيت بالفرح والسعادة ، والهدايا التي يفرح بها أبناؤنا ونفرح معهم ، ونزداد قرباً منهم ووثاقة لصِلاتنا معهم .

ومع احساسنا المشروع بالفرحة ، سيبقى العيد هو الفرحة التي تقتحم قلوبنا ، فما هذه الفرحة إلا إحياء سنة وشعيرة من شعائر الله، ومن الواجب علينا أن نعظم هذه الشعيرة ، وسنظل نحتفي بها ، وندعو الله في كل عيد أن تأتي الأعياد القادمة وقد تحققت كل امانينا بنصرة الأمة ، لكن ومع العدوان الوحشي على اهلنا في قطاع غزة ، يبدو أن عيد الفطر هذا العام ، لن يمر على غالبية المسلمين كالأعياد السابقة ، فكيف باستطاعتنا أن نفرح وإخواننا في القطاع المكلوم يمرون بأبشع أنواع الحرب والإبادة .

ومع احساسنا المشروع بالفرحة ، نسأله تعالى أن يحمي المسجد الأقصى قبلتنا الأولى ، وأن ينصر المرابطين فيه ، وسائر الوطن المحتل وان يوحد كلمة المسلمين ، وان يديم الأمن والسلام على الأردن ، وان ينعم بها على كل بلاد العرب والمسلمين ، وأن يعيد للعرب أمرهم ولم شملهم ويؤاخي بينهم وينصرهم على أعدائهم..

فكل عام ونحن إلى الله أقرب ، وكل عام ونحن إلى بعضنا أقرب ، وكل عام وقلوبنا أكثر محبة وتسامحاً وسلاماً وفرحاً لا ينتهي ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :