facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما المطلوب من الأردنيين؟


أ.د عبدالباسط الزيود
18-04-2024 09:53 AM

يعيش الأردن في جغرافيا ظالمة منذ ما يزيد عن مئة عام و واجه ظروفاً قاسية في الأعوام الماضية القريبة و البعيدة، تحمل فيها موجات لجوء كثيرة و متعددة ، على الرغم من شح الموارد و محدوديتها ،بكل صدر رحب ؛ انطلاقاً من دوره الإنساني و طبيعة توجهاته العروبية و الإسلاميّة ، التي كان للثورة العربية الكبرى دور كبير فيها ، و لكنه تجاوز هذه الظروف ، بما فيها من مؤامرات على الدولة و الرهان على زوالها ، بجهود أبناء الوطن الأوائل و دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء له و لقضايا أمته و بحنكة الميامين من ملوك بني هاشم بدءاً من الملك عبدالله المؤسس إلى عهد الملك عبدالله الثاني حفظه الله و رعاه .

وقد مرّ على البلاد جوع و فقر و لكنه تحمل ذلك ؛ فعمّر الأردنيون الرجال البلاد و أعلوا البنيان و قدّموا خبرات معتبرة للبلدان من حولنا ، حين كانت تحتاجها و ما جلسوا ينتظرون حلولاً سحرية لمشكلاتهم الاقتصادية الكبيرة ؛ لأنهم يؤمنون بدورهم في هذا الوطن و يؤمنون بكل ذرة من ترابه و قد حرصوا على الإخلاص له و الانتماء إليه و الوقوف معه في الشدّة فضلاً عن الرخاء.

و نحن الآن نحتاج لوقفة الرجال ، التي اعتادها الأردنيون ، من أبنائه المخلصين في ظل واقع مؤلم يواجه فيه إخواننا في الضفة الغربية و غزّة عدواناً لم تره البشرية من قبل و يحاول الأردن ، القوي، أن يُسندهم سياسياً من خلال مطالبة المجتمع الدولي بوقف العدوان و إدانته من جهة و تقديم المساعدات الإغاثية من جهة أخرى ؛ بالرغم من حملات التشكيك الخبيثة التي يقودها الكارهون لهذه البلاد !.

و ما يزيد من عمق الأزمة و شدّتها ما يواجهه الأردن من خطر كبير على الحدود مع سوريا يتمثل بتهريب المخدرات و السلاح ؛ و هو خطر لجأ فيه الأردن إلى المواجهة العسكرية المباشرة مع ملاذات التهريب و ينابيعه، حتى وصلت إلى تنفيذ ضربات جويّة داخل الحدود مع سوريا ، في ظل عدم استجابة السوريين إلى ضبط حدودهم و وقف عمليات التهريب للسلاح و المخدرات ، و هي حرب على الأردن بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالة !.

غير أن الأزمة لم تعد أزمة عابرة في ظل مواجهة الأردن لمشروعين خبيثين و كبيرين ، الأول من غربنا نظراً لوجود حكومة يمينية متطرفة فاشيّة لا تؤمن بحل سلمي للقضيّة الفلسطينية و ترى أن ترحيل سكان الضفة الغربية و تهجيرهم إلى الأردن هو الحل السحري للمشكلة الديموغرافية التي تراها إسرائيل عقبة في سبيل تحقيق حلم الدولة اليهوديّة ، و الثاني يأتينا من الشرق حيث يربض مشروع الدولة الإيرانيّة على أرض العراق و هو مشروع يقوم على الرغبة في التمدد و التوسع على حساب الدول المحيطة ، كما حصل في لبنان و العراق و سوريا و اليمن ، و لا يكتمل الطوق على دول الخليج إلا بالعبور إلى الأردن ، لا قدّر الله ،عبر توظيف المليشيات المسلحة على الحدود و استغلال مشاعر الناس اتجاه أهلنا غربي النهر و توظيفها في تحريك الشارع عبر التحريض المباشر مرة و غير المباشر مرة أخرى ، من خلال الاستعانة بمجاميع تيار إخواني تقمص دور المقاومة و ركب موجة الشارع و بقايا يسار بائس ، و تأجيج مشاعر البسطاء من الناس اتجاه الدولة و زرع الفرقة بين أبنائها !.

أعتقد، جازماً ، أن على الأردنيين الالتفاف حول قيادتهم و الدفاع عن الدولة و مؤسساتها الشرعيّة المدنيّة و العسكريّة و الأمنيّة ، و رفع حالة الوعي لدى الناس بهذه المشاريع الخبيثة و دوافع كل من يتربص بساحتنا الأردنيّة عبر عناوين مغشوشة و غير صحيحة مثل تمكين دولة الملالي من تحرير القدس التي يرفعونها كغاية سامية عندهم و ما هي بسامية ، و إنما هي شعارات ، غير صادقة ، يوظفونها لتوسيع مناطق نفوذهم و سيطرتهم ، و انظروا حولنا حجم الخراب الذي أحدثوه في تلك البلدان التي سيطروا عليها بدءاً من انهيار الدول إلى انتشار المليشيات المسلحة و تصفيات تنجز على الهويّة !

كما أن على الأردنيين أن يساندوا الدولة في عقلنة الخطاب في الشارع و نزع الجرعات السُميّة منه ؛ لأن هذه بلادنا لا بلاد لنا غيرها و لا نراهن على أي كان غير الدولة الأردنيّة و الدولة فقط ؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :