facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسرحية ايران ليست كوميدية


د. محمد بزبز الحياري
18-04-2024 03:20 PM

قد اكون من اوائل الناس الذن اطلقوا لقب مسرحية على ما فعلته ايران بعمليتها الاخيرة ضد اسرائيل، لكن مفهوم المسرحية الراسخ باذهان الناس يذهب بمنحى آخر وهزلي غير المفهوم الذي فعلته ايران بمسرحيتها المخطط لها من ناحية السيناريو والاخراج وتوزيع ادوار الممثلين كل حسب مواهبة وقدراته، وانوه من البداية انني اتكلم من منظور سياسي وليس ديني.

ايران بلغت من الرشد والحصافة السياسية ان لا تُجر خلف عواطف جياشة من داخل ايران او خارجها، عواطف ان خُدعت بها ، ستؤدي بها لا محالة الى التهلكة ، وتذهب بمقدراتها التي راكمتها عبر سنين من الجد والاجتهاد والعمل الدؤوب على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية خدمة لمشروعها الذي تبذل الغالي والنفيس من اجله ولا ترضى ان يُدمر هذا المشروع بيوم وليلة نتيجة نزوة عابرة او مغامرة غير محسوبة ، الامر الي يؤدي الى تراجعها للوراء سنين طويلة ، وشماتة الاصدقاء قبل الاعداء، كما حدث لدول وحركات بجوارها كانت عبرة لها ولغيرها ،محصتها ايران بتروي واستفادت منها وتجنبت المصير المحتوم بذكاء متناهي وفوتت الفرصة على اعدائها لجرها لحرب عبثية ، علما بانني هنا لا ادافع عن ايران ولا اسوِق لها ، وادرك تمام الادراك انها بعلاقتها مع العرب والمسلمين قد تكون اخطر عليهم من اي دولة اخرى كأسرائيل مثلا، لكننا نحاول ان نفهم تصرفات الدول وحسابات مصالحها العليا وتسخير السياسة الراشدة لخدمة هذه المصلحة، وبالمناسبة هذا حق مشروع للدول حتى وان اضر بمصالح دول اخرى فالسلامة اولا وثانيا وعاشرا.

عودة للمسرحية، فاسرائيل وامريكيا ، تعرف حق المعرفة ان هذه المسيرات وغيرها تستطيع ان شاءت ايران ان تصل مباشرة لاسرائيل وتستطيع حمل رؤوس متفجرة وحتى نووية وتعرف ايضا ، الرسالة التي اوصلتها لها ايران وهي" اننا نستطيع الوصول لكم ، لكن لم يأن الاوان بعد" .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، متى هذا الاوان ؟؟؟!!! والجواب باعتقادي، هو حتى يكتمل الهلال الشيعي ويشتد عوده سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ويصبح اللاعب الاساسي و الآمر الناهي بالمنطقة، وبالمناسبة نقول ان هذا الهلال قطع شوطا كبيرا بتشكيله بعد السيطرة شبه التامة على العراق وسوريا ولبنان وحدائقه الخلفية المتمثلة بليبيا واليمن .
لقد فهم الاردن لعبة ايران ومشروعها منذ بواكيرها وحذر الملك عبدالله المنطقة كاملة من خطر هذا المشروع منذ بداياته في عام ٢٠٠٣ ، لكن القوم وكأن على رؤوسهم الطير، ولم يؤخذ هذا التحذير مأخذ الجد حتى وقعت الفأس بالرأس ، وقد اخذ الاردن على عاتقه العمل منفردا بهذا الصدد ولم يسمح باي امتداد لايران تجاهه لافي السر ولافي العلن وتحت كافة المغريات والوعود بالرغم من ازماته الاقتصادية الخانقة والمتكررة التي كانت هذه المغريات والوعود تشكل مخرجا منها ، ولم تضعف مواقفة قيد انملة تجاه هذا المشروع الذي يعرف عواقبه ، والتي اصبحت ماثلة للعيان حاليا ، وافشل جميع محاولات ايران لجر الاردن لفوضى تمهيدا لاستدراجها مثل شقيقاتها ، وآخرهذه المحاولات ما نحن بصدده قبل ايام، لكنه وبالرغم من كل ذلك ابقى الباب مواربا مع ايران ولم يناصبها العداء المباشر واحتفظ بالحد الادنى من العلاقات التي قد تثمر مستقبلا و قد يستفيد منها الاشقاء اذا ما تمخضت الحاجة لذلك.

ان سكوت ايران على الاعتداءات الامريكية والاسرائيلية والتحلي بالصبر وضبط النفس او الرد التكتيكي المتفق عليه فُهم خطاءً من لدن كثيرين، بأن ايران من جهة وامريكا واسرائيل من جهة اخرى اعداء بالعلن، لكن يربطهم تحالف مقدس بالسر، ويستشهدوا بعدة امثلة قد توحي بذلك للوهلة الاولى لكن الحقيقة برايي غير ذلك، والدليل تضارب المصالح الاستراتيجيةالكبرى بعيدة المدى لكلا الطرفين، نعم تقاطعات المصالح التي تبرز من حين لآخر وتفرضها ظروف مرحلية مؤقته قد تقود واقعيتها وضروراتها بأحيان كثيرة للتعامل سرا اوعلانية بين ايران والغرب ( وهذا مفهوم بين الدول) والذي يفهمه القوم بأنه صداقة وتحالف دائم وبناء عليه يبنون تحليلاتهم الواهمة ويتخذوها حقائق ثابته ويتوصلوا الى نتائج غريبة يستهجنها اصحاب العلاقة انفسهم ( لكن يبدو ان هذا الوضع يروق للجهتين )، حجة القوم في ذلك ان ايران تعلن دعمها للقضية الفلسطينية ولا نراها تفعل شيئا حتى لحليفتها ح م اس ونقول ان القضية الفلسطينية لا تعني شيء لايران الا بالقدر الذي يخدم مصلحتها وهذا القدر يكفيه تصريحات شعبوية تطلقه بين الحين والآخر لذر الرماد في العيون وهي في هذه الحالة تتساوى مع تركيا حنجوريا، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى، لقد ارادت اسرائيل خلط الاوراق بالمنطقة بتوريط ايران وجرها عنوة لاتون معركة لا ناقة لها فيها ولا جمل وتشتيت انظار المجتمع الدولي عن جرائمها بغزة ، وذلك من خلال ضربة هشة لقنصليتها بدمشق وبضجيج اعلامي مبرمج وبدون تأثير نسبي على الارض ، بدورها فهمت طهران الرسالة ولم ترد باكبر من ذلك الحجم لابل انها اعلنت عنه مسبقا وسربت توقيته للجهات المعنية ( ابطال المسرحية) لئلا تتوسع الامور لأكثر مما خطط لها وافشلت مخطط اسرائيل ومن خلفها امريكا.

اما ما يقال عن ايران بأنها تتجراء وتضرب بقوة تدميرية كبيرة في سوريا، ثم لاتلبث هذه الضربات ان تصبح ناعمة وغير مؤثرة اذا كانت الوجهة اسرائيل وامريكا فهذا هو الوضع الطبيعي والمنطقي تستعمل قوتك على الضعيف وتتقي شر القوي ،وانا هنا لا اتكلم عن الاخلاق التي تفتقدها الدول في تعاملها مع بعض اذا لاحت نذر الحروب بالافق.
وبنهاية المطاف ما يهمنا بهذا السياق هي الكيانات العربية التي لاحول لها ولاقوة فهم متفرجين لا أكثر بل هم الحقل الواسع المغري للتجارب ولمشاريع كل الاطراف وزد عليهم المشروع التركي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :