facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وهن هيبة المعلم وانعكاساتها الاجتماعية والانسانية


فيصل تايه
21-04-2024 10:06 AM

ما اراه في مؤسساتنا التعليمية ومدارسنا جعلني اعاود الكتابه "عدة مرات" في نفس الموضوع ، فإذا كانت "هيبة المعلم" تاجاً على رأس المؤسسة التعليمية والتربوية ، وأساس استمرار اشتعال شمعة المعرفة بين الأجيال ، فإن وهنها وإضاعتها تعني الحكم على السلسلة التعليمية وثمراتها بالضياع ، وتهديد الأجيال بفقدان البوصلة الإنسانية الحقيقية ، التي من أجلها وُضعت كلمة «التربية» قبل «التعليم» في اسم الوزارة المعنية بتنشئة الأجيال علمياً وسلوكياً وأخلاقياً.

دعونا "نثني" اولاً على الجهود الكبيرة التي يقوم بها المعلمون في المجتمع باعتبارهم اصحاب رسالة مقدسة تحتم ان يحظوا بالاحترام والتقدير ، ما يدعو المجتمع بكل مؤسساته الى ضرورة الوقوف الى جانب مربي الاجيال ، والمساعدة على استصدار قوانين من كافة الجهات المسؤولة والتي من شانها صون حق المعلم وحفظ هيبته وكرامته ، لأننا باستمرار نتحدث عن الهيبة الغائبة لمعلمي اليوم "ونتساءل" عن الأسباب التي أدت إلى غياب هذه الهيبة ؟ وكيف يشعر المعلمون بأهميتهم وبوجودهم و بثقتهم بأنفسهم وثقة المجتمع بهم عندما يجدون من يهتم بهم خاصة وزارتهم ، فيما يؤكد خبراء تربويون أن إعادة الهيبة للمعلم ، تحتاج الى برنامج طويلة المدى ، تعمل على تنوير الرأي العام بأهمية هذا المربي ، بعيدا عن كونه موظفا حكوميا .

انا اعتقد وبالمطلق أن تراجع مكانة المعلم لا تنعكس عليه شخصيا وحسب ، بل على الطلبة أيضا، فمن يمتهن التعليم ، عليه أن يؤمن بهذه المهنة كرسالة ، لها دورها المهم في تنشئة اجيال متسلحة بالعلم والايمان والاخلاق الكريمة ، فالاسلوب الامثل لاستعادة هيبة المعلم ، يكمن بمد جسور الثقة بين المعلم نفسه والطلبة ، عن طريق الحوار والتفاعل بينهما ، بالأنشطة والفعاليات التربوية ، فالمعلم القدوة اليوم هو علم بارز يؤدي رسالته بكل أمانة وجهد وصدق فهو الاب الحنون والمعلم الفاضل والمثل الذي يحتذى به وهو القدوة الحسنة التي يسير على نهجه الأجيال لذلك يستحق التقدير ، لكن الآن على من تلقى مسؤولية إنهيار وتمرد هذا الجيل على معلميه الذين اضطروا إلى أخذ موقف منه ومن هو المسؤول عن ضياع الأبناء ، فالبيت والشارع والمجتمع لهم دور اساسي في ذلك ؟ وهل المعلم وحده المسؤول عن هذا التناقض الذي نراه اليوم والذي سبب هذه الفجوة الحاصلة بين المعلم والطالب وولي الامر ، ومن الذي جعل التفاهم والإنسجام معدومآ ..

يجب ان نعي تماما ان المعلمين اليوم يواجهون اوقاتاً صعبة ويتحملون مالا يطيقه أحد ، لكنهم في نفس الوقت عليهم أن يدركوا أن مسؤوليتهم كبيرة لأنها مسؤولية اعتماد وثقة ، لذلك لابد من الأخد بيد طلابهم واسترسال الحوار والتفاهم معهم ، فانهم بذلك سوف يدخلون إلى عقول تلاميذهم وقلوبهم ، ويعيدون مجدهم السابق الذي غاب طويلآ ، وسوف يكسبون احترامهم الذي فقدوه في السنوات الأخيرة وإظهار انفسهم بصورة مشرفه ، فالمعامله الحسنة تنشئ جيل متكافئ ، جيل حسن الطباع ، أما المعاملة السيئة تنشئ جيلاً سيئاً متناقضاً تربى على العنف والإعتداء والصراخ ، فالتعليم رسالة تربوية وليست رسالة عنف وتعنيف ، والمعلمون و"للاسف" يتركون وحدهم لمواجهه سلبيات المجتمع ، فهم مطالبون اليوم باصلاح انعكاسات ذلك وتربية أبنائه التربية السوية السليمة ، فما وصل إليه المعلمون اليوم من إعتداء وعدم احترام وتجاهل من الطلبة والمجتمع هو حصاد تراكمات المجتمع وسلبياته .

كما ويجب ان ندرك حقيقة هامة ، وهي أن العلاقة الحميمة والأمن "مفقودان" بين المعلم وطلابه ، مع الاشارة الي لغة الحوار التي غابت ، الامر الذي اثر سلباً علي التعليم ، حيث ان الطالب لا يجد لغة حوار "بين أهله" في ظل ظروف اجتماعية والاقتصادية عصيبة ، ولم يعد يعلم ما هي لغة الحوار في اسرة "لا تتفاهم" فيما بينها الا بالصوت العالي والعنف ، اذ ان الحوار بات منعدماً بين افرادها ، وحل محله لغة "النزاع" وبسط السيطرة بصورة واضحة ، وكل ذلك انعكس علي حالة المجتمع بأسره وهذا يجعل الامر أكثر تعقيدا بالنسة للمعلم داخل غرفة الصف ، لذلك فنحن بحاجة الى برامج ارشادية قوية موجهه لكلا الطرفين .. الطالب والمعلم على حد سواء .

واخيرا فالموضوع "باعتقادي" خطير ووصل الى تداعيات غير مسبوقة ما يحتاج من الجهات ذات العلاقة وضع الحلول التي من شأنها استعادة هيبة المعلم ، وبالمؤكد وبما لا يدع محالاً للشك ، ان "هيبة المعلم" ان سقطت "هيبة التعليم" ، وأن هذه المشكلة يجب أن يتحمل مسؤوليتها الجميع ، من خلال الاهتمام بالمعلم كإنسان أولاً، وتوفير ما يعينه على آداء مهمته على أكمل وجه كالحوافز في الجانب المادي والاجتماعي ، ومن خلال الدورات التدريبية الارشادية التي تصقل شخصيته وتمكنه من اداء رسالته بكل همة ومسؤوليه ، ليقف امام طلبته مؤمنا برسالته ومكتمل الجوانب النفسية والسيكولوجية والتربويه والارشادية والانسانية ، لتكون حينئذ المدارس محاضن تنشئ اجنة مفعمة بالعلم والايمان والاخلاق الكريمة.

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :