facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوم السقوط الكبير! * أ.د. أمل نصير


mohammad
07-04-2011 05:03 AM

كنت أظن نفسي حريصة على وقاية نفسي من السقوط، وأنا المستعجلة أبدا بحكم تعوّدي على هذا النمط من السلوك مذ كنت أجمع بين العمل، والدراسة، وواجباتي الأسرية، وذلك لمعرفتي بخطورة السقوط لاسيما وأنا أعيش في أسرة تمتهن مهنة الطب والدواء، فأكسبني هذا ثقافة طبية لا بأس بها تطبيقا للقول الشائع (من عاشر القوم 40 يوما صار منهم)، لكني سقطت البارحة سقطة مدوية في مدخل كلية آداب جامعة اليرموك حيث أعمل، ففي غمضة عين وجدت نفسي ملقاة على الأرض بين جمع كبير من الطلبة، ومع أن الناس في بلادي يخشون من رؤية الناس لهم في مثل هذا الموقف، ربما امتدادا لحرجهم من السقوط الاجتماعي! لكن خوفي من تعرضي للكسر أنساني هذا الشعور لاسيما أنّ مَن حولي هم أبنائي الطلبة الذين هرعوا لنجدتي، ولكن هيهات، فالمرأة التي كان يُطلق عليّها لقب المرأة الحديدية وجدت نفسها كرتونية غير قادرة على النهوض من مكانها كما كانت تفعل في كل موقف من مواقف الحياة الصعبة، وما أكثرها! تلفتّ حولي لم أر سوى ملامح وجوه تتحرك، حاولت القيام لكن دون فائدة، وصلت سيارة الإسعاف بسرعة، ظننت وأنا خارجة من الكلية على كرسي العجلات أن سبب سقوطي بقايا المياه المتجمعة على باب الكلية في ذاك اليوم الماطر، فقلت في نفسي أنّ سقوطا معنويا قد حصل أيضا؛ لأنه كان من الممكن لي أو لغيري أن يساهم بإحضار شيء يوضع على مدخل الكلية ليقي نفسه وغيره من السقوط المادي إذا كانت الجامعة غير قادرة على فعل ذلك!
دخلت المركز الطبي في الجامعة حيث أخذني من كان حولي، فوجدت نفسي أسقط سقوطا معنويا ثانيا؛ إذ اكتشفت أنه لا يجوز لي اختيار مستشفى قريب للعلاج بحكم تعليمات التأمين الصحي الجديدة، فتذكّرت أني مشتركة في التأمين الصحي للجامعة منذ عشرات السنين، ولم أكلف الجامعة - بحمد لله- شيئا يُذكر بحكم ظروف أسرتي المهنية، وعندما سقطت تلك السقطة كان عليّ أن أذهب لأكثر المستشفيات بعدا رغم الألم!!
لم ينقذني من حالة السقوط المعنوي هذه إلا مزاح الأطباء في مركز جامعة اليرموك، وتعليقهم على نشاطاتي الأخيرة، ومنها مقالاتي في عمّون العزيزة، وعبارات المديح التي كالوها لي مشكورين للتحفيف عني، فتحسست الكرسي أريد أن أثب عنه، ولكن دون فائدة، فحمدت الله أني ما زلت قادرة على دفع مصاريف علاجي في مكان قريب، وتسآلت ماذا يفعل غير المقتدر في جامعتي الحبيبة -غير المقتدرة - على دفع نفقات علاج موظفيها الذين يسقطون في بهو آدابها !!
رجعت إلى بيتي وما أحلى الرجوع إليه! فلا مكان أفضل منه، يستر عورة سقوطي المادي وسقطاتي المعنوية الكثيرة التي واجهتها في يوم واحد، ورغم الألم الشديد إلا أني كنت سعيدة لرنين هاتفي الذي لم يتوقف( مع أني أحبه صامتا)، فعرفت قيمة الأردنيين الطيّبين، فأردت أن أثب من سريري، وأرفع يدي لتحيتهم فلم أستطع!
بعد توقف تأثير المسكنات صحوت على آلامي من جديد، فنظرت حولي، فإذا الفساد قد دبّ في أرجاء المكان، فحاولت النهوض لإصلاح ما يمكن إصلاحه، قبل أن يصحو أحد أفراد أسرتي، فيذكرونني بفساد رأيي بالاستغناء عن العاملة المنزلية، إذ اتخذت هذا القرار للتخلص من السقوط المعنوي اليومي بحكم ما أراه وأسمعه من مشاكل العاملات في البيوت، فآثرت تجنيب نفسي مزيدا من عذاب الضمير لاسيما أن من يقبض على حفنة من أخلاقه هذه الأيام، ولا أريد القول دينه كمن يقبض على الجمر!! بحكم أن الكل مظلوم لا محالة، العاملة المسكينة المغتربة عن ديارها لتوفير لقمة العيش لأسرتها، وربة الأسرة التي تساهم في توفير الحياة الكريمة لأسرتها أيضا، فتدفع الكثير من نفسها ومالها لقاء الراحة، فلا هذه سعيدة، ولا تلك، والكل على حق بالضرورة.
زحفت لألملم أشيائي الملاقاة على المقاعد، فوقع نظري على بقعة بيضاء كبيرة على ملابسي التي كنت أردتديها ساعة سقوطي، فحاولت تفحصها لمعرفة ماهيتها، فإذا هي مادة بلاستكية غريبة، فعرفت حينها – وأنا التي كنت أشكّ بوجود شيء على البلاط من شقاوة أبنائي الطلبة- أن مادة تنظيف بلاستيكية ربما كانت وراء سقوطي، وليست قطرات الماء الطهور التي نزلت علينا رحمة من رب العالمين، فسارعت للاتصال بالجامعة للتأكد من ذلك حماية للآخرين من السقوط.
ولكن شعوري بالسقوط المعنوي هذه المرة كان كبيرا، وأيقنت أن تنظيف المؤسسات لاسيما المكتظة يجب أن يُحال على شركات متخصصة لا سيما مع كثرة التعقيد في مواد التنظيف وخطورتها على صحة الإنسان، والبيئة، مع حفظ حقوق العاملات في الجامعة بتحويلهن للعمل في هذه الشركات.
لم يخفف من حالتي هذه سوى شعوري بالزهو عند تذكري موقف أبنائي وبناتي في اليرموك، حيث كان كثير من المتصلين منهم، وأيقنت حينها أنهم يستخدمون الخلوي للتنادي في مثل هذا الموقف مثلما يستخدمه بعضهم للتنادي وقت المشاجرات الجماعية، وأولئك الذين ساعدوني منهم بالنهوض أو الذين سبقوا سيارة الإسعاف إلى المركز للاطمئنان عليّ، والبقاء معي منافسين زوجي في ذلك، أو تلك الآنسة التي قامت بالتصوير الشعاعي لي في المستشفى التخصصي، اذ بادرت بالقول مُعرّفة: أنا من طالباتك، ومع أن تخصصي كان فيزياء إلا أن مادتك كانت المفضلةعندي، وأنت كذلك... عندها نسيت آلامي، ومشاكل التأمين الصحي... وكل سقطات ذلك اليوم، وقلت في نفسي: لمثل اليرموك فليعمل العاملون، فأنتم غراس اليرموك وثمارها اليانعة بلسم روحي من كل هفوات الإنسان والزمان والمكان .





  • 1 محمد نصيرات 07-04-2011 | 11:56 AM

    الف الف سلامه عليكي يا خالتي وانشالله تكون عرضيه وتقومي بالسلامه والله يخليلنا اياكي يارب

  • 2 ايمان ربيع 07-04-2011 | 01:01 PM

    الحمد لله على السلامة لأروع دكتورة وانشاء الله تبقي بصحة وسلامة مع كل الحب

  • 3 يرموكي 07-04-2011 | 01:02 PM

    احسنت وابدعت كعادتك والحمد لله على السلامة

  • 4 مراقب 07-04-2011 | 03:49 PM

    الحمد لله على سلامتك وربنا يحفظك من كل سوء

  • 5 1 من طلابك 07-04-2011 | 03:51 PM

    الف لا بأس عليك

  • 6 علي الشرمان 07-04-2011 | 08:08 PM

    الف الحمد الله على سلامتك

  • 7 كوكب القرعان 13-04-2011 | 01:03 AM

    أولاً: سلامات لدكتورتنا الرائعةالتي أفضل التواجد في محاضرتها أكبر قدر ممكن لروعتها
    ثانياً: أشاطرك الرأي أستاذتي الفاضلة فنحن في أزماتنا نكتشف خبايا الأمور التي نحاول الابتعاد عنها...فجامعتنا العزيزة التي نفتخر بانتمائنا لها تدخلنا دائرة مغلقة من القوانبن والأنظمة التي تعيق حركتنا
    الف تحية لك ولروعة ما اوردتِ...

  • 8 وفاء العمري 14-04-2011 | 03:41 PM

    ألف الحمد لله على سلامتك يا دكتورة...
    فعلا كان لي الشرف أن أكون إحدى تلميذاتك في فصل تخرجي 2009 مادة ع102 وتخصصي فيزياء طبية حيوية...
    وكان لي الشرف إني شفتك مرة تانية بالمستشفى قوية متل ما عهدتك...
    وألف ألف سلامة مرة تانية دكتورة وما تشوفي شر إن شاء الله...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :