facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا جنت إسرائيل بعد مرور 202 يوم على الحرب وماذا ستجني من اجتياح رفح؟


د. محمد حمدان الغرايبة
25-04-2024 08:58 PM

بعد مرور أكثر من 200 يوم على العدوان الإسرائيلي على غزة لم ترجع حكومة الكيان الصهيوني على الصعيد الاستراتيجي والعسكري والسياسي من هذا العدوان إلا بخفي حنين. وكان نتاج عدم تحقيق الأهداف العسكرية المعلنة من الحرب أن قامت الحكومة اليمينية المتطرفة بالعمل على تحقيق أهداف أخرى غير معلنة لتعود على مجتمعها الداخلي بنصر يعيد لها ماء الوجه. وكان هذا النصر المزيف يأخذ منحى تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة وذلك من خلال استهداف المدنيين وتشريدهم وتجويعهم وتدمير البنية التحتية وقصف المساجد والمدارس والمستشفيات والكليات والجامعات. وظنت الحكومة المتطرفة أن هذا العدوان الهمجي الانتقامي على شعب غزة الأعزل سيحقق أهدافها ليثبت لهم ولمجتمعهم عكس ذلك تماما.

فعلى الصعيد العسكري: علق الجيش في مستنقع غزة. وراح ضحية الاجتياح البري لغزة وفق الأرقام التي أعلنتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ الاجتياح البري 261 قتيل 1584 جريح وتم تدميرأكثر من 1000 آلية علما بأن الأرقام المعلنة هذه غير حقيقية وتتضارب مع الواقع الذي كانت توثقه فصائل المقاومة وتتضارب أيضا مع تاريخ إسرائيل الطويل في التضليل الاعلامي ومحاولة إخفاء خسائرها المادية والبشرية في الحروب، ولنا في الحروب العربية الاسرائيلية خير برهان. كما أنه لم يتمكن الجيش من تصفية قيادات الصف الأول من حماس ولا تدمير الأنفاق ولا إغراقها ولا القضاء مقاتلي حماس ولا استعادة الرهائن بالقوة ولا اعلان السيطرة التامة على مواقع معينة في القطاع دون تعرض جيشهم لمقاومة مسلحة شرسة. ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي بتكنولوجيا الاقمار الصناعية والطائرات المسيرة والرصد الميداني والمعلومات الاستخبارية من اكتشاف شبكت الأنفاق واخراجها عن الخدمة. بل أن الجيش الإسرائيلي ينقاد باستمرار من كمين إلى كمين ومن هزيمة إلى أخرى، فما يلبث أن يعلن سيطرته على منطقة في غزة حتى تخرج المقاومة بعملية نوعية معقدة تفقد جيش الاحتلال لذة النصر المزيف وتحرجه أمام مجتمعه والعالم أجمع.

وعلى الصعيد السياسي، خسرت اسرائيل سمعتها دوليا وشاءت أم أبت لم يعد سلاح معاداة السامية فعالا كما الأمس. لم يعد من السهل وصف شعوب العالم أجمع بأنها معادية للسامية، فقد خرجت أصوات من أغلب دول العالم حتى من الدول الصديقة والحليفة لإسرائيل تندد بهجوم اسرائيل البربري على المدنيين العزل. منذ أيام قليلة ثارت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية على العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى السياسية الأمريكية المتحيزة والمشتركة في الإبادة الجماعية، وبدأ يطفوعلى السطح جيل من الشباب الأمريكي يشكك في مصداقية السياسة الأمريكية تجاه فلسطين.

من جهة أخرى شهدنا وقوف إسرائيل في محكمة العدل الدولية إثر تقديم جنوب افريقيا دعوى قضائية تدين إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وما ميز هذه الدعوى أنها جاءت من طرف غير فلسطيني وغير عربي وغير اسلامي وكانت على مستوى عال من الدقة في المحاججة وتقديم الأدلة. ورغم أن المحكمة ومجلس الأمن تقف مشلولة عن اتخاذ أية إجراءات الزامية بفعل الدعم الأمريكي لإسرائيل، إلا أن هذه الدعوة عرت زيف اسرائيل أمام العالم.

أضف إلى ذلك أنه أمس الأربعاء24/4/2024 اعترفت جامايكا بالدولة الفلسطينية ليصبح عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعترف بالدولة الفلسطينية 140 دولة من أصل 193 دولة، وفي الوقت الحالي تتدارس ايرلندا وعدد من الدول الأوروبية مع الأردن خطة اعتراف جماعية بالدولة الفلسطينية.

وعلى صعيد السياسة الداخلية في إسرائيل ازدادت الفجوة بين اليمين واليسار الاسرائيلي، وزادت وتيرة المضاهرات والاحتجاجات الاسرائيلية على الطريقة التي تدار بها الحرب، وعلى فشل حكومة اليمين في الوفاء بوعدها بإعادة الرهائن سالمين. وارتفعت اصوات في إسرائيل تطالب نتنياهو بالتنحي.

وعلى الصعيد الاقتصادي، حسب البنك المركزي الإسرائيلي بلغت تكلفة الحرب حتى أمس 24/4/2024، 76 ميار دولار. وهذا رقم كبير جدا يضغط على كاهل الحكومة اليمينية المهزومة. وشهدت إسرائيل انكماش بنسبة 20%، وتراجعت مرتبتها الإئتمانية لدى البنوك الدولية. ناهيك عن تراجع القطاعات الرئيسية في اسرائيل كقطاع الزراعة الذي يواجه أزمة حقيقية بعد الحرب وقطاع التكنولوجيا وقطاع السياحة والاستثمار.

لقد أدى الفشل الإسرائيلي في إدارة الحرب إلى خسارة استراتيجية تنبأ بها وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن عندما قال أن إسرائيل ستنتقل من نجاح تكتيكي إلى هزيمة استراتيجية بسبب سياستها في الحرب وقد حصل هذا الأمر فعلا.

وفي خضم التحشد الاسرائيلي حسب صور الاقمار الصناعية لاجتياح رفح بمباركة أمريكية وصمت دولي، أعتقد أن حكومة الاحتلال المتطرفة لن تعود من رفح على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والاستراتيجي إلا بخفي حنين من جديد وستثبت الأيام عبثية اجتياح رفح كما أثبتت عبثية الاجتياح البري. وسيسهم الاجتياح بتعميق الخلاف الاسرائيلي الأمريكي وقد يثير خلافات حقيقية مع مصر. وستتعمق فجوة الثقة بين الحكومة المتطرفة والمجتمع الإسرائيلي الذي اغرقته أملا بأن اجتياح رفح يعني الانتصار الكامل في الحرب. في المقابل، ستحصد الآلة العسكرية الصهيونية مزيدا من أرواح الأبرياء ومزيدا من الدمار لباقي أشكال الحياة وستخرج بوصمة عار تضاف إلى سجلها التاريخي المليء بدماء الأبرياء. وستحصد الحكومة المتطرفة بعد اجتياح رفح مزيد من التنديد والاستهجان الدولي والشعبي حول العالم يرافقه مزيدا من التعاطف مع الشعب الفلسطيني المظلوم والصامد على أرضه. ولن يعطي اجتياح رفح الحكومة اليمينية المتطرفة إلا مزيدا من التوغل في وحل غزة ومستنقعها، وستلحق إسرائيل بنفسها الهزيمة الاستراتيجية التي تحدث عنها اوستن.

باحث في الشأن السياسي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :