facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التوعية المائية في الاردن ..


د. مالك القصاص
04-05-2024 11:48 AM

يُعتبر الأردن من أكثر البلدان التي تعاني من شح المياه في العالم. ويبلغ متوسط نصيب الفرد من الموارد المائية المتاحة 97 متراً مكعباً سنوياً بحسب العديد من الخبراء، وهو ما يقل كثيراً عن الحد المطلق لشح المياه، والبالغ 500 متراً مكعباً للفرد سنوياً. ولقد أثر نقص المياه في الأردن ولا يزال يؤثر على عدة قطاعات مثل الزراعة والصناعة والتنمية الاقتصادية والبشرية وغيرها.

وقد أدَّى النمو السكاني وتدفق اللاجئين إلى البلاد خلال العقد الماضي إلى ضغوط شديدة على أنظمة تقديم الخدمات المائية. كما ومن المتوقع أن يتسبَّب تغيُّر المناخ وتراجع المصادر المائية الصالحة للشرب واستنزاف المياه الجوفية والنمو السكاني، في نقص إضافي في متوسط نصيب الفرد من الموارد المائية المتاحة بنسبة 30% بحلول عام 2040 بحسب الدراسات.

كما ويشكل فاقد المياه تحديا حقيقيا أمام الجهات المعنية، حيث قدرت وزارة المياه نسبة إجمالي الفاقد بـ 50 بالمئة، مشيرة الى أن الفاقد سببه الاعتداءات والاستخدامات غير المشروعة، وتراجع كفاءة الشبكات، وبالإضافة الى العديد من الأسباب الفنية والادارية؛ المتمثلة بتسرّب المياه فيه من شبكة التوصيل إلى الأرض بسبب سوء التشغيل أو اهتراء جزء من الشبكة والتأخر في إصلاحها، وعدم دقّة حساب كميات المياه المنتجة من مصادر المياه أو الكميات الواصلة إلى المنازل، وكميات المياه المسروقة التي لا يدفع ثمنها.

في أوروبا بدأ الحديث في السنوات الأخيرة عن مشاكل نقص المياه والجفاف، حيث اكدت دراسة صادرة من جامعة كامبردج عام 2021، أن موجات الجفاف في أوروبا منذ عام 2015 كانت أكثر حدة من أي فترة أخرى خلال الـ 2100 سنة الماضية، والسبب في ذلك بحسب الدراسة كان التغير المناخي الذي يتسبب فيه الإنسان.

وكما حذر المرصد العالمي للجفاف، وهو جزء من جناح الأبحاث التابع للمفوضية الأوروبية، من أن البيانات الأولية تشير إلى أن "الجفاف الحالي يبدو أنه الأسوأ منذ 500 عام على الأقل"، وأن الوضع يزداد سوءًا في دول مثل إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ ورومانيا والمجر وشمال صربيا وأوكرانيا ومولدوفا وأيرلندا وبريطانيا.

اما على الصعيد الإيطالي، فقد بدأ الحديث مؤخرا عن استراتيجيات لمواجهه مشاكل الجفاف ونقص المياه وانخفاض هطول الأمطار، وانخفاض مستويات المياه في العديد من البحيرات، بسبب أزمة المناخ. وتهدف هذه الاستراتيجيات الى وضع خطط توعوية وإدارية ومالية لمواجهة تداعيات موجات الجفاف والتعويض عن الخسائر مع السعي إلى ضمان ظروف معيشية طبيعية لمن هم في المنطقة. كما وتهدف الى العمل على ترشيد استهلاك المياه وتقنين الهدر المائي، وحث المزارعين على إعادة التفكير في الزراعة، مع الأخذ في الاعتبار قلة توافر المياه، فيما يتواصل العمل على أنظمة الري لتقليل الخسائر وتجنب الهدر.

أخيرا وكعادتي لابد ان اتناول الموضوع من زاويتي الأردنية حيث يتطرق الى ذهني مشكلة نقص المياه والجفاف في الأردن، واسأل نفسي: هل لدينا استراتيجية شاملة لإدارة الأمن المائي والجفاف، التي ستُشكِّل أساساً لتحسين الكفاءة في قطاع المياه، والتكيُّف مع التحديات التي يفرضها تغير المناخ مع الاخذ بعين الاعتبار الاستفادة من خبرات البلدان الاخرى؟ لابد ان تشمل الاستراتيجية على المحاور التالية:

1) توعية المواطنين باتباع اساليب ترشيد الاستهلاك المائي، وتغيير أنماط السلوك لاستخدامات مياه الشرب، ولحماية مصادر المياه الجوفية، ونشر الوعي عن مخاطر تغيير المناخ، وتشجيع مشاريع الحصاد المائي في المحافظات كافة، ولاسيما في المناطق فقيرة الهطول المطري وتوعية المواطنين بأهمية اقامة الخزانات التجميعية لمياه الأمطار واستغلالها وكذلك مواجهة الاعتداءات على شبكات المياه والصرف الصحي. وكذلك العمل تشجيع استخدام حنفيات ذات تقنية الترشيد المائي كالموجودة في أوروبا.

2) إعادة تأهيل شبكة المياه وتحديثها، للحد من التلوث الناتج عن الصدأ وتسرب الشوائب والملوثات الطينية بالخطوط الناقلة، ولزيادة كفاءتها ما سيسهم في الحد من فاقد المياه في مختلف مناطق المملكة. ويمكن في سبيل تحقيق ذلك التوجه نحو الجهات المانحة للحصول على الدعم.

3) قانون رادع للمعتدين على مصادر المياه، فالقانون الحالي لا يفي بالغرض، وخصوصا لمن يعمد إلى تخريب شبكات وخطوط المياه.

4) استخدام أنظمة وطرق الري الحديثة والتي تساعد في توسيع الإنتاج وزراعة أنواع جديدة من الفواكه والخضروات واستخدام المياه بكفاءة. وزيادة استخدام المياه المستصلحة للزراعة المروية لتقليل الاعتماد على المياه العذبة.

5) الترويج لمشاريع استثمارية لتحلية مياه البحر.

6) ترميم المنشآت المائية القديمة والتاريخية في الأردن، دون المساس بمكوناتها الاثرية والتراثية، لإعادة استخدامها كالبرك والخزانات والآبار وقنوات المياه المرتبطة بها خصوصا في المناطق الصحراوية والبادية الأردنية. ويمكن أيضا التوجه نحو الجهات المانحة للحصول على الدعم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :