facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ظاهرة الاخبار المزيفة تؤرق الحقيقة


أ.د عبد الرزاق الدليمي
09-05-2024 04:00 PM

يعود تاريخ بدايات ممارسة تلفيق الأخبار إلى أوائل القرن العشرين ،حيث وفر تكرار التقدم التكنولوجي فرصًا جديدة لتلفيق الأخبار وقد اسهم ظهور منصات وسائل التواصل الاجتماعي في توسع تلك الظاهرة ، حيث قدمت أساليب جديدة لتوليد ونشر واستهلاك المعلومات على نطاق غير مسبوق كون أن هذه المنصات تتميز بوفرة المحتوى المشحون عاطفيًا الذي يواجهه المستخدمون أثناء أنشطة تصفحها كما يمكن أن يثير هذا التعرض ردود فعل عاطفية مختلفة، ناهيك عن كيفية تفاعل المستخدمين مع المنشورات المتعلقة بالأخبار لاحتمال ان يؤدي ذلك إلى سلوكيات مختلفة بما في ذلك المشاركة والتعليق والمراسلة والإعجاب

على الرغم من اهمية وخطورة هذه الظاهرة، لاحظنا ان هناك ضعف في توجه الدراسات والأبحاث التي تناولت الأخبار المزيفة في سياق وسائل التواصل الاجتماعي ورصد عمليات التأثير على كيفية إدراك المستخدمين للأخبار المزيفة وركزت اغلبها بدلاً من ذلك على تأثير العوامل المعرفية المتعلقة بقدرة الفرد على تحديد الأخبار المزيفة و النشاط المعرفي الذي يمارسه الفرد أكثر من محتوى هذا النشاط، ليستطيع الأسلوب المعرفي أن يجيب عن الكيفية التي يفكر بها الفرد ـ مثلاً ـ وليس عمّا يفكر فيه اضافة الى الأساليب المعرفية من الأبعاد المستعرضة في الشخصية، والتي لها صفة العمومية وفي الواقع، فإن غياب دراسة التأثير في الأبحاث المتعلقة بالأخبار المزيفة يهمل إحدى الآليات الرئيسية التي يتفاعل المستخدمون من خلالها مع الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالتالي، فإن أساليب التدخل التي تفترض أن المستخدمين يتمتعون بقدرات معرفية بحتة قد لا تعمل بشكل فعال على تحسين قدرة المستخدمين على تمييز الأخبار المزيفة من الأخبار الحقيقية. وهذا أمر مهم بالنظر إلى تخصيص استثمارات كبيرة من المؤسسات الإعلامية والحكومات والأكاديميين على حد سواء لتنفيذ الأساليب والتقنيات التي تهدف إلى مكافحة تدفق وتأثير الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي .

تأسيسا على ماتقدم بات واضحا وجليا ان منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مليئة بالمعلومات المشحونة عاطفيا، لذلك فهي عرضة لنشر كميات هائلة من المعلومات المزيفة والمضللة، في وقت يبدو فيه ان القليل من جمهور شبكات التواصل الاجتماعي ربما يدركون القليل عن المعالجة العاطفية التي تكمن وراء إيمان الناس بالأخبار المزيفة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم ان هناك عدد جيد من البحوث والدراسات تهتم بالأخبار المزيفة الا انها في الغالب تركز على جوانب المعالجة المعرفية، والمراجعة المنهجية لتأثير الطريقة التي يتم بها تأثير تشكيل العاطفة على إدراك المتلقين للأخبار المزيفة على منصات التواصل الاجتماعي. عند إجراء بحث شامل في قواعد بيانات SCOPUS وWeb of Science لتحديد البحوث ذات الصلة بموضوعات التأثير والمعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة والأخبار المزيفة ،تم الحصول على ما مجموعه 31 دراسة وبحث تجريبي وتحليلها واظهرت سبعة منها مواضيع بحثية وأربع فجوات بحثية لتكمل نتائج مراجعة الأدبيات الموجودة حول الآليات المعرفية الكامنة وراء كيفية إدراك الناس للأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي وكيف يمكن أن يكون لذلك آثار على منصات التكنولوجيا والحكومات والمواطنين المهتمين بمكافحة الأوبئة المعلوماتية.

ان تركيزنا على اهمية اسهام البحث العلمي في دراسة الأخبار المزيفة (*) يوفر للمعنيين فرص تحسين فهم انتشارها وتأثيرها والآليات المعرفية والعاطفية الأساسية، مما يتيح تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة آثارها السلبية على المجتمع وهذا مهم بشكل خاص من وجهة نظر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أتاح الوصول غير المقيد الذي توفره منصات وسائل التواصل الاجتماعي للجماهير بشكل أكبر لكم كبير من المعلومات عبر العديد من المصادر دون أي تكلفة عمليًا.... في الواقع، مع عبء مراقبة جودة محتوى الوسائط الاجتماعية على المستخدمين العاديين الذين بشكل عام غير مدربين أو معتادين على التحقق من صحة الأخبار قبل قراءتها أو مشاركتها ، يقع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ضحية ظاهرة الأخبار المزيفة اليومية ، تؤدي حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة دورًا كبيرًا في تسريع انتشار المعلومات الكاذبة، حيث يمكنها الوصول إلى عدد كبير من المستخدمين في فترة زمنية قصيرة. كما يتم تضخيم هذا التأثير بشكل أكبر من خلال الحجم الهائل من البيانات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي والعدد المتزايد من المستخدمين الذين يعتمدون على هذه المنصات كمصدر رئيسي للأخبار، وغالبًا ما يكون ذلك من مصادر لم يتم التحقق منها ولهذا الغرض، أشارت الأبحاث إلى أن 9 من كل 10 مستخدمي تويتر يلجأون في المقام الأول إلى تويتر للحصول على أخبارهم وبالتالي، ليس من المفاجئ أن تؤكد دراسات متعددة على أهمية التحقيق في الآليات الكامنة وراء نشر المعلومات والعوامل المختلفة التي تساهم في انتشار الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :