facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المقاومة والشهادة .. دَيْدَنُ أهلك يا فلسطين


معتز بالله عليان
11-06-2024 05:27 PM

تاريخ طويل ممتد من النضال والمقاومة، والثورة من عموم أبناء فلسطين، دفاعاً عن الأرض، ورفضاً وتصدياً لمحاولات شيطانية من قوى الاستعمار القديم والجديد على حد سواء بتغيير ديموغرافيا فلسطين، وخطط تهجير أهل الأرض الأصليين- الفلسطينيين- وإحلال اليهود مكانهم، بدعوى وطن يلمّ شتاتهم من بقاع الدنيا التي تفرقوا فيها بعد أن باءوا بغضب من الله وضلال كبير. ذلك التاريخ الثوري لم يكتب إلا بدماء المقاومين والثوار، ولم تزين كلماته وسطوره سوى دماء من سقطوا من المدنيين من الشعب الفلسطيني، فتجد صفحات التاريخ وقد عجّت بصور ومشاهد وأسماء من قدموا أرواحهم ثمناً لذلك التراب المقدس، متمسكين متجذرين في عمق هذه البقعة التي خصّها رب البرية بالمباركة والقدسية حين قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم" سبحان الذي أسرى بعبدنا ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله". صدق الله العظيم.

على مدى ما يزيد عن قرن من الزمن- هذا إذا ما استثنينا فترات الصراع القديم من تاريخ فلسطين ونضال أهلها الأصليين- وفي كل يوم تودع شوارع وأزقة وقرى وبلدات ومدن فلسطين أبناءها، ليستقبلهم ثراها شهداء، فما إن ثارت ثورة وخمدت، حتى تحتفل البيوت الفلسطينية بكوكبة من الشهداء، منهم من استشهد حاملاً بندقيته، ومنهم من استشهد رفضاً للخيانة والاستسلام، والآلاف كانوا وقوداً لنار الاحتلال البغيض، وكأن المشهد أشبه ما يكون بقبائل همجية لها أجساد بشرية، إلا أنها لا تحمل صفات البشر، يجتمعون بعد صيد ثمين حول النار يتراقصون بفرحة هستيرية بغنيمتهم.. من أجساد الأطفال والنساء والشيوخ وحتى من شباب فلسطين.

من منّا لم يقرأ عن ثورة يافا عام 1921م؟؟ تلك التي أشعلها الفلسطينيون في يافا رداً على مسيرة قام بها اليهود من المستعمرة الناشئة باتجاه حي المنشية في يافا، فتصدى لهم سكان المدينة العرب الفلسطينيون، وامتدت الثورة لتصل إلى مناطق في طولكرم، واستمرت قرابة الأسبوعين، وأسفرت عن قتل 47 صهيوني وإصابة 146 منهم، فيما استشهد 48 فلسطينياً.

ثم تأتي ثورة البراق عام 1929م، حين بدأ الصراع الديني بين اليهود العرب المسلمين يتجلى أكثر فأكثر، على خلفية ادِّعاءات اليهود واعتداءاتهم على حائط البراق الشريف، الذي أسموه (حائط المبكى)، حيث قام الصهاينة في 14 آب/أغسطس من ذلك العام بمظاهرة ضخمة في تل أبيب في ذكرى خراب الهيكل، تبعتها مظاهرة ثانية في اليوم التالي في القدس، وتوجهوا نحو الحائط رافعين الأعلام الصهيونية ومنشدين نشيد "الهاتكفا"، فكانت هذه هي الشرارة التي أشعلت ثورة البراق 1929م، ليقدم أبناء فلسطين ثلاثة من خيرة مقاوميها شهداء على مقصلة الإعدام البريطاني، وهم: محمد خليل جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.

ثم خرجت من قلب المعاناة ثورة غضب كبرى عرفت بثورة القسام، عام 1936م، ذلك المناضل العربي الكبير الذي أصبح اسمه أيقونة المقاومة الفلسطينية، والذي استشهد برصاص الغدر الإنجليزي في جنين، فانتفض الفلسطينيون في جميع أنحاء البلاد ثأراً للقسام، وتصدياً للتوسع الصهيوني وزيادة معدلات المهاجرين اليهود إلى فلسطين. ولعلها كانت الثورة الأطول زمنياً من عمر القضية الفلسطينية؛ إذ استمرت عمليات المقاومين والثوار حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م، حيث استشعر البريطانيون قدوم الحرب، وأرادوا تصفية التمرد في فلسطين، فقاموا بعملية تمشيط واسعة للقرى والمدن الفلسطينية، وأعادوا احتلال أغلب الأماكن المحررة، كما فقدت الثورة معظم قادتها، لتتوقف في أيلول/سبتمبر عام 1939م. ليبدأ بعدها فصل جديد من المعاناة الحقيقية للشعب الفلسطيني منذ عام 1948 م، حين أعلن عن تأسيس كيان صهيوني على أرض فلسطين، فاستباحت العصابات الصهيونية الدور والأراضي، وقتلت الآلاف من أبناء فلسطين دون تمييز بين طفل وشيخ وامرأة، كما جرى في مذبحة دير ياسين وغيرها من القرى الفلسطينية، الذين لحقوا بركب الشهداء دفاعاً عن أرضهم وعرضهم رافضين الاستسلام أو التخلي عن شبر من فلسطين.

واليوم، مشهد جديد يتكرر، بل ربما هو أشد ضراوة وأعظم رعباً، ذلك الذي تطالعنا به شاشات التلفزة صبح مساء من مجازر ترتكب في حق أهل غزة الصامدة، قتل وحرق وتدمير وتشريد ونزوح قسري لمليوني غزّي، في ظل صمت العالم وعجز منابره المدافعة عن حقوق الإنسان في العيش بكرامة وأمن في وطنه، وسطوة من بيده القرار بالاستمرار في تلك الإبادة الجماعية، فيقدم الغزيون في كل لحظة من هذه الحرب شهداء لم تفرق بين كبيرهم أو صغيرهم قنابل وصواريخ وبنادق المحتل، وتراهم يزدادون صلابة وتمسكاً بأرضهم، رافضين الرحيل، متعطشين للشهادة، مساندين للمقاومة الباسلة التي غيرت وجه التاريخ وأعادت للأذهان قضية فلسطين، بانتصارات بطولية وعمليات هي أشبه بالمعجزات المؤيدة بنصر من الله، يحتسب أهل غزة أبناءهم شهداء لا تموت أرواحهم، بل تبقى لتشهد عرس التحرير والانتصار في يوم ما... إنها المقاومة والشهادة، ديدن أهل فلسطين، من غزة إلى الضفة إلى الداخل المحتل وصولاً لأسوار بيت المقدس، فإما نصر وحرية، وإما استشهاد بكرامة.

سأحمل روحي على راحتي.. وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :