facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مُشْ رُمّانَةْ .. قُلوبْ مَليانَةْ


د. نضال القطامين
25-04-2011 06:54 AM

لم يمض من عمر مجلس النواب سوى خمسة اشهر، لكنّه ابتدأ مسيرته بكل الاستحقاقات، واجتهد في ذلك ما استطاع اليه سبيلا، صارع حكومتين واستقبل مع العالم ثورات الشعوب على جلاّديها، عمل مثلما عملت كل المجالس النيابية، في الاسئلة ومشاريع الاستجوابات، في الثقة وفي الموازنات،...... لم يقل اعضاؤه كما قال المعري:

اني وان كنت الاخير زمانه لات بما لم تستطعه الاوائل !!

ولكنهم بقوا ضمن الاطار الديمقراطي الاردني الذي بدأ بالمجلس الحادي عشر، اطار برلماني عريق لا توجد في قاموسه الشتائم وجلد الوطن وجلد الناس وليس ذلك من مبادئه واولوياته. في خمسة اشهر، خرجت لجانه الى الميدان، وتحولت مكاتبه الى دواوين لمظالم الناس وقضاياهم، وقفوا مع نقابة المعلمين ومع غيرها، اعادوا الكثير من القوانين المؤقتة، وانجزوا اكثر من تسعة وعشرين تشريعا مختلفا، وجّهوا 473 سؤالا و105 مذكرة للحكومة، وانشأوا لجاناً نيابية للتحقق في موضوعات عديدة، كانت لهم قدم السبق في كل قضايا الفساد التي حولت الى المكافحة او تلك التي في طريقها، ووقفوا دائما مع الوطن والمواطن في الاعتصامات وفي المطالب العامة، فما الذي حصل حتى يجدوا انفسهم فجأة، هدفا لكل اولئك الذين لا يرون الا النصف الفارغ من الكأس، ويروا اخبارهم في المواقع الاخبارية، ميدانا لرماية الكترونية تصنيفية تديرها ماكينة اعلامية متخصصة، تلقي على الصفحات مئات التعليقات التي لا تدخل دائما في باب حرية الرأي، الحرية التي تقتضي ان تنشر كل التعليقات، لا أن تتغلّف بالمزاجية العامة والخاصة على حد سواء، فمن غير المعقول ان لا تجد تعليقا ايجابيا واحدا، على الاقل !!!!! وهي ذات المواقع بالمناسبة، التي نشرت الاف التعليقات المهنئة للنواب قبل خمسة اشهر بالتحديد، فما الذي تغيّر؟

في ظل الحراك السياسي الصاخب، الذي يشهده الاقليم، ومع بداية لجنة الحوار الوطني اعمالها في مواضيعها الرئيسة: قانون انتخاب وقانون احزاب وتعديل الدستور، فان الاسئلة الممكنة تلقي بنفسها طوعا وكرها، ونسمعها كل يوم وكل هاتف وكل لقاء: اين مجلس النواب من كل هذا الحراك، واين دوره وهو الذي يحمل خيارات قطاع اكثر من مليونين ونصف هم عدد المقترعين في انتخابات هذا المجلس.

وتبدو معظم هذه الاسئلة التي نسمعها يوميا ولا نجد لها جوابا، كأنها تقريع لنا، وكأنها تحملنا نحن نواب المجلس السادس عشر، وزر الحكومات، وخطيئة اباطرة السياسة، الذين وضعوا قوانين الانتخاب المثيرة للجدل، وبدا الامر كله كما لو كان هذا المجلس تحديدا هو الهدف الوحيد الذي حرق البوعزيزي الاردني نفسه من اجله، وبدا هذا المجلس كما لو انه نموذجا او تمثالا للفساد الذي يطالب برأسه الناس، والامر في الحقيقة التي يتعامى عنها الكثيرون غير ذلك، فهذا المجلس اولا واخيرا يحمل خيارات الناس، ولا ذنب له انه جاء بقانون انتخاب مثير للجدل، ولا يمكن تحميله ما لا يحتمل، وانجازاته التشريعية في الاستحقاقات الدستورية كانت متناسقة مع عمر الدورة البرلمانية القصير، ومن غير الانصاف في كل الاحوال، ان يظلم هذا المجلس وان يسعى لتهميش دوره، وان يحمّل ما ليس فيه، وتهم تزويره الذي تتحدث عنه فئة من الناس، هي خنجر في خاصرة الوطن وخاصرة ديمقراطيته، وهذه الهبة غير العادلة، ستودي بكل تاريخنا الديمقراطي المتقدم على الكثيرين في زوايا التاريخ، وسيتبين للعالم ان كل ديمقراطيتنا وكل انتخاباتنا منذ قيام الدولة، ما هي الا ضحك على الذقون، وذرٌ للرماد في العيون، والحقيقة انها ليست كذلك، وان الامر في بعض احيانه، لا يعدو عن كونه استثمارا لارادة كل المطالبين بالقضاء على الفساد، وكل الذين يخرجون للشوارع سعيا للقمة العيش، من لدن فئة اقوالها في ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب.

ينتظر الاردنيون قانون انتخاب وقانون احزاب ستتوافق عليهما لجنة الحوار الوطني، واذا لم تأخذ هذه القوانين مراحلها الدستورية، واهمها ان تناقشهما سلطة تشريعية منتخبة، فاننا سنعود الى خطيئة القوانين المؤقتة، وهي القوانين التي ثبت انها لاتحمل شرعية في شيء، فعلام استعجال الامر وسلقه؟ نعم للسرعة في قانون الانتخابات، ولكن ماذا عن قانون الاحزاب؟ ألسنا ملزمين بالحديث عن قانون احزاب تستند عليه ديمقراطيتنا المنشودة، يمنح المجتمع فرصة للتعرف على مفهوم الحزب والحزبية ودورها في رقي الديمقراطية ونضجها، حتى تكون مشاركته السياسية متكئة على تجذّر الاحزاب في تركيبته، ومعتقداته وافكاره، في ظل سبات عميق لفكرة الاحزاب، وفي ظل تهميش سياسي لها وصل بالناس ان يعتقدوا لوقت قريب ان الحزب تهمة؟

ما هذا القانون الذي سيصنع الفرق ويحمل التغيير في المهلة القصيرة، والناس ما زالوا يحملون قناعاتهم في الانتخابات، وهي ذات القناعات التي جاءت بستة عشر مجلسا نيابيا؟ اليس من المبادىء الاولى واللبنات الاولى للاصلاح السياسي، ان نترك لجنة الحوار الوطني تطبخ قراراتها على مهل، وان تقرأ المشهد الوطني جيدا قبل ان تخرج قراراتها رجما بالغيب، وان تستوعب الفكرة الاردنية والوضع السياسي الاردني وتركيبة مجتمعه العشائرية، وتأخذ وقتها الصحيح في ذلك، بدلا من وزّ النار تحت قدرها ليخرج طعامها مزّاً مسلوقا؟ ؟!

في كل الاحوال ينبغي ان تسير عجلة التغيير بثقة وسرعة ايضا، ولست بوارد الدفاع عن مجلس النواب قدر سعيي للقول ان كثرة الوزّ والسعي للسلق، يومي الى ازمة في مجتمعنا السياسي، تسعى الى تهميش تاريخنا الديمقراطي الذي لا اقول انه ديمقراطي بالكامل، ولكننا على الاقل رضينا به زمنا طويلا،،،

النائب ا.د. نضال القطامين





  • 1 علاء 25-04-2011 | 09:53 AM

    شكرا"

  • 2 عامر القباعي 25-04-2011 | 10:32 AM

    نحترم رأيك ... لكني اراه ذرٌ للرماد في العيون ... عهدناك كما انت فكن كما انت .

  • 3 طفيلي 25-04-2011 | 12:57 PM

    ابو عمر تحياتي
    المجلس ليس كما وصفته، ولم يقدم شيئا بل كان مجلسا متخبطا منذ اللحظة الاولى عندما انتخب رئيسه بالتزكية وبالطريقة التي شاهدها المواطنون الاردنيون والعالم عبر التلفاز. وما قلته حول ان المجلس برلمان عريق لا توجد في قاموسه الشتائم وجلد الوطن وجلد الناس وليس ذلك من مبادئه واولوياته.هذا ما الاسف ليس صحيحا، فهو المجلس الوحيد من بين كل المجالس السابقه الذي قام نوابه بسب الشعب اضافة الى ما قيل عن تبني البعض للبلطجية الذين كانوا يعتدون على مواطنين في الشوارع.
    المجلس يجب ان يرحل فالشعب الاردني اكبر من هذا المجلس بكثير ويستحق تمثيلا افضل

  • 4 كركيه 25-04-2011 | 01:12 PM

    نعم كلنا أمل بأردن خالي من الفساد ..كلنا أمل بلأبتعاد عن تصفية الحسابات الشخصية..كلنا أمل للعمل بروح القانون وبفريق واحد ..كلنا أمل بأن يتقيد الجميع بأخلاقيات الحوار والتعبير بأسلوب التخاطب الذي اجده دائما بمقالاتك الرائعة ...دكتور نضال شكراعلى هذا المقال وأتمنى أن يتمتع جميع النواب بعلمك وبفكرك لننعم بأردن اجمل وأكبر

  • 5 مرشح سابق 25-04-2011 | 01:29 PM

    سلم قلمك.... نعم ان في الهجمة على مسيرة الديمقراطية وان كانت غير كاملة،اشارات خطيرة، والديمقراطية في الاردن لا يمثلها مجلس النواب وحده، ففي الوطن تاريخ طويل من العمل النيابي المميز، وليس من الانصاف حرق هذا التاريخ، والقول ان كل مجالسنا غير حقيقية، ولكن لا اقول ايضا ان تجربتنا نموذجا يقتدى به، فلا زال هناك تداخل خطير في اختصصات السلطات الثلاث ينبغي ان يتوقف فورا، وان يكون هذا الهدف من اول اولويات لجنة الحوار

  • 6 م.معاذ البلاونة-السعودية 25-04-2011 | 02:51 PM

    عزيزي الدكتور نضال المحترم
    بوركت جهودكم في مجلس النواب وليس من العدل أن يتنكر أحد لما تقومون به من دور تشريعي نأمل ان يرتقي إلى أعلى من ذلك- ولكن عزيزي هو الإعلام الذي اصبح يملك زمام كل الامور ليس في الاردن وحده بل في كل اصقاع الدنيا فهو يشكل الحكومات ويعزلها ويشكل المجالس ويبصقها ويؤجج الشارع ومن ثم يطفئه- مشكلتكم مع الإعلام وليسمح لي الأخوة في عمون
    الإعلام الذي يحاول وأد أي دور تقومون به فهو من ملأ القلوب تجاهكم قلوب البسطاء وأصبح الكل في هذا البلد الطيب لا يحتمل سماع اسمكم وذكركم نعم هناك بعض الانجازات في هذه الفترة القصيرة ولكنها ليست المأمولة . مشكلة مجلس النواب انه اكتفى بالإعلام الرسمي والذي اكاد اجزم بأن اكثر من 70 بالمائة من الشعب لا يستمع اليه وإن استمع فهو لا يصدق ما يقول لتفتحوا لأنفسكم آفاقاً جديدة مع الإعلام الآخر الإعلام غير الرسمي فهو اصبح يجد مصداقية عالية جداً عند مواطننا الأردني.
    احترامي

  • 7 طفيلي بحبك 25-04-2011 | 11:21 PM

    دكتور نضال تحية واحترام
    1_الم يامر سيد البلاد جلالة الملك مجلس النواب وبصفة الاستعجال اقرار قانون الانتخاب و ارسلت الحكومة مشروع القانون الى مجلسكم وفضت الدورة العادية ولم تحركوا ساكنا في هذا الامر لماذا لان اقرار القانون يهدد بقاء المجلس اين انتم من توجيهات جلالة الملك المفدى .
    2 _الم يمنح مجلسكم ثقة غير مسبقة لحكومة طالب الشعب الاردني برحيلها وانتصر جلالة الملك لشعبه واقال تلك الحكومة حتى اصبح مجلسكم يسمى مجلس ((( 111 ))) .
    3 _ الم تخرج علينا كتلة برلمانية قبل ايام وتندد بالدوائر الوهمية التي جاء المجلس على اساسها
    دكتور نضال انت رجل محترم وابن رجل فاضل ومكانك محفوظ حيث كنت (((( انها رمانه وليست قلوب مليانه)))


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :