facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«سياسة التغيير في فلسطين»


د. حسن البراري
01-05-2011 04:05 AM



وضع مايكل برونينغ كتابا قيما بعنوان «سياسة التغيير في فلسطين: بناء الدولة والمقاومة السلمية» ونشر في لندن قبل أسابيع. ومايكل برونينغ كان مديرا لمؤسسة ألمانية في الأردن هي فريدريتش أيبرت- وهي مؤسسة تابعة للحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني- وهو الآن مديرا لذات المؤسسة في القدس الشرقية المحتلة.

المقولة الرئيسية في الكتاب تدور حول فكرة أن هناك اتجاهات جديدة في السياسة الفلسطينية يمكن لها أن تعزز من فرص وطموحات الشعب الفلسطيني، والتغيرات التي يشير إليها الكتاب مثيرة إذا ما قورنت بالاتجاهات المقابلة في السياسة الإسرائيلية وهي اتجاهات دفعت بمركز السياسة الإسرائيلية لليمين وأدت إلى نوع من التقوقع خلف مواقف مؤذية ليس فقط لعملية السلام وإنما أيضا لإسرائيل نفسها.

يتصدى المؤلف في كتابه القيّم لإحد الأساطير التي تركز عليها الدعاية الإسرائيلية بخصوص عدم وجود شريك فلسطيني لصنع السلام، ويقول أن هناك عددا من التطورات البنيوية وكذلك البرامجية في الحركات الفلسطينية الرئيسة وهنا الإشارة لكل من فتح وحماس. ولعل المصالحة الأخيرة بين حماس وفتح هي دليل على دقة تحليل عالية وقراءة جيدة لمستقبل الاحداث من قبل المؤلف. وهذا بالضبط ما دفع الكاتب لتبني فكرة أن على الغرب الاشتباك مع حماس في حوار بناء لأنه لا يمكن مقارنة حماس مع القاعدة، كما هو سائد لدى دوائر مؤثرة في الغرب. فبالنسبة لمؤلف الكتاب فإن حماس هي تنظيم يتطور باتجاه القبول بفكرة حل الدولتين وهو أمر يستحق التوقف عنده لأنه يمكن تطويره لقبول شروط دولية أخرى لتأهيل الشريك الفلسطيني. ولإحداث التوازن في العرض والتحليل فقد ركز الكتاب أيضا على حقيقة أن التعقيدات في السياسة الإسرائيلية أعاقت ظهور شريك إسرائيلي مؤثر وقادر وراغب.

الكتاب لا يخلو من التفاؤل بمستقبل السياسة الفلسطينية وبخاصة وهو يحلل التغيرات التي طرأت على تنظيم فتح أثناء وبعد المؤتمر السادس الذي عقد في مدينة بيت لحم، فتنظيم فتح بالنسبة للمؤلف يمر في مرحلة ضرورية وصعبة في الوقت ذاته لاحداث الاصلاحات المطلوبة. وبعيدا عن الأحزاب وسياستها يركز الكتاب على ما يسميه اتجاها جديدا في المقاومة لكنه سلمي! وهنا يشير إلى الاحتجاجات السلمية ضد الجدارالعازل ومقاطعة المستوطنات. ويرى مايكل برونينغ أن هذا الشكل من المقاومة قد ضرب على وتر حساس للإسرائيليين، وهو أمر أن كتب له الاستمرار لكفيل بإحداث تغييرات في إسرائيل. وفي الجزء الأخير من الكتاب يشير المؤلف لما أسماه بالثورة التكنوقراطية التي يقودها سلام فياض والمتعلقة ببناء مؤسسات الدولة.

بالمجمل أتفق مع المقولات الرئيسة في الكتاب مع أنه كان ينبغي أخذ السياق الإقليمي بالحسبان لفهم التطورات في الموقف الفلسطيني حتى تكتمل الصورة، فما يجري في فلسطين ليس معزولا عما يحدث من حراك إقليمي، من هنا ربما علينا الإنتباه للتغير في مواقف اللاعبين الإقليميين، فما كان يمكن على سبيل المثال أن تحدث المصالحة الفلسطينية الأخيرة لولا تغيرات جرت في موقف مصر ما بعد مبارك. ثم هناك حاجة ماسة للتركيز على السياسات الإسرائيلية التي تعمل على تعطيل التطور في السياسة الفلسطينية وأخرها الشروط التي وضعها نتنياهو على عباس بأن عليه أن يختار بين حماس أو السلام مع إسرائيل وكأن هناك عملية سلام أوصفقة على الطاولة تنتظر توقيع الجانبين!

hbarari@gmail.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :