بين القلم و"الكيبورد" .. بقلم : تمارا محمد الشوبكي
12-05-2011 11:56 PM
في عصر اتسم بالغزو التكنولوجي الهائل.. وبات جهاز 'الكمبيوتر' أو 'اللابتوب' سيد الموقف.. حيث أنك لا تكاد تجد منزلاً يخلو منه..
ومن بين عدة برامج كثيرة ومتعددة احتواها، نجد أن الكتابة الورقية باستخدام أداة القلم باتت تصل حدود التلاشي. فلا نُجزم ذلك ولا نُنفيه أيضاً، الا أننا نستطيع التنبؤ بالحال ذاته الذي آلت اليه الكتب والصحف الورقية من هجر الكثيرين لها وعدم الاقبال على شرائها، مكتفين بتصفحها عبر شبكة الانترنت.
'الكيبورد' أو لوحة المفاتيح أحد أشكال التطور الذي تضمنه جهاز 'الكمبيوتر'، بما يحمله من أزرار احتوت كل منها على رموز عدّة من أحرف وأرقام وصولاً الى علامات الترقيم وغيرها. فهل بات هو بدوره أيضاً يُغنينا في كثير من الأحيان عن استخدام القطعة الخشبية وسائر أقرانها من أدوات الكتابة الخَطيّة لسهولة ما يُقدمه دقته وسرعته.
دعاء الشريف شاعرة من مصر 24 عاماً تقول 'على الرغم من الثورة التكنولوجية، وما تقدمه للكاتب من يسر في تناول المادة التى يكتبها' إلا أن الأمر حسبما تقول' أكبر من الضغط على لوحة المفاتيح'، فهي تصف علاقة القلم بحامله كما تقول 'بانها العلاقة الحميمية التي تتولد مع القلم.. فالقلم هو أداة التعبير عن خلجات النفس وهو أول ما يسمع أنات النفس ويترجمها لحروف وكلمات تعكس وجهة النظر الشخصية للكاتب.. انه جواز مرورنا للآخر لسبر اغواره'.
في حين أن سارة طالبة جامعية 19 عاماً ترى أن 'للكيبورد' ميزات جعلت استخدامه هو الأكثر، لما يوفره من سهولة وسرعة، اضافة الى الشكل النهائي المُنظَّم الذي يمنحه لاي شيء أردت كتابته. مضيفة أنه مع كل ذلك لم نصل نحن كطلاب جامعيين الى مرحلة استبداله بالقلم لتدوين المحاضرات، كما هو منتشر لدى دول الغرب، حسبما تقول، وذلك من خلال استخدام جهاز 'اللابتوب' داخل المحاضرة، وأن ذلك أيضاً ليس بالمستحيل حدوثه خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي نشهده.
نسرين محمد 30 عاماً ربة منزل تجد وعلى الرغم مما يوفره 'الكيبورد' من ميزات، فحسب تعبيرها تقول' مش ممكن لازال هناك عشاق للكتابة بطريقتها التقليدية تماماً كالجلوس على أحد مقاهي االبلد ومراقبة الناس وكتابة المواضيع والمؤلفات'، مشددة بقولها 'أن القلم لا زال عشيقا لأيدي الكثير من عشاق الكتابة وله نكهة خاصة تختلف عن صوت ازرار الكيبورد التي قد تكون احيانا مزعجة ومشتتة للافكار'.
منى عزوقة مُعلمة لمادة اللغة الانكليزية تقول 'كوني معلمة أرى أن استعمال لوحة المفاتيح أو 'الكيبورد' لانتاج المادة التعليمية أو العلمية مثل أوراق العمل والامتحانات أسهل وأسرع جدا من استخدام القلم، فالذي يعتاد على لوحة المفاتيح سيجد حتما صعوبة أو مضيعة للوقت في الرجوع الى القلم'.
مشيرة بالان ذاته الى 'أن الكيبورد لا يغني الطالب عن القلم فالطالب يجب أن يتعلم استخدام مهارات الكتابة والخط، أما المعلم فقد استعمل القلم بما فيه الكفاية لذا وجدت منى كما تقول 'ان الكيبورد برموزه ومفاتيحه وسهولته وسرعته قد وصل فعلا الى حد الاستغناء عن استعمال القلم لدى بعض الناس تماماً كالانترنت الذي أغنى العديد، ومنهم الطلاب عن شراء الصحف والكتب، حتى في مجال الأبحاث لسهولة حصولهم على المعلومة عبر الانترنت، بدل البحث عنها في الكتب وزيارة المكتبات'.
فهل سينال عصر السرعة من الكتابة 'القلمية' أيضاً، لينتقل بك من عالم قد تصنع به خصوصيتك باستخدام قلمك أنت الذي يعبر عن 'خطك' أنت وحدك دون سواك الى عالم 'الكيبورد' الذي يأسرك بقالب واحد هو ملك الجميع، فتبقى حروفك وتعابييرك هي رهينة هذا القالب.
عن القدس العربي.