facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من الذي سيدفع الثمن .. ؟


أ.د عمر الحضرمي
22-05-2011 03:37 AM

لا تكاد نشرة اخبارية على الهواء ، أو تحته ، أو بين يديه ، أو من خلفه، تخلو من حديث حول استمرار قصف قوات التحالف لقوات القذافي ، وفي كل ساعة يأتينا الجديد من الأنباء ما يقول إن قوات التحالف قد دمّرت وهدّمت وقتلت وحرقت مساكن أو مراكز أو مؤسسات أو دبّابات أو مستشفيات في جميع المناطق التي تسيطر عليها قوّات القذّافي وذلك تحت مسمى «الانتصار للثوار الذين هبّوا ليسقطوا نظامهم ،ويطردوا رئيس نظامهم». وقد جاء ذلك كلّه في ظل قرار دولي اتخذته ذات الأطراف القائمة بشن الهجمات على ليبيا . وآخر فصل من هذا المسلسل ما أعلنته جهات تقول ، إنها تمثل القضاء الدولي ،بانها بصدد إصدار مذكرات توقيف بحق القذّافي وابنه ورئيس احد اجهزته الأمنية لأنه قتل شعبه . ومن المدرك والمعروف أيضاً ،أن كل هذا التحرّك قد جاء في مراحله الأولى بموافقة عربية ولو أنها لم تكن واضحة تماماً ،أو على الأقل أُعلن أنه قد أسيء تفسيرها.

لا أحد يدّعي أنه يسوق هذه الإشارة ليقول إن ما كان يقوم به النظام الليبي هو امر مقبول ،أو حتى معقول. وليس في هذه المقاربة أية محاولة للدفاع عن القذّافي أو غيره من الحكام الذين قطعوا صلتهم بالناس وباتوا يحكمونهم من بروج مشيّدة ، ولكنها جاءت تداعياً لأسئلة مهمة ومحيّرة ومثيرة ، وهي من سيدفع كلفة كل هذا التدمير الذي لحق بليبيا؟ ومن سيعيد ترتيب البيت الليبي ويبعده عن استحقاقات الانقسامات والاحتراب الأهلي ؟ ومن هو القادر على منع الغرباء من استمرار التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدولة الليبية بعد أن انهارت سيادتها ودمّرت وحُرقت ؟ ومن يستطيع أن يعيد إلى الحياة قتلى ذهبوا، فقط، لأنهم وجدوا بين صفوف متحاربة ؟ وهل فعلاً أن أطراف التحالف الدولي التي تقصف أجزاء من ليبيا ليل نهار هي قلقة على ان يعطي القذّافي شعبه حقوقه أو لا يعطيهم ؟ وهل حقيقة أن هذا التحالف قد يمارس هذه «النخوة» في مواجهة كل الزعماء الذين تخاصموا مع شعوبهم وقهروهم وقتلوهم؟ أين هذه الدول الناشطة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان ممّا جرى في غزة وفي العراق وفي السودان وفي افريقيا، وفي كثير من دول العالم ؟ ما الذي فعلته هذه الدول الحريصة على حرّية الشعوب وهي تشاهد بام عينها كيف تهان البشرية في كثير من بقاع العالم ، وكيف تنهب الثروات ،وكيف تزهق الأرواح ، وكيف يُستعبد الناس ؟

إنّ ما يجري في ليبيا والعراق واليمن من تدخلات خارجية هي في واقعها وحقيقتها أجندات تنفذ لمصالح أطراف الاستقواء الدولي لا أقل ولا أكثر ...! إنها بحث عن الموارد والثروات التي نملكها نحن العرب ، وسعي لامتلاك هذه الثروات والموارد ، أو على الأقل للتحكّم بها .

وأخيراً يجب أن نظل نطرح هذا السؤال ، من الذي سيدفع الثمن ؟ وذلك حتى نجد له جواباً ندركه بعقولنا، أو نسمعه على لسان المعتدين علينا على صورة تقنعنا بأننا على خطا وأنهم على صواب.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :