facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أجره و لا هجره !


رنا حداد
24-11-2024 12:08 AM

كانت منهمكة تخرج الملابس من الخزانة و تلقي بها هنا و هناك و كأنها في قراراتها تقول: هذه لي و هذه لهم.

وبعد أن انتهت أحضرت كيسا كبيرا و وضعت فيه كل ما هو « لهم» من قطع ثياب واحذية وغيره.

المقصود بـ « لهم « هنا، هم الجهة التي سوف ترسل لها «صديقتنا» الثياب التي لم تعد بحاجة إليها، و قررت أن تسير على رأي المثال « أجره و لا هجره « واتخذت القرار أن توزعه على المحتاجين.

صورة متكررة، موسمية وعادية جدا تحدث كل يوم.

نجمع ما لا نحتاجه و نعطيه، ربما حتى نخفف «حمولتنا» وايضا حتى نتمكن من اقتناء جديد، ولكن ما خطر ببالي عندما كنت أراقب صديقتي وهي تجمع كل ما أصبحت لا تحتاج إليه أو ما قد « راحت موضته « لتعطيه لآخرين هو : لماذا لا نعطي سوى ما ( لا نحتاج إليه) ؟

الصورة لم تعد في بالي بعد هذا السؤال صورة عطاء و أجر، و إنما أصبحت صورة غير جميلة فكرت في نفسي و في كثيرين نعطي ما لم نعد نحتاج إليه و ننظر بعين الرضا عن أنفسنا و عطائنا، ولكن لو فكرنا قليلا لأدركنا أن الجهة الأخرى هي التي تصنع فينا معروفا، إذ إنهم بقبولهم ما لا نريد، يوفرون علينا جهد البحث عن «تصريف» للحمولة الزائدة عن حاجتنا.

هل فكرنا يوما أن نعطي ما نحن بحاجته لمن هم بحاجته أكثر منا؟، أتساءل كيف ستبدو الصورة حينما نبعد الأنانية و التفكير بالمصلحة والربح الشخصي أولا و نحن نعطي؟.

العطاء يشبه حبة دواء لكن ما يميز هذا النوع من الدواء انه ذو تأثير ثنائي على الطرفين: المعطي والمتلقي، كلاهما يرنو شفاء و صحة و سلاما.

وفي عصرنا الحالي كثيرة هي أسقامنا و أمراضنا و كثيرون هم الباحثون عن العلاج.
على كل، وحتى لا نمنع من فكر بالعطاء ان يتراجع عن نيته، وجب القول أيضا إن العطاء لا يُقاس بحجم ما تُعطي، بل بصدق النية وحجم المحبة التي تضعها فيما تعطي.

اعطوا فإن العطاء يغذي إنسانيتنا، ويجعلنا نشعر بأننا جزء من الكون.

اعطوا فنحن في العطاء نغذي أرواحنا بتلك اللحظات التي تترك أثرًا طيبًا في قلوب من حولنا.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :