facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هزاع المجالي .. بين العقل والغوغاء


محمود الزيودي
13-08-2007 03:00 AM

( انا لا اكتب التاريخ انما اعيد قراءته )
ورث الرئيس الشهيد هزاع المجالي مع جيله نكبتين , الاولى احباط الثورة العربية الكبرى , اهدافا على الارض وافكارا في رؤوس ثوارها , والثانية نكبة ضياع اكثر من ثلثي فلسطين عام 1948 .... وقبل هذا ورث هزاع نكبة هبّة الكرك كما يسميها الصديق ناهض حتّر .. فقد تشرد الكثير من الكركية واولهم المجالي ( اخوات خضرا ) وتعرض بعضهم لحالة اعدام غير مسبوقة في المنطقة , تعليق حجر ثقيل برقبة الضحية ورميه من فوق سور قلعة الكرك الغربي الى الهاوية ... وتعتبر السيدتان مشخص وبندر المجالي ( زوجة ارفيفان ووالدة حابس الذي قاد الكتيبة الرابعة الى النصر في معركة باب الواد 1948 .. اسمته حابس لانها ولدته في سجن معان عام 1910 ) تعتبر هاتان السيدتان اول سجينات سياسيات في منطقة الشرق الاوسط قاطبة .. لو كان الحدث في مكان اخر لجرى توثيقه في مسلسلات تلفزيونية وافلام سينمائية وتدريسه مادة اساسية في المدارس , وربما يجري نحت راسين جميلين مع العصبة الكركية اياها والوشم الذي شكل دقدقة على خد مشخص وبندر , ولكن الانجاز الاردني محكوم بالتعتيم فالبطولة الفردية تثير حسد الاخرين وتشكل خطرا على منجزاتهم الهشة . انظر حالة محمد الحمد الحنيطي وقارنها مع مثيلاتها في الوطن العربي التي حظيت بتوثيق وتمجيد قل نظيره ,, كذلك حالة نجيب البطاينة الملقب
( في ليبيا زمن عمر المختار) بنجيب الحوراني ..
بغض النظر عن طفولة هزاع كما يرويها في مذكراته فان الرجل استمع لتلك القصص المحزنة في مجالس قبيلته عن تلك الايام السوداء في ضمير الكركيين . ففيما مضى ( وقليلا الان ) كانت المجالس ساحة لرواية التاريخ واستذكار الايام والرجال ,, في بعض الوقائع نجد فجوة في التاريخ المكتوب , سدتها لنا الروايات في مجالس الرجال .. اذكر على سبيل المثال لا الحصر , احتلال السلط من قبل الانجليز ثم الاتراك ثم الانجليز مرة اخرى , في الحرب العالمية الاولى .. الاحتلال انجليزي خالص لانه لم يكن مسموحا لجيش الثورة العربية الكبرى الشمالي بالاقتراب من حدود فلسطين لانها محمية لتنفيذ وعد بلفور , قبل وبعد اعلان الجنرال النبي في القدس ( الان انتهت الحروب الصليبية ) ,,, جرى اعتقال العشرات من ابناء السلط وارسالهم الى معسكرات الاسرى في منطقة السويس بمصر , ولم يعودوا الى مدينتهم وقراهم الا بعد انتهاء الحرب بزمن .
ورث هزاع المجالي وجيله قلة وعي الكثير من رجال ذلك الزمن بالحالة التي ال اليها الوطن العربي ,, حتى تتحول الهتافات في مظاهرة كركية من ( يسقط وعد بلفور ) الى ( يسقط كركور ) وكركور هذا اسكافي ارمني جاءت قسمة نفيه الى الكرك .. واخرين نادوا فليسقط واحد بلكون و.... فليسقط واحد من فوق .. وبلغ من غوغائية الفترة التالية لايام هزاع ان يتأثر اطفاله ايمن وامجد بحالة الشارع , فامجد يردد هتاف الشارع ( يسقط الاستعمار ) ويرد عليه ايمن ( اخس عليك . تسب الاستعمار وابوك فيه ؟ ) .. يعرف هزاع قدرة الاردن الدفاعية في حرب 1948 . فبين الواقع والعاطفة , وغوغائية الشارع العربي , يطلب الملك عبد الله الاول تعيين لجنة وصاية على العرش حتى يمارس دوره كقائد اعلى للجيش ويدخل القدس مع جنوده . فيضطر ابو حنيك لارسال قوة توقف تقدم القوات الصهيونية قرب الاسوار . يعرف هزاع ان رؤساء اركان الجيوش العربية طلبوا تمديد الهدنة مع اليهود حفاظا على اللد والرملة لضعف القوّة العسكرية العربية , ولكن الجامعة العربية توصي باستئناف القتال بسبب تعرض كبار الساسة العرب للنقد اللاذع من شعوبهم ( ما اشبه الليلة بالبارحة ) .. امتزجت الغوغائية والسطحية بالتخوين ( الجيوش والعروش لهيكل الذي قدّس ايام عبد الناصر حتى يوم الهزيمة عام 1967 . انظر المديح للبطل المهزوم الذي ابرزه هيكل مبررا شعبية الرجل , ففي اول مؤتمر قمة عربي بعد الهزيمة , صادف وصول الملك فيصل بن عبد العزيز بعد وصول جمال فصرخ الغوغاء في الشارع ... ورا جمال يا فيصل ... وانظر سخافة وصف هيكل لشعبية عبد الناصر في الضفة الغربية من الاردن , فبعض مراهقات نابلس في الستينات تزوجن من عبد الناصر روحيا واسمين انفسهن ام خالد . اقول المراهقات وليس الارامل والثكالى في مخيمات العروب وبلاطة وعقبة جبر , ولان هيكل لم يحصل على الوثيقة من ارشيف منشية البكري كالعادة فقد ذكر ان مصدرها الاعلامي عبد السلام الطراونة . مع انها اصلا لاحمد الطراونة ( ابو هشام ) .......... وهيكل يتباهى بالتوثيق صورا ومخطوطات .
حاول هزاع المجالي خلال رئاسته لاول حكومة في حياته ان يستفيد الاردن عسكريا واقتصاديا من حلف بغداد الذي انشيء كخندق من خنادق الحرب الباردة ,, فالحلف سيزود الاردن بمعدات عسكرية كثيرة ومساعدات اقتصادية للتصنيع والتقليل من الاعتماد على المساعدات الخارجية ( ما اشبه الليلة بالبارحة ) وانفلت الشارع الاردني في الضفتين بكلمة من احمد سعيد في صوت العرب ... لم يرض هزاع ضرب المتظاهرين بالرصاص فاستقالت حكومته تاركا لغيره معالجة الشارع الغاضب ... في 6 / 5 / 1959 شكل هزاع حكومته الثانية التي وافقت على قرار وزراء الخارجية العرب ( شتورة 22 – 28 / 8 / 1960 ) والذي ينص على ان الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في فلسطين وله ان يعمل على استرداد وطنه بمشاركة ومؤازرة الدول والشعوب العربية ... وفي يوم 29 / 8 / 1960 ( بعد انتهاء مؤتمر شتورة بيوم واحد ) حدثت جريمة اغتيال هزاع ... لعل قراءة الصديق ناهض حتر اختلفت عن قراءتي .. ففي اواخر حزيران 1960 حفل خطاب لجمال عبد النصر بالتهديد والوعيد للمسؤولين الاردنيين , وردت في ثنايا التهديد مفردات القتل والسحل .. رد عليه هزاع ( ان حكام الجمهورية العربية المتحدة يريدون تبعية ووصاية وتسلطا يفرضونه ) ... اذا كان هناك تحضير للاغتيال فهو قبل مؤتمر شتورة بحوالي شهرين ( ارسلت المتفجرات في اواسط حزيران 1960 ) اما قرار فك الارتباط مع فلسطين فقد نفذته حكومة زيد الرفاعي عام 1973 ........
قلت في البداية اني اعيد قراءة التاريخ لا اكتبه . من حقي وحق الناس ان نعرف خبايا الماضي حتى لا نقع في حبائل الحاضر , فنحن نعيش في وطن يجاور نار فلسطين ويعاني من دسائس تجار الوطنية هنا وهناك ,........ منذ عهد الامارة وحتى الان كلما تحرك ملك من ملوكنا لتقوية الاردن واطعام شعبه , تواجهه منظومة من التخوين والتشكيك والتهجم .. والاغتيال .
عرف عبدالله الاول ورجاله قوة اليهود وضعف حال العرب عام 1948 ونادى بقبول قرار التقسيم فكان جزاؤه سيلا من الاحتجاج والاتهامات اياها ثم رصاصة على باب المسجد الاقصى .. ترى كيف سيكون الحال لو بقيت اللد والرملة والمثلث بيد الشعب الفلسطين حتى الان ؟؟؟ ترى هل هناك اكثر من جهة شاركت في مؤامرة الاغتيال ؟؟؟ الرأس المدبر لعملية الاغتيال موسى عبدالله الحسيني وزوجته الالمانية على علاقة وثيقة بكلوب باشا والزعيم لاش قائد الفرقة الاردنية في فلسطين .. كان يلتقي بلاش اسبوعيا مع زوجته .. في كل زيارة يستقبله ضابط بريطاني يدخله مكتب لاش ليقضي خلة طويلة معه ... يوم استشهاد الملك عبدالله الاول كان الضباط البريطانيون في الضفة الشرقية والضفة الغربية في اجتماع على غداء في بيت العقيد جالاتلي في اربد . تفرقوا بعد خبر الجريمة الى وحداتهم .. بعد ساعة التقى علي ابو نوار بجالاتلي .. لم يسمع علي من جالاتلي كلمة تعزية او اسف وانما سأله مباشرة ( من برأيك سيكون الملك ؟؟؟ ) ودخل مع علي في جدال قانوني اثار دهشة علي الحياري ( فيما بعد ) الذي يعرف ان جالاتلي لا يفقه في القانون والسياسة شيئا .. لابد ان افكار جالاتلي نوقشت على الغداء قبل سماع المدعوين بخبر الجريمة ... فيما بعد وموسى في السجن ( رهن المحاكمة ) كانت زوجته تتناول الغداء يوميا مع احد مساعدي كلوب باشا ( الكولونيل والش ) في فندق نادي عمان ... كانت الالمانية هادئة خلافا لامرأة سيعدم زوجها في القريب العاجل .. .. قبل ساعة من اعدامه طلب موسى من الحاج عربي السالم ان يستدعي عبد القادر الجندي ليعترف له بالحقيقة كاملة ولكن كلوب باشا امر بسرعة تنفيذ الاعدام ...
قبل ايام من حرب حزيران 1967 كان الاعلام العربي ينهش عقولنا على تخاذل دولتنا في تحرير فلسطين حيث سنشارك في القاء اليهود في البحر لان السمك جائع ... سلمنا قيادة جيشنا للاشقاء وخسرنا ما تبقى من ارض فلسطين ....صباح الخامس من حزيران الاسود شاهدنا الطائرات الاسرائيلية على رادار عجلون وهي تطير الى الجنوب ... نادينا قلعة محمد علي بالقاهرة وصرخنا بكلمة السر ....عنب........عنب .... عنب ... وبقدرة قادر كان مأمور اللاسلكي قد غير التردد ...
بعد الهزيمة او النكسة فتحنا ارضنا للمقاومة والتحرير فاندفع الغوغاء قبل الشرفاء لاخذ دور رقيب السير في الشارع والقاضي في المحكمة ومفتش الحراج في الغابة ............ ولا سلطة الا للمقاومة .... ضاع شرفاء فلسطين وشهدائها بين الغوغاء حتى اختلط الحابل بالنابل ........
ترى لو استمرت الحال في ايلول 1970 كما كانت , الى اين ستصل حملة سلامة الجليل التي قادها شارون ؟؟ هل ستتجاوز مخيم البقعة الى صروت والعالوك وغريسا ؟؟؟ ..........
صالحنا اسرائيل بعد مصالحة اصحاب القضية الاصليين لها .. ومع هذا لم نسلم من النغمة اياها .. نتلقى اللطمة تلو اللطمة ونسامح , ليس في الرد على الغوغاء فقط بل نسامح بالدم .:.. فبعد مجزرة الهاشميين وبعض الاردنيين في بغداد يكبت الملك حسين احزانه ويرسل وصفي التل سفيرا يرطب الاجواء مع العراق لانها العمق العربي للاردن .......
كان وصفي التل ضابطا في الجيش السوري ثم جيش الانقاذ بقيادة فوزي القاوقجي . وكانت خطة وصفي احتلال موانيء فلسطين لقطع امدادات الغرب عن اليهود , وهذه الخطة كانت هاجسا مخيفا لديفيد بن غوريون عراب انشاء دولة اسرائيل .........
يشرق ملكنا الشاب ويغرب لبناء علاقات صداقة تأتي بمنافع اقتصادية لبلدنا , ونحن مشغولون باشاعات عن مؤامرات واحلاف وتكتلات.... مع .......... وضد .... واين ... ومتى .... وكيف ؟؟؟
من حقي ان احلم بوطن فيه طعام لكل فم وفيه عمل لكل عاطل عن العمل , ففي زمن هزاع استفاد الاردنيون من مشروع النقطة الرابعة التي صرفت اموالها لهم بدل عملهم في شق الطرق واقامة المشاريع التنموية .. وفي زمن وصفي استفدنا من مشاريع الامم المتحدة للاغذية والزراعة حتى ان وصفي هدد بسجن كل مالك ارض لا يشجر ارضه على جوانب الطرق .. كان هناك مختلسين ومرتشين كما هي الحال في كل الدنيا , وكان هناك رئيس وزراء يطلب خطيا محاكمة مطوّف احراش في غابات الجنوب مرفقا لوزير الزراعة وثائق انحرافه ...
نسي الغوغاء بطولة حابس المجالي في معركة باب الواد واتهموه بالعمالة والخيانة عام 1970 .. والان اصبحنا نذكر ( على استحياء ) معركة الكرامة كل عام ونكرر نفس الكلمات التي كتبت على عجل في الذكرى الاولى لذلك الفجر الدافيء ... ونكرر نفس الكلمات كل عام عن بطولة ملك خطط لطرد القيادة الانجليزية لجيشنا ولم يكن قد بلغ الواحدة والعشرين من عمره .. ترى هل تجاوز بعض قراء عمون ( الذين ردوا على حديثي عن زكريا الطاهر ) هذا العمر ؟؟؟





  • 1 قاسم الدروع 20-08-2011 | 06:34 AM

    تسلم يازيودي هذا كلام رائع يقرا بالتمام والكمال حقا انه يرفع الراس ونحتاج الى مزيد من هذه الكتابات الراقية والمفيدةخاصة انها باسلوب سهل ممتنع الله يقويك يازيودي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :