facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين تتصارع قوى الإقليم على الأرض العربية!


د.أحمد بطاح
08-12-2024 12:13 AM

إذا تأملنا في إقليم الشرق الأوسط نجد ثلاث قوى إقليمية وازنة وذات تأثير لا يمكن نُكرانه وهذه القوى هي: إيران، وتركيا، وإسرائيل، وإذا دققنا في وضع هذه الدول نجد أنّها تتشارك في ثلاث خصائص واضحة هي:

أولاً: أنها قوية عسكرياً، فإيران تمتلك جيشاً كبيراً (الثاني عشر بين جيوش العالم حسب هيئة Global Fire Power)، وتركيا لديها (الجيش الثامن في العالم حسب تصنيف الهيئة السابقة) وجيشها هو ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي (الناتو) بعد جيش الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل لا تقل عنهما من حيث القوة العسكرية وتتفوق تفوقاً واضحاً في سلاح الجو، ويُصنف جيشها على أنه الجيش الثامن عشر في العالم حسب نفس الهيئة المُشار إليها آنفاً.

ثانياً: أنها قوية اقتصادياً، فإيران -ورغم تعرضها لعقوبات اقتصادية مؤثرة- تمتلك أصولاً اقتصادية مهمة (لديها ثاني أكبر احتياطي غاز ورابع احتياطي نفط بالعالم)، وتُعدّ من الدول الرئيسية المصدرة للنفط، وتركيا -وبرغم تراجع عملتها الوطنية في فترات معينة- واحدة من الدول العشرين الغنية في العالم (G20) بمقياس الناتج المحلي الإجمالي، وإسرائيل -وبرغم تراجع تصنيفها الائتماني أخيراً بسبب الحرب- دولة مزدهرة اقتصادياً (فئة متطور للغاية)، وتتفوق في مجال الصناعات والتكنولوجيا العالية (Hi-Tec).

ثالثاً: أنها متحالفة مع قوى كبرى عالمية، فإيران متحالفة مع روسيا والصين وهم دولتان كبيرتان (الأولى عسكرياً والثانية اقتصادياً)، وتركيا عضو في حلف الناتو الذي يضم أكثر من 30 دولة بزعامة أميركية، وإسرائيل متحالفة استراتيجياً مع الولايات المتحدة بحيث يعدها البعض أهم حليف استراتيجي لأميركا في العالم بعد بريطانيا.

والمُلاحظ في هذه الآونة التاريخية التي تعيش ضعفاً عربياً مشهوداً أنّ هذه القوى تتصارع بل تتقاتل أحياناً على الأرض العربية، فإيران تشتبك في قتال مع إسرائيل في لبنان (من خلال دعمها لحزب الله)، وفي سوريا (من خلال وجود فعلي لها على الأرض السورية)، ناهيك عن نفوذها في العراق (من خلال منظومة الحشد الشعبي)، وفي اليمن (من خلال دعمها للحوثيين).

وتركيا تحتل جزءاً من الأرض السورية المحاذية لحدودها، كما تدخلت عسكرياً في ليبيا مناصرةً لحكومة طرابلس ضد حكومة الشرق الليبي (خليفة حفتر).

أمّا إسرائيل فهي تقود حرباً تدعي أنها «وجودية» ضد حزب الله في لبنان (توقف مع قرار وقف إطلاق النار ولكنه ما زال ممكناً في أيّ وقت) وعلى الأرض السورية ضد ما تسميه تواجداً إيرانياً أو الجماعات المناصرة لإيران (حزب الله، الفاطميون، الزينبيون....)، وفي اليمن حيث وجّهت عدة ضربات لليمن وبالذات في ميناء «الحديدة» اليمني.

إنّ ما سبق يعني ببساطة أن هذه الدول الإقليمية الثلاث لديها «فائض قوة»، وتريد أن تخلق «مجالاً حيوياً» لها وتحرم منه أعداءَها، وهو يعني فيما يعنيه أن هذه الدول الإقليمية تستغل ضعف الدول العربية المجاورة لها، ومن المؤكد أنها لم تكن لتجرؤ على ممارسة الصراع على الأرض العربية لو كانت هذه الدول العربية الفرادى قوية بما يكفي لتدافع عن نفسها، أو لو كانت هناك دولة إقليمية عربية واحدة ذات ثِقَل تنافس هذه القوى الإقليمية وترسم الحدود والخطوط التي لا يمكن تجاوزها معها.

صحيح أن بعض الدول العربية تمتلك الموارد الهائلة، وبعضها الآخر يمتلك القوة العسكرية الكبيرة، وبعضها الثالث يتحالف استراتيجياً مع الولايات المتحدة، ولكن لأنّ هذا كله لا يستوفي شروط القوة الثلاثة التي أشرنا إليها آنفاً التي تتمتع بها القوى الإقليمية الثلاث (إيران، تركيا، إسرائيل)، ولا ينتظم في سياق الأمن القومي العربي فإنه لا يبدو فعالاً ونافعاً في منع صراع هذه القوى على الأرض العربية، ولأنّ من الصعب أن تقف الدول العربية منفردة في وجه هذه القوى، فإنّ «توحّد» الدول العربية بأية صورة حقيقية وفعالة، وحرصها على أن تكون دولاً تسود فيها روح المواطنة والمشاركة والعدالة الاجتماعية هي الاستراتيجية الوحيدة الممكنة للجم هذه القوى والحد من نفوذها في الفضاء العربي.

هل هذا ممكن عملياً وواقعياً؟ إنه ممكن طبعاً ولكن هناك جملة صعوبات لا يمكن تجاهلها ولعلّ أولها تقديم بعض الدول العربية للهوية القُطرية على الهوية القومية، وتمترس بعض الأنظمة الرسمية العربية وراء مصالحها الوطنية الضيقة وتجاهل بعدها القومي، وثانيها: وقوف القوى الإقليمية الثلاث المُشار اليها سابقاً في وجه أيّ شكل من أشكال الوحدة العربية التي قد تتمخض عن قوة حقيقية تؤثر على مصالحها، وثالثها: موقف القوى الكبرى العالمية المستفيدة من واقع التشظي العربي والتي لا ترى لها أية مصلحة في أن تصبح الأقطار العربية «وحدة» (مهما كانت صيغتها) واحدة: قوية، ومنافسة.

وختاماً فإنّ وعي المواطن العربي والنُخب العربية بالواقع العربي والقوى الفاعلة في الإقليم شرط أساسي للعمل من أجل توحيد المواقف العربية لما فيه مصلحة الوطن والأمة.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :