أكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته إلى محافظة البلقاء والتي رافقه بها سمو الأمير حسين ولي العهد على مكانة هذه المحافظة العزيزة في قلب الأردن، مشيرًا إلى أنها تمثل نموذجًا حيًا للتسامح والمحبة والعيش المشترك، وقال جلالته إن البلقاء كانت وستظل مصدر فخر واعتزاز لكل الأردنيين، إذ تتجسد فيها معاني الوحدة والتضامن بين مختلف عشائرها ومناطقها، وأضاف جلالته أن الجميع يعرف تاريخ البلقاء العريق، ودور أهلها الكبير في بناء الأردن الحديث، مشيرًا إلى أن البلقاء ليست مجرد محافظة على خارطة الوطن، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الأردنية التي تزخر بالعطاء والتضحية.

وفي حديثه عن تاريخ البلقاء، أشار جلالة الملك إلى أن هذه المحافظة قد أسهمت بشكل فاعل في مسيرة الأردن عبر مختلف المراحل، حيث كان لأهلها دور بارز في تعزيز استقرار الوطن وبناء مؤسساته، كما أثنى جلالته على الأثر التاريخي الكبير لمدينة السلط التي تعتبر من أبرز مدن البلقاء، حيث أكد أن شوارع السلط القديمة ما زالت شاهدة على الحضارة والتاريخ العريق للمدينة، وقد أضاف جلالته أن إدراج السلط على قائمة التراث العالمي لليونسكو هو اعتراف عالمي بأهمية هذه المدينة التي كانت وما زالت مركزًا ثقافيًا وتعليميًا في الأردن.

كما شدد جلالته على أهمية مدرسة السلط الثانوية للبنين، التي تعد واحدة من أقدم وأعرق المدارس في المملكة، إذ تأسست عام 1923 وتخرج منها العديد من الشخصيات الوطنية التي خدمت الأردن بكل إخلاص، وقد وصف جلالته هذه المدرسة بأنها منارة للعلم منذ بدايات تأسيس الدولة، مشيرًا إلى دورها الكبير في رفد المسيرة التعليمية الأردنية، ليس فقط على مستوى محافظة البلقاء، بل على مستوى المملكة ككل.

وفي معرض حديثه عن قدرة الأردن على مواجهة التحديات، أكد جلالته أن الأردن سيبقى قويًا بفضل تلاحم الأردنيين ، وهمة شعبه الذي لا يعرف الاستسلام. وأشار إلى أن الشعب الأردني، من خلال التفافه حول قيادته الهاشمية، قد أثبت مرارًا وتكرارًا قدرته على التغلب على الصعوبات والمضي قدمًا في بناء دولة حديثة ومتقدمة، رغم كافة التحديات التي يواجهها.

وفي هذا السياق، كان لافتًا أيضًا تأكيد جلالته على التطور التنموي الكبير الذي شهدته محافظة البلقاء خلال السنوات الأخيرة، حيث أشار إلى أن المحافظة شهدت تحولات كبيرة على مختلف الأصعدة، سواء في مجال التعليم أو البنية التحتية أو الخدمات الاجتماعية، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في مجالات التنمية الشاملة، كما أعرب جلالته عن فخره بما تحقق من إنجازات في المحافظة، وأشاد بالتزام أبنائها بالمشاركة في مسيرة البناء الوطني.

في إطار زيارته للمحافظة، افتتح جلالته مبنى نادي المتقاعدين العسكريين في البلقاء، الذي يمثل مكانًا يجمع شمل العسكريين المتقاعدين ويقدم لهم العديد من الخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية، مشيرًا إلى أن هذه الأندية هي جزء من تقدير الدولة لجهود العسكريين وعائلاتهم، التي تواصل خدمة الوطن بعد التقاعد، وأشاد جلالته بدور هذه الأندية في دعم التواصل بين المتقاعدين والمجتمع المحلي.

كما خصص جلالته جزءًا من زيارته لتكريم شخصيات ومؤسسات من محافظة البلقاء، من خلال منحهم ميدالية اليوبيل الفضي، وذلك تقديرًا لإسهاماتهم في خدمة الأردن بشكل عام، وفي خدمة المجتمع المحلي بشكل خاص، ومن بين المكرمين عدد من الشخصيات البارزة التي قدمت الكثير في مجالات التعليم، والثقافة، والصحة، والأعمال الاجتماعية.

وفي الختام، كانت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى محافظة البلقاء مناسبة لتأكيد الجهود المشتركة بين القيادة والشعب في مسيرة البناء الوطني، ولتسليط الضوء على ما تحقق من إنجازات في مختلف مناطق المملكة، وقد أشار جلالة الملك إلى أن الأردن سيبقى قويًا ومتماسكًا بفضل تكاتف الأردنيين، الذين يمثلون العنصر الأهم في قوة الدولة وتقدمها.