facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احمد امين .. "كسبنا حركة العقول، لكننا خسرنا الحب"


يوسف عبدالله محمود
13-12-2024 12:10 PM

في كتابه الشهير "ظُهر الإسلام" يرصد صاحب العلم الغزير احمد امين نشوء الحركات والفرق الإسلامية منذ العصور الإسلامية الأولى.

ينتقدها بموضوعية وبذكاء لماح مشيراً الى انها كانت "حركات قوية عنيفة تتدافع ولا تتهادن، وتتقاتل ولا تتسالم. واذا نحن صَفّينا الحساب كما يفعل التجار عند انتهاء مرحلة كبيرة من مراحل تجارتهم ليعرفوا ماذا كسبوا وماذا خسروا، رأينا أننا كسبنا حركة العقول، ولكننا خسرنا الحب والألفة بما ذاع من المحن والبغضاء بين الطوائف المختلفة حتى بلغت حدّ القتل الكثير، وخسرنا قوى كانت تنفع لو تجمعت فلما تفرقت فنيت". (احمد امين "ظُهر الإسلام" ص 234)

ما ذكره احمد امين قبل عقود من الزمن ينطبق اليوم على واقعنا العربي الحالي. وصدق هذا العالم الكبير حين أضاف "واظن ان ما خسرناه اكثر مما كسبناه. وليس أدل على ذلك من حال المسلمين اليوم". (المرجع السابق ص 234)

يحدثنا المؤلف عن بلاد المسلمين أيام ما بعد عصر النبوة وخلافة الخلفاء الراشدين. فيرى ان الفرق المختلفة والمتناحرة تقاسمت البلاد الإسلامية. كل فرقة تتهم الأخرى. تنسب اليها في كثير من الأحيان كلاماً لم تقله. التعصب ساد تلك الأزمنة بين اهل السُّنة والمعتزلة والشيعة، مما أدى الى ضعف المسلمين.

وكما يقول احمد امين: "كل فرقة لا تتعفف عن تكفير الأخرى. حتى لو صدقنا قول بعضهم في بعض لخرج المسلمون كافرين". (المرجع السابق ص 103)

وكمثال على ذلك يورد الكاتب هذه العبارة "وكنت وأنا طالب أقرأ في كتاب مُسلم الثبوت، فاذا قال صاحبه: "وقالت المعتزلة" لم يزد الشارح على قوله: "لعنهم الله" مع ان المعتزلة مع بعض اغلاطهم قاموا بدور كبير في نصرة الإسلام". (المرجع السابق ص 103)

وهنا نراه يستشهد بمقولة للجاحظ المعتزلي قالها ردًّا على اتهامات احدى الفرق للمعتزلة: "وعبتم علينا إكفارنا إياكم وانتم اسرع الناس الى إكفارنا". (المرجع السابق ص 103)
ما رصده احمد امين في البلاد الإسلامية قديماً نراه اليوم ماثلا في عصرنا الحديث. فالصراع الطائفي بين السُّنة والشيعة والطوائف الأخرى هو على اشده. اسلوب "التكفير" تتم ممارسته على نحو مشين.

في كتابه "الهوية" يقول د. حليم بركات: "ما لم تتحرر من الولاءات التقليدية التي لا تزال تسيطر على حياتنا وتفكيرنا، اخشى ان تزداد الهوة بين الحكم والواقع". (المرجع السابق ص 71)

اختم بالقول: إن ما شهده العالم الإسلامي قديماً من نشوء دويلات وكيانات متصارعة خرجت عن الوحدة الجامعة نشهده اليوم وعلينا ان ندرك ان الامبريالية العالمية يعنيها كثيرًا ان يظل المشهد العربي والإسلامي تتجاذبه الانقسامات الطائفية والمذهبية، بل انها تدفع اليه دفعًا خدمة لها وللاسرائيلية العالمية وإسرائيل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :