facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أهلنا في سوريا .. من طيبكم طبنا


م. بسام ابو النصر
26-12-2024 07:39 PM

تعودنا في الأردن ان نطفيء حرائق تشتعل هنا وهناك.. ونحاول أن نلملم جراحاتهم قبل ان نخمد الامنا ... وبقينا صامدين حين كل الذين استهدفوا أمننا واستقرارنا في كل العقود الماضية منذ عام 1956 وحتى بداية الربيع العربي "وليست شماتة" فكل الذين تضرروا هم من بني عمنا ومن ذوي القربى حيث كنا راغبين منذ اللحظات الاولى لثورة سوريا بنسختها الحورانية حين انطلقت من درعا ان تتجنب القيادة في سوريا خطورة اراقة دماء أشقاءنا في درعا وكل المدن السورية الحبيبة.

لكن سبقت إرادة حاشية الرئيس ان يتم سحق الشعب لصالح قوى اقليمية هنا وهناك، وكان النزوح السوري الذي كنا في الاردن موئلًا وبيتًا ثانيًا لاشقاءنا، حين استقبلنا مليون ويزيدون في اماكن اللجوء وبين ظهرانينا في بيوتنا وحاراتنا وغصت الرمثا والمفرق وثلاثون بلدية اردنية بهم ، يأكلون مما نأكل ويلبسون مما نلبس ، يقفون بيننا على ذات الخطى ويشتركون معنا في البحث عن قوت العيال وجني المال وصار بوسع المواطن السوري ان يقول انا سوري من جرش او سوري من الكرك، وحظي السوريون بتعليم مجاني ومدارس تُفتح لأجلهم في المساء، وتم أخذ الحالة السورية التعليمية بعين الاعتبار في مدارسهم الخاصة، وتم فتح مستشفيات خاصة وعيادات خاصة وامتلأت الاردن بمنظمات إغاثة دولية وبمساعدة أممية وتسهيلات أردنية حيث مخيمات بحجم مدن في الزعتري والأزرق، وللذين كانوا يعملون بعيدًا، كانوا بحراسة الامن الاردني والجيش العربي، والعين الاردنية الساهرة، وكان الاردنيون على امتداد تواجدهم يرعون اشقائهم بالمجاورة التي اضفت على وجودهم غير هموم النزوح، وأنهم ضيوف مرحب بهم حتى تعود سوريا تعج بأمن واستقرار وتستعيد دورها الاقليمي والدولي والعربي.

وكانت الدبلوماسية الأردنية هي الأنشط لاستعادة سوريا لدورها الطبيعي، وعلى تواصل مع دول الإقليم والدول المؤثرة للانتقال لما سيأتي عليه المشهد السوري الذي رأيناه يأتي سلسًا وغير دموي، منتزعًا الروح الانتقامية التي جاء بها ثوار الايام الأولى، فجاء القائد أحمد الشرع ورفاقه بروح سلمية وتركوا أمر المعتدين للقضاء وهذا يسجل على هذه الثورة البيضاء أنها تجاوزت الثأر بحِلمِ قادتها ورزانة فكرهم، وأعطوا مجالًا حتى يصلب فيه عود التجربة للانتقال لديموقراطية ربما تكون الاكثر نضجًا في المنطقة.

وكما يصدر عن الاردن في عودة اللاجئين السوريين بأنه أختياري في هذه المرحلة يجعلنا نفهم دورنا في ان تكون سوريا امنة ومستقرة كما نرغب ويرغبون، وأننا لسنا معنيون بمكاسب بقدر ما نحن معنيون بمصالح يستفيد منها الأردن وسوريا، فليس لنا طموح في شقيقتنا الكبرى وشقنا الشمالي، وسوريا في الذاكرة الأردنية " وطنا " ، ونحن نمثل الجزء الجنوبي من المملكة الهاشمية الفيصلية إبان عهد الملك المغفور له فيصل بن الحسين ، ونحن "معًا" شام الرسول صلى الله عليه وسلم " اي شماله وشمال الحجاز" ودمشق الذين دمشقوا في بناءها لاستقبال الزائر العربي العراقي ابراهيم عليه السلام اثناء رحلته التاريخية من بابل الى سوريا " فلسطين " مرورا بدمشق التي تعتبر اقدم عاصمة في التاريخ كانت ايضا شامٌ في الشام وشهدت حضورا نبويا اخر هو زيارة سيدنا محمد الذي وطأت قدماه منطقة القدم، ودمشق ايضا هي التي اكتست حاراتها بكنيسة بطرس وراس يوحنا المعمدان، والمسجد الاموي بُني في موقع الكنيسة ، وراس الحسين بن علي فوق راس النبي يحيى عليه السلام تعبيرًا على تلاحم الديانات السماوية في دمشق، والكنيسة والمسجد كانا يقعان في ذات المكان وما زالا.

لعل التاريخي في سوريا يلتقي مع السياسي والاجتماعي والحضاري حين خرجت الابجدية من سوريا، فالسوريون علموا الانسان الكتابة وجاء معظم انبياء الله الى سوريا او خرجوا من قراها ومدنها، وضمت الارض السورية رفات الانبياء والشهداء والعلماء ففيها قبور خالد بن الوليد وصلاح الدين وابي تمام والمعري، وعلى ارضها أعطيت بيعة العرب للحسين بن علي وابنائه في استعادة الخلافة من الاتراك الى العرب، وشهدت ساحة المرجة شنق الثوار العرب من قبل جمال باشا وزير الدفاع التركي فيما تبقى من الدولة العثمانية واستشهد طلال حريدين ورفاقه في طفس اثر تعرضهم لفلول الجيش التركي في الحرب العالمية، وثورة سلطان الاطرش ضد الفرنسيين وقيام الملك فيصل ووزير الدفاع يوسف العظمة ووزير الخارجية عبدالرحمن شهبندربمحاربة الفرنسيين في ميسلون الذي كانت حربا غير متوزانة مع جيش غورو ودخلت سوريا في غياهب المجهول وهي التي كانت مؤهلة لقيادة المشرق العربي.

وكنا في الاردن جزءا من سوريا سياسيا واقتصاديا وما زلنا جزءا من نسيجها الاجتماعي، فسايكس بيكو قطعت أوصالنا، وصار هناك حوران السورية وحوران الاردنية، وتقطعت السبل بقبائل كثيرة موجودة في البلدين العربيين الاردن وسوريا،

نحن أمام مرحلة جديدة من البناء المشترك بين بلدينا تتجاوز المناكفات، ولمصلحة المواطن الاردني والسوري علينا ان ننهج نهجا مشتركا ونعمل على بناء يضمن وحدة اقليمية تشمل الاردن العراق وسوريا ولبنان ومصر وفلسطين لاحقا فالمتغيرات الدولية قادمة، ولصالح القوى الهادئة والحضارات الاصيلة والمتأصلة، والعروبة التي ستستعيد هيبتها في قريب من الايام باستعادة سوريا بكل القها، ستكون هي القرار فيما يتعلق بوجود أي قوة محتلة في هلالنا الخصيب ومشرقنا المشرق.

شدو على الركايب ياخواننا نونى .. على ديار الحبايب سوريا يا وطنا ( ما زلنا نغنيها في أعراسنا )

يا اهلنا وأشقاءنا ويا معدن الطيب من طيبكم "طبنا" .






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :