المغرب يقود ملف الصحراء إلى نجاحات دبلوماسية خلال 2024
د. آمال جبور
28-12-2024 04:03 PM
اتخذت الرباط استراتيجية دبلوماسية نشطة خلال عام 2024 ، مسجلة نجاحات دبلوماسية وازنة في ملف الصحراء المغربية باعترافات دولية متسارعة لمبادرة الحكم الذاتي الذي تقدمت به منذ عام 2007.
ومن خلال توسيع دائرة الشراكات الاستراتيجية، تتبنى المغرب خلال السنوات الأخيرة نهجا يعتمد المرونة في الدفاع عن مصالحها الإقليمية والدولية، ما ساهم في فرض واقع مثمر لدعم موقفها حول الحكم الذاتي للصحراء شهدها عام 2024 .
من جانب الشريك الاوروبي، شكل القرار الفرنسي بدعم خطة الحكم الذاتي في تموز الماضي منعطفًا تاريخيًا في مسار قضية الصحراء المغربية، الذي جاء بعد سنوات من التحفظ، يعكس تغييرات كبيرة في المشهد الدولي وينسجم مع سلسلة من المواقف الدولية التي أكدت على شرعية الوحدة الترابية للمغرب.
كما انظمت سلوفينيا، وفنلندا، والدنمارك وإيستونيا، إلى قائمة الدول الأوروبية الداعمة للموقف المغربي، ليصل العدد إلى 113 دولة.
واخذ الملف تطورات مهمة داخل الاتحاد الاوروبي مشكلا دعما للملف والموقف المغربي، فبعد الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الأوروبية، خرج الاتحاد الأوروبي للتأكيد على الشراكة المهمة التي تجمعه مع الرباط، في انتصار واضح للدبلوماسية المغربية.
وتخلى البرلمان الأوروبي عن مجموعة الصداقة البرلمانية الصحراوية ما ضاعف عزلة الجبهة الانفصالية" البوليساريو" .
وفي أمريكا اللاتينية علقت الاكوادور وبنما اعترافهما بالجمهورية الصحراوية الوهمية، بالاضافة الى إن 50 دولة سحبت في العقدين الأخيرين الاعتراف بالجمهورية الوهمية، ليتراجع عدد البلدان التي مازالت تعترف بهذا الكيان الوهمي إلى حدود 28 دولة فقط، وفق تصريح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة في احدى تصريحاته عام 2024.
ونشطت ايضا خلال هذا العام انعقاد اللجان المشتركة لزامبيا، وقبلها غينيا بيساو ومالاوي، وغامبيا، الذين عبروا عن سيادة المغرب على هذا الجزء من ترابه من خلال عقد الاجتماعات وتوقيع الاتفاقيات بالأقاليم الجنوبية.
وكان عام 2024 عام نجاح “دبلوماسية القنصليات” إذ تم فتح قنصلية تشاد بمدينة الداخلة، ليصل عدد القنصليات في مدينتي العيون و الداخلة إلى أكثر من 30 قنصلية، وهو ما يمثل تقريبا 40%من دول الاتحاد الإفريقي.
وعلى المستوى الإفريقي، واصل المغرب نجاحاته في إبعاد جبهة البوليساريو، في منتديات الشراكة الثنائية الافريقية- الصينية والروسية، باعتبار الجبهة جهة غير معترف بها دوليا ولا تحضى بعضوية الأمم المتحدة، وبالتالي يعطي هذا مؤشرات لنجاح الدبلوماسية المغربية على تحول الموقف الروسي والصيني بشأن الصحراء، والميل إلى الحياد الإيجابي والابتعاد عن اطروحة الانفصال خصوصا في ظل تقارب روسي صيني في مجالي الاقتصاد والاستثمار.
اما على المستوى العربي، واصل المغرب حصد تأييد دول مجلس التعاون الخليجي لسيادته على أراضيه، وجددت عشرات الدول دعمها الثابت للوحدة الترابية المغربية.
وقد بدأ ملف الصحراء عام 2024 الدخول إلى مراحله النهائية، وهي مرحلة الطي النهائي للعديد من النقاط، فجاء قرار مجلس الأمن الأخير 2024 لتجديد الإشادة بجهود المملكة المغربية في التوصل إلى حل سياسي، عبر مبادرتها للحكم الذاتي المعلنة في 2007
ومن جهة اخرى، كان هناك استمرار للموقف الامريكي داخل إدارة بايدن في الحفاظ على الاعتراف الأمريكي لمبادرة الحكم الذاتي،
الذي تعتبره جادا وواقعيا وذا مصداقية، بحيث حرصت ادارة بايدن على اتباع مسار متوازن يجمع بين التأكيد على ثبات موقفها من دعم السيادة المغربية على الإقليم من جهة، والإشارة إلى دعم الجهود الأممية لحل النزاع عبر مبعوثها الخاص ستافان دي ميستورا من جهة ثانية.
إن ملف الصحراء المغربية حصد خلال عام 2024 اهتمامات واسعة، من خلال تأكيد الرباط على ثوابها الأساسية وتحديد سلوكها الدبلوماسي مع محيطها الإقليمي والدولي حيث تعتبر الصحراء المغربية خطأ أحمرا لا يقبل التفاوض عليه في إطار عقيدتها الدبلوماسية الملتزمة بالقانون الدولي وبسيادتها على كل ترابها الوطني.