اليوم وبعد الانتصار يقف السوريون على أعتاب تحدي اكبر وهو اعاده اعمار وطنهم من الصفر، إعادة الأعمار ليس مجرد شعار نحن نتحدث عن مشروع ضخم يقدر الخبراء تكلفته بما يزيد عن 400 مليار دولار هذا الرقم لا يلخص فقط حجم الدمار بل يلخص ايضا حجم الامل والعمل الذي ينتظر السوريين البيوت ليست مجرد حجاره تبنى بل حياة تعاد والشوارع ليست طرق مرصوفه بل أحلام شعب يعود إلى وطنه، المهمة ليست سهله لكن تاريخ سوريا كان دائما شاهدا على قدرتها على النهوض وتبدأ بعاده بناء المدن الأكثر تضررا

والاهم من اعاده بناء الحجر هو اعاده بناء البشر السوريون بعد سنوات طويله من الحرب بحاجه إلى العدالة الاجتماعية ومصالحه الوطنيه والتعليم في سوريا الجديدة تحتاج إلى أجيال شابه تؤمن بوطنها أجيال تزرع الأمل وتحول المعاناة إلى قوة العمل و لإنجاز إعادة الأعمار ليست رفاهيه بل ضرورة لبناء مستقبل اكثر امنا واستقرار ملايين النازحين واللاجئين سيعودون إلى مدنهم وبيوتهم ولن يجدوا سوى ما سيبنى اليوم

مشروعات الطاقة والبنيه التحتيه ستكون الأساس وسوريا الغد ستعتمد على الطاقة الشمسية والمشاريع المستدامة لانها تأخرت كثيرا في تلك المشروعات في حقبه ال الأسد من الاب إلى الولد ومع التطور المتسارع في العالم لابد ان تلحق سوريا بركب التطور ذلك قبل ان يفوتها القطار اكثر واليوم تبدأ مرحله الشراكه العالمية لأعاده اعمار سوريا الدول الصديقة والشقيقة مدعوه لمد يد العون لوجستيا وماليا لتقف سوريا على قدميها من جديد

هنالك حلب المدينة وقفت في اشرس معارك التاريخ وهنالك حمص قلب سورية التي دمرت احيائه وشوارعه، دير الزور الذي أحرقتها سنوات الحرب، والغوطه الشرقية ودرعا الذي ضاقت بأهلها قبل ان تنفض غبار الحصار، مدن سوريه سقطت تحت القصف لكنها لم تسقط من ذاكرة ابنائها

الصين ترى في سوريا فرصه لدخول شركاتها في اعاده الأعمار مع أنّ كونها كانت داعمه للاسد واليوم ألمعارضة تصل للحكم، لكن الصين قد تعول على الاتفاقيات التي عقدتها مع النظام السابق وعلى علاقاتها القوية في المنطقه بالإضافة لقدرتها على تنفيذ المشروعات بشكل كبير عن بقيه الدول او الشركات المنفذة وعلى الرغم من كون تلك الأحلام الصينية بعيده قليلا لكن نجاحاتها اللوجستية السابقة قد تجعلنا نراها في سوريا

وها هي روسيا ألأخرى وعلى الرغم من مشاركتها في الحرب برفقه الاسد اعتقد انها ان اصلحت ملف اكرانيا سريعا ستتمكن من فرض نفسها كشريك تجاري واقتصادي مهم لسوريا خصوصا ان سوريا اعتمادات على روسيا عسكريا ولهذا قد تكون تلك فرصه مناسبه لتدخل روسيا للمنطقه كحمامه سلام، حتى تحصد مبالغ طائله من مشاركتها في الأعمار

والاتحاد الأوروبي قد يجد في اعاده الأعمار فرصه لتحقيق الاستقرار الإقليمي ومنع موجات نزوح جديده، ولهذا يرى الكثيرون انه لن يوفر اي دعم يمكن ان يقدمه ماليا أو لوجستيا لأعاده أحياء سوريا من جديد

وها هي تركيا اللاعب آلاهم والأبرز وفي ذات الوقت المرشح الاول لتسلم عمليه اعاده الأعمار حيث تتشارك حدودا طويله مع سوريا وقد تلعب دورا محوريا في عمليات البناء والمشاريع اللوجستية خاصه في الشمال وبطبيعه الحال تركيا دوله معروفه في مجال ألإنشاءات والبناء إقليميا وعالميا وسريعا بعد سقوط نظام الاسد شاهدت شركات البناء ألتركية ارتفاعا واضحا في اسعار اسهمها ما يوحي بان تلك الشركات سيكون لها الدور ألأكبر في اعاده اعمار سوريا

باختصار هناك ثلاث دول تتنافس في ملف اعاده الأعمار هي روسيا والصين وتركيا لكن روسيا وبسبب ماضيها الأسود في سوريا مع الاسد يستبعد ان تأخذ حصه كبيرة من هذا الملف لكن المنافسه الأشرس ستكون بين الصين وتركيا وواقع العلاقات والتفاهمات في المنطقه يرجح الكفة لتركيا بطبيعه الحال

أمأ دول الخليج بثقالها الاقتصادي يمكن ان تسهم في تمويل المشروعات الكبرى والبنيه التحتيه من مستشفيات إلى مدارس ومناطق صناعيه حديثه بالإضافة للإسهام ماليا في اعمار المنازل للسوريين ولن ننسى المؤسسات الدولية والأمم المتحدة ووكالاتها مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ستشرق على مشروعات أعادة تأهيل القرى والمستشفيات والمخيمات

اما البنك الدولي وصندوق النقد الدولي فقد يقدمان دعما ماليا وخطط اقتصاديه تعيد الحياة إلى عجله الاقتصاد السوري

في حلب في حمص في حماه في دمشق ستبنى المنازل والمدارس والكنائس والمساجد من جديد في دير الزور والحسكة والرقة ستعود جسور الحياه التي ربطت شرق سوريا بغربها وفي الغوطه الشرقية في درعا في السويداء سيعودون ليزرعوا القمح والزيتون في حقول من جديد، اعمار تلك المدن وغيرها لن يكون مجرد اعمار ابنيه بل اعادة عصب الحركه ألتجارية والاقتصادية في البلاد ولكل مدينه خصوصيتها

العالم يراقب والشعب السوري مستعد ويقول لن ننتظر احد ليبني وطننا لكننا سنفتح ايدينا لكل من يؤمن بالسلام والإنسانية والحياة وفي حق سوريا في النهوض والعيش بكرامة ورفاهية انها ليست مجرد اعاده اعمار انها معركه للبقاء معركه تكتب فيها قصة شعب قاوم الظلم سنوات وقهر المستحيل

في سوريا ستعود الحياه إلى كل مدينه وقريه سوريه لان هذا الشعب لا يقهر، شعب يعرف ان البناء اصعب من الحرب، سوريا الجديدة ليس مجرد حلم انها وطن يبنيه جميع السوريين والأجيال ستفتخر يوما بما صنعه جيل الثوره الكره بملعب السوريين اليوم لإعادة الحياه واعاده إحياء الشعب السوري من جديد