يبدو ان علاقتي بالأرقامِ ملتبسة ،يحصل هذا معي منذ ان كنت طفلة ، أعرف عن نفسي الان أنني أحب الأرقام الزوجية، وأشعر ان الأرقام الفردية وحيدة وبائسة، لم أفهم الكسور كما ينبغي، كنت صديقة لما يجمع ويضرب ويتضاعف، رأيتها عمليات فيها خصب وخير، على عكسِ القسمة والطرح التي تذهب البركة...
علاقتي بالساعة إجبارية لم ارتد يوما ساعة تعمل، ساعاتي اكسسوار فقط،اقيس الاوقات بمعادل الفرح والبؤس، يمضي الوقت خفيفاً متوهجها في اوقات الفرح..ثقيلاً واسودا في الاوقات الصعبة
لم أكن يوما احبُ الموازين، يد امي ميزان عندما تطبخ وعندما تقيس حرارتنا بوضع كفها على جباهنا مرددة المعوذات، وما تيسر
ذاكرتي تحفظ الاسماء والاماكن والوقت الجميل والكلمات الملهمة، اكثر مما تحفظ الارقام..
علاقتي بالمال خجولة..أحبُ تعبير الاجداد عندما كانوا يصفون وضعهم المالي ب (مستوره والحمد لله)
قد ادفع ثمنا باهظا لقاء شيء لمس قلبي
واقبض يدي عن اشياء يمكن ان تكون مفيدة اكثر، في مقياس الامان المالي..
و في عصر السوشال ميديا
حيث الغلبة للرقم والمشاهدات والايكات قد يعجبني محتوى لم يشاهده سوى ثلاثة، انا رابعهم ولا القى بالاً لفيديو، يشاهده ملايين من الناس
وحتى لا افهم خطأً احبُ العلمَ والعلماء ولا أقلل من شأن جهدهم واعلم واعيةً أن الرقم مهم للبشرية ولتقدمها،واغبط حقا، من يحسن قراءة الرقم، والتعامل معه، ومع معناه ودلالاته، واحرص ان اكون على مقربة ممن يمتلكون هذا النوع من الذكاء، اراقبهم باعجابٍ واغبطهم
أما السنوات لازلتُ اؤمن أننا من نمر بها، البشر يعطون معنى الوقت والسنين
السنة لم تنتهي، نحن الذين ودعناها
ونحن الذين ندخل السنة الجديدة، الانسان هو من اخترع الرقم والتقويم
المهم في الأمر، وفي عصر الذكاء الاصطناعي ان نسخر الرقم والوقت والموازين للخير، للحب، للجمال والرحمة والانسانية.
كل عام وانتم بأفضل حال