facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليلة القبض على نتنياهو


حسين بني هاني
18-01-2025 01:36 PM

تماماً مثل ما يشبه القدر المحتوم،اتصل مبعوث ترامب للشرق الأوسط بمكتب نتنياهو ليلة السبت قبل الاخير من الدوحة ،وبلهجة تخلو من الدبلوماسية، خاطب فيها نتنياهو بفجاجة وقال ، (ترامب يريد هدنة في غزة قبل دخوله البيت الابيض)، خضع نتنياهو بعدها وأعترف ،ونزل فورا عن شجرته التي زرعها ،عشيّة بدء حربه على غزة ، وهو الذي كان قد علّق على قمة أغصانها في حينه، شروطه الأربعة لإنهائها، والتي يتهمه الاسرائيليون اليوم ، بأنه لم يحقّق أي شرط منها .

مثيله بايدن ايضا، وشريكه في مذبحة غزة،اعترف بضعفه وقلة حيلته ، حين حاول بظهوره الاخير، أن يكحّل المناسبة لكنه عماها تماما، عندما اعترف بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قطر مؤخراً ، هو ذاته الذي دفع به إلى نتنياهو، في أيار من العام الماضي، ورفضه الأخير في حينه،مما جعل الاخير عرضة للنهش السياسي من الجمهور الاسرائيلي، على هذه المماطلة غير المفيدة والمكلفة لهم .

لم يَرُقْ لبايدن ذاك السؤال، الذي فهِمَ منه إحالة الإنجاز للرئيس المنتخب واعتبره بمثابة "مزحة صحافية "ولكن ترامب لم يترك له الأمر على الغارب ، حيث وبخ نظيره وقال انه " لولا تدخّله هو فلن يرى الرهائن الحياة مرةً أخرى " وبدا أن الفرق بين اتفاق أيار الماضي، واتفاق كانون الثاني الحالي ،هو وجود ترامب فقط.

اظن أن نتنياهو ومعه اليمين المتطرف ،قد أصيبوا بصدمة كبيرة، بعد تلك العبارة التي قالها مندوب ترامب، هؤلاء الذين بدا عليهم الابتهاج عشية فوز الاخير، غدو بحاجة لإعادة النظر، واحتساب خطواتهم بدقة، خاصة نتنياهو بعد أن أجبره مبعوث ترامب ،على اللقاء به في مكتبه صباح، يوم عطلة السبت المقدسة عنده ، هذا غدا بالنسبة له مؤشر على ما سيأتي لاحقا، مما قد يخيّب آمال اليمين الاسرائيلي كله، ولأن ترامب يعرف أن نتنياهو شخصية مراوغة، فإن الافتراض بأن علاقة تل أبيب مع واشنطن، في عهده الجديد ستكون مشابهة لولايته الاولى، بات امراً يعوزه الدقة في التقدير، خاصة في ظل هذه البداية الجافة سالفة الذكر.

ترامب رجل في نهاية عقده الثامن ، يبحث عن إرث يخلّد اسمه في التاريخ، ويريد إنهاء الحرب في غزة وغيرها من الحروب، والحصول على جائزة نوبل، بين هذا وذاك، سيجد نتنياهو نفسه محصورا هذه المرة، بين مطرقة ترامب وسندان بن غفير وسيموتريتش .

لقد هدم بايدن، بخضوعه المتواصل لرغبات نتنياهو، قواعد وجدران معبد النظام الدولي، الذي روّجت له ادارته ،بسبب تعاطفه المفرط واللامحدود مع إسرائيل ، وتعاطيه بل تسامحه مع انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي الأنساني، وبدا وزير خارجيته مهزوما ومذموماً في ظهوره الاخير، حين بدا ضعيفا وغير قادر على الرد ، بعد أن وجّهت له الاتهامات بأنه شريك في الابادة في غزة، وبدا معه للمراقبين في العالم، أن إعادة بناء النظام الدولي الذي تعارفت عليه الأمم، وعلى ذات تلك القواعد، قد يكون بنفس صعوبة إعادة إعمار غزة وسوريا.

اظن ان دخول طواقم الأخبار المتلفزة، بعد الهدنة في غزة، ونقل مشاهد الدمار ووجع الحال هناك، عندها لن يجد الناس في تلك الحرب فائزون، وعندها ايضا لن يسامح العالم إسرائيل، وحينها ايضاً ستبدأ في الولايات المتحدة ذاكرة سياسية جديدة، لجيل جديد ، ستختفي معه في ظل قسوة الحرب ونتائجها الكارثية،تلك الذاكرة الامريكية المتحيّزة القديمة المتعاطفة ، مع تل أبيب والتي رافقت نشوء إسرائيل وبقيت محفورة ولأسباب متعددة في ذاكرة أجيال بينهم رئيس متصهين مثل بايدن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :