في عالمٍ يفيض بالظلم والعدوان، تبقى غزة شاهدًا حيًا على أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الحرية أغلى من الحياة ذاتها. غزة ليست مجرد مدينة، بل هي قصة صمودٍ تمتد عبر الأجيال، تُجسد حقيقة مقولة: "لا فناء لثائر".
غزة في مواجهة تطرف اليمين الإسرائيلي.
اليوم، تواجه غزة أشد أشكال العدوان بشاعة، بفعل تصاعد تطرف اليمين الإسرائيلي الذي يسعى لطمس وجودها ومحو هويتها. لكن أمام آلة القتل والحصار، تقف غزة بشموخ. أطفالها يزرعون الأمل رغم الألم، ونساؤها ورجالها ينسجون من الصمود حكاياتٍ تُلهم الأحرار في كل مكان.
هذا التحدي الذي تخوضه غزة لم يكن معزولًا؛ فقد كان صوت الأحرار في العالم سندًا يخفف من وطأة الحصار. أولئك الذين عبّروا عن تضامنهم، كتبوا، تظاهروا، أو حتى اكتفوا بأن يرفعوا أيديهم بالدعاء، كانوا شعاع نورٍ في ليل الحصار الطويل. غزة مدينةٌ تعيش بفضل أبنائها، ولكنها تحيا أيضًا بفضل قلوب الأحرار التي نبضت معها.
لا فناء لثائرٍ في مواجهة الظلم.
عندما يسقط الموت في غزة، فإنه لا يطفئ نيران الثائرين، بل يزيدها اشتعالًا. غزة تُدرك أن المعركة ليست فقط مع آلة الحرب، بل مع مشروع محو الحق الفلسطيني. وبرغم قسوة العدو، تجد غزة في كل حرٍّ داعمٍ لها قوة إضافية لمواصلة المسير.
امتنان غزة لكل الأحرار.
في زحمة الألم، لم تنسَ غزة أولئك الذين وقفوا بجانبها. قد لا تُسمع عبارات الامتنان واضحة، لكنها حاضرة في دعاء طفلٍ ناجٍ، وفي ابتسامة أمٍ عادت لبناء منزلها المُدمر. غزة تقول لكل حرٍّ في هذا العالم: شكراً. شكراً لأنكم لم تغمضوا أعينكم عن معاناتنا، ولم تخافوا من التعبير عن تعاطفكم معنا. شكراً لأنكم شاركتمونا الحلم، وكنتم جزءًا من مقاومتنا للصمت والنسيان.
رسالة غزة: الحياة مقاومة.
غزة تُرسل للعالم رسالة واضحة: الحياة مقاومة، والصمود هو السبيل للحفاظ على الكرامة. وأمام تطرف اليمين الإسرائيلي وسياساته العدوانية، تواصل غزة نضالها، لأنها تؤمن أن الحق مهما طالت معاناته سينتصر في النهاية، بفضل إرادة شعبها ودعم الأحرار حول العالم.
وفي النهاية، تبقى غزة شاهدةً على أن الموت قد يسقط، لكن الثائر لا يفنى، والإرادة الحرة لا تنحني. لكل من ساند غزة، ولو بكلمة أو دعوة، أنتم جزء من هذا الصمود، وستظل أسماؤكم منقوشة في ذاكرتها الأبدية.