من قال إن الدولة الأردنية بعد انتهاء العدوان الغاشم على الأهل في عزة هاشم أراد شكرا أو ثناء أو عرفان، الدولة هي دولة والدول دائما تتعامل بمنظور دولي بالخطاب والدبلوماسية.
ولكن إن جئنا على أرض الواقع فالشعب الاردني حقيقة شعر بغصة ونكران للدور العظيم الذي قدمه كل فرد من أفراد هذا الشعب، ووقوفه كسد منيع للتصدي لهذا العدوان الغاشم، مع كل ما يواجهه المواطن الأردني من تحد اقتصادي وعلمه بما تواجهه دولته من تحد إقتصادي أكبر .
الأردني ذكي وطيب وكريم، وعتب الأردني هو عتب مبني من خلال طبعة الكريم وصفاته النبيلة التي جبلت في جيناته.
فإذا استضفت في منزل مواطن أردني تأكد أن جوده من كل موجوده لو هذا استدعى الامر ان ينام ابناءه تلك الليلة من دون عشاء، كل ذلك فقط لينتظر منك كلمة واحدة وهي يخلف عليك ابو فلان، ليردها مقصرين مافي اشي من الواجب.
ماذا لو قللت من كرم هذا الاردني الذي شال اللقمة من فم ابنائه وقدمها لكً او انتقص او عبت او انكرت ماقدم بكل كرم وبخلت عليه بكلمة شكر واحدة!
البعض لم يفهم أو لم يرد فهم العقلية الأردنية الكاملة الواعية التي لم تقصر إلا في الكرم والتي تقدس الخبز والملح، والتي ترى أن مشاطرة الكلاء والرزق هي عهد ضمني وميثاق غليظ لوحدة الحال والمصير.
استذكر واتساءل حقيقة عن الأردني آنف النفس، وشعور كل من قدم وبه خصاصة للأهل في غزة. ما هو شعور الشاب الأردني الحسيني الذي باع أرضه لدعم الأهل في غزة ولم تشكر بلده ما هو شعور الأردنية التي باعت مصاغها، ما هو شعور كل شاب خسر عمله بكل حب لأنه عمل في شركة من شركات المقاطعة بعد نكران كل ذلك.
نعم، كل هؤلاء لم ينتظروا الا كلمة واحدة فقط، كل هؤلاء حاولوا جاهدين خلال الأحداث وقبلها أن يغيروا بشكل عملي ما يسمعوا ويقروا من كلام وكتابات البعض من بهتان في حق بلدهم كل هؤلاء وجدوا في هذه الأحداث فرصة حقيقية ليثبتوا لكل أبطال الكلام أننا كما يقال في موروثنا الشعبي قول وفعل.
كل هؤلاء فرحوا عند سماع صوت أصحاب المعاناة الحقيقين من شكر لهم وثناء وكل منهم قال في قرارة نفسه مقصرين وقدم أكثر.
الاردني يعلم ما قدمته بلده لأجل فلسطين والقضية.
الأردني قدم الدم والشهداء، الاردن هو الأقرب والاصدق، الاردن هو من حافظ على الأرض وفلسطين بكل ضرائب الوجود.
ماذا قدمت ماليزيا لتشكر؟، ماذا قدمت الصين؟ ماذا قدمت روسيا؟ ماذا قدمت الجزائر الشقيقة؟ هل يستطيع أحد أن يخبر الاردنية التي باعت مصاغها عن هذه الاسئلة لماذا عندما أتكلم أنا الأردني الجزل الأعلى سهماً بينهم يحاول البعض اسكاتي أنا القريب جغرافيا وديموغرافيا وهنا يصبح واجبي ان ألتزم الصمت؟ وحق للحية الأبعد جغرافيا أن يوزع التحايا وصكوك الأبطال وينكر دوري أنا من فندق سبع انجم.
البعض لم يفهم عقلية الاردني الكريم لابعد مدى والعنيد لمدى ابعد.
الاردني الكريم بكل شئ والبخيل بانفته وكرامته لاردني. فهو يعلم ان اصحاب المعناة الحقيقين يعلموا ويقدروا.
الاردني عتب على فرد لم يقدم ماقدمه اقل مواطن بكل ما يملك، حاول المزاودة والتقليل منه، لما وراء الاكمة.
لم يفهم الحية ان الاردن بالنسبة للاردني هي نفسه وشكرها بسد عن شكره.
كان يكفي ان يقال كلمة واحدة شكرا للاردن لترضي 11 مليون شخص اردني.
واهم من يعتقد ان الاردن شئ والاردني شئ اخر.
لذا مفهوم الشكر في العقلية الأردنية هنا يأتي بأن البحث ليس عن الثناء بقدر ما هو أننا جزء أصيل من تضحيات طوال في القضية الفلسطينية، واليوم نجد من المحاذير الدبلوماسية والسياسية أن يسمح همزاً أو صريحاً استثناء هذا الدور او السماح للمساس في بنيته وغاياته النبيلة لدينا كأردنيين.