الأردن: وطن العزة والصمود أمام التحديات
د. هاني الضمور
24-01-2025 11:31 AM
الأردن ليس مجرد دولة على خارطة العالم، بل قصة نضال وكرامة تروى عبر الأجيال. هو وطنٌ يحمل في أعماقه تاريخاً من التحديات والإنجازات، يتحدى الصعاب بثباتٍ لا يتزعزع وإرادة لا تعرف الانكسار. مهما تبدلت الأحوال أو انحسر الدعم، يظل الأردن صامداً، مستنداً إلى شعبه الأصيل وقيادته الحكيمة، ومبادئه الراسخة التي لا تهتز أمام الأزمات.
على أرض الأردن، تتجلى معاني العزة والكرامة في كل زاوية. ورغم ما يتردد عن تخفيض أو إيقاف الدعم الخارجي، فإن الأردنيين يستمدون قوتهم من وحدتهم وتماسكهم. لقد مرّ الوطن بأزمات أشد وأقسى، لكن شعبه بقي مرفوع الرأس، مؤمناً بأن الاعتماد على النفس هو السبيل إلى الكرامة الحقيقية. هذا الشعب الذي يفضل الجوع على مد اليد، والذي يعلم أن الكرامة أغلى من كل مساعدة أو دعم.
لقد أثبت الأردن، عبر العقود، أنه حضنٌ دافئ لكل من لجأ إليه. استقبل الفلسطينيين والسوريين والعراقيين وغيرهم، مقاسماً إياهم خيره رغم محدودية موارده. فتح أبوابه بشهامة، واحتضن الجميع بروحٍ إنسانية نادرة، مضيفاً بذلك صفحات مشرقة إلى تاريخه. هذه القيم الراسخة من العروبة والإسلام التي يعيشها الأردنيون هي التي تجعلهم قدوة في مواجهة التحديات الإنسانية والإقليمية.
اليوم، ومع تضاؤل الدعم الخارجي أو توقفه، يقف الأردن أمام منعطف جديد، لكن كما عهدنا هذا الوطن، سيخرج أقوى من المحن. إن التحديات الاقتصادية والسياسية ليست جديدة على الأردن، وقد علّمته التجارب أن النهوض مسؤولية جماعية، الفلاح في أرضه، والجندي على الحدود، والموظف في مكتبه، كلهم يساهمون في بناء الوطن وصون كرامته. الإصلاح ليس مجرد شعار، بل مسيرة شاقة، يعرف الأردنيون كيف يمضون فيها بثبات.
الأردن وطنٌ يعلّم أبناءه أن الصمود هو عنوان الحياة، جباله وسهوله، ووديانه وصحراؤه، كلها تحكي قصة شعبٍ لا يعرف الاستسلام. وكيف لا يكون كذلك، وهو أرض الأنبياء والإرث التاريخي الذي يمتد عميقاً في جذور الأمة.
وكما قال الشاعر الأردني حيدر محمود:
“حلوٌ أو مر.. هذا وطني.. وأنا أهواه
يسعدني أو يشقيني.. لا أرضى بسواه”
مهما كانت الظروف، سيظل الأردن شامخاً بإرادة الله وإرادة أبنائه المخلصين، إنه وطن العزة والصمود، وطنٌ لا يُكسر، وحبنا له ليس مجرد عاطفة، بل التزامٌ دائم تجاهه، في وجه التحديات، يبقى الأردن نموذجاً في الثبات والعزيمة، يجدد الأمل في نفوس أبنائه، ويرسخ في أذهانهم أن الكرامة لا تُشترى، بل تُصنع بالإيمان والعمل.