facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




امريكا تتخلى عن دورها


م. بسام ابو النصر
26-01-2025 05:32 PM

التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الامريكي حول ضرورة تهجير سكان قطاع غزة الى مصر والاردن، ووقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الامريكية للاردن، والذي سيطال الكثير من القطاعات الحيوية، وفي هذا الوقت بالذات حيث أن المنطقة بدات تتعافى الى حد ما من سعير الكراهية التي خلفتها الحروب، وخلفها زعماء في المنطقة وخارجها كان لهم أجندات تؤدي الى مزيد من الغليان، وهذا الرئيس الذي يأتي بعنجهية قرون خلت، ويرى الديموقراطية بصورة اتوقرطية متأثرا بقادة دمويين لم يهمهم حجم الموت مقابل تحقيق احلامهم الشخصية، زعماء يجعلون من السلطة وواقع الحياة، لعبة الكترونية يسيطر فيها الزعيم وينتصر، ليقضي على كل الذين نافسوه أو عارضوه، أو تفوهوا بكلمة أثناء وجوده في الظل، يتوعد الافراد والزعماء والدول، وينتشي بنصر اثينا ضد اسبارطة، ويحارب كل ما هو غير امريكي، ويقف مع كل ما هو صهيوني، وينفث كراهيته للعرب والمسلمين ويتراجع عن كل الوعود الذي قطعها لمن وقف الى جانبه في ميتشغان وكاليفورنيا وغيرهما ، وكنا نعتقد في الاردن ان عودة ترامب لن تكون في صالحنا فلم يصدقنا الكثيرون، واعتقدوا أن هذه النسخة من رؤساء الولايات المتحدة هي نسخة مكررة للكثيرين، وسيعرف الكثير اننا دخلنا مرحلة خطيرة من تاريخ المنطقة تشبه ما بعد الحرب العالمية الاولى عندما اقتسم المنتصرون في الحرب العالمية الاولى بلاد الشام والعراق واقتسموا شمال افريقيا، واعطوا فلسطين وطنا قوميا لليهود، وما بعد الحرب العالمية الثانية عندما قررت الولايات المتحدة وروسيا واوروبا ان تنفذ بلفور بقرار التقسيم، وهاهو ترامب يدعي انه بلفور الثاني اذ نقل في فترته الاولى سفارة الولايات المتحدة الى القدس، ويحاول فرض التطبيع الابراهيمي على العرب، ويحاول الاستيلاء على ثروة العرب، وفرض الغاء حل الدولتين بصفقة القرن، والان يطلب في اول اربعة ايام من عهده الغاء المساعدات الامريكية للاردن، وفرض نقل مهجرين من غزة للاردن ومصر.

هل تتخلى الولايات المتحدة الامريكية بكل ما شابه هذا الدور من وقوف صارخ وواضح الى جانب المعتدي لكنه كان دورا يأخذ الكثير من المعطيات الدولية لتبقى الولايات المتحدة تراوح بين اخذ وعطاء وتبقى قوة عظمى حتى وأثناء مغادرة الاتحاد السوفيتي سدة القوتين الاعظم، ثم الا يسعى العقلاء في البيت الامريكي الى النأي عما يقلل من قوة الولايات المتحدة ، والاستفادة من خروج بريطانيا وفرنسا من منصات القوى الاعظم بعد الاعتداء الثلاثي على مصر عام 1956م، هل ستشكل القصية الفلسطينية وهي قضية مليار ونصف مسلم، ونصف مليار عربي، وكذا من المليارات من القوى العالمية التي تقف مع الحق وهذا ثبت اثناء طوفان الاقصى،
ثم على ماذا يراهن ترامب بعدما رأى من ارادة الغزيين وكل الفلسطينيين بعد حرب اخذت منهم ما يزيد عن خمسين الف شهيد ومئات الالاف من المصابين، وطائرات العدو الصهيوني بصوره الثلاث في اسرائيل وامريكا وبريطانيا تدك الارض وتحرق الناس ، وهل تفكر الادارة الحالية كيف للشعوب ان تقف بوجه الحكام عندما يتعلق الامر بالظلم والاجرام، وسنكتفي بالمظاهرات التي شهدتها واشنطون ولندن وباريس ومدن امريكية كثيرة اشعلها امريكيين من كل الاعراق، كيف سيقف ترامب امام غضبة الغزيين الذين فقدوا الابناء لاجل ان يبقوا، كيف سيجبرهم على هجرة لا يرضونها ويرضون ان يعيشو بين الاطلال وقريب من قبور احبتهم فرادى وجماعات، هل سيهتموا بسعير اخر ونتنياهو اخر.

سيعاتبني الكثير وهم يرون اني اضع عنوانا غير متوازن لهذه المقاله ويقولوا وهل كان الدور الامريكي متوزانا وعادلا فيما يتعلق بقضية فلسطين والوقوف مع العدو الصهيوني. والجواب صحيح، ولكن لم يسبق لرئيس امريكي ان تجرأ بنقل سفارة الولايات المتحدة الى مدينة يراها كل مسلمي ومسيحيي العالم انها جزء من فلسطين، ولم يتجرأ رئيس امريكي على اللعب بنار المنطقة كما يلعب هذا الرئيس،

لم ترجع فلسطين خلال اكثر من سبعين عام، والفلسطينيين وكل اشقائهم من عرب ومسلمين ينتظرون اللحظة الحاسمة لاستعادة الارض الفلسطينية والمقدسات، مهما بلغ صلف من يعتقد انه سيملك زمام الامر وينتصر للصهيونية العالمية تحت مسميات العدالة وحقوق الانسان، الذين يتوهمون انهم يغيرون الواقع سيقعون في براثن الفوضى، وربما يكون مسمارا في نعش القوة الاعظم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :