facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأربع العجاف وتمتين الجبهة الداخلية


هزاع البراري
27-01-2025 03:33 PM

لم يكن مفاجئا ما تفوه به ترامب، وقد يستمر اجتراح هكذا عناوين مثيرة للريبة ومدعاة للقلق، فلقد عانينا من سياسته خلال فترته الأولى، هو ينجح في مضايقتنا والتضييق علينا لكنه يفشل دائما بتغيير ركائز عقيدة الدولة الأردنية، ويفشل في قلب قواعد اللعبة كما يشتهي، نعم هي أربع عجاف، لكنه الأردن الذي نبت وسط الفاقة وتراكم سني القحط، فلم تذبل أوراقه ولم ينحنِ عوده، وما زادته العاديات إلا صبرا وقوة وإصرارا، فترامب يلقي بظلاله القاتمة على الكرة الأرضية، فلم يسلم من تصريحاته وقراراته الشمال الكندي ولا الجنوب اللاتيني، ولم يرفق بأوروبا العجوز، فيطمع بجزيرة جريلاند، ويستعد لمنح روسيا حصة وافرة من أوكرانيا، ليمعن بإذلال أوروبا الخانعة للهيمنة الأمريكة منذ الحرب العالمية الثانية.

اليوم عاد ترامب مكبل بوعود كبيرة ومثقل بملفات مزمنة، وسيجد نفسه يقاتل وحيدا على أكثر من محور، ويغرق أيضا في ملفاته الداخلية، ورغم نشوته بالنصر السافر في الانتخابات الأخيرة، لكنه لن ينعم طويلا بهذا الانسجام الداخلي والإذعان الخارجي، وسيواجه ترامب نفسه مصاعب وعوائق وانتكاسات قادمة لا محالة، ليس فقد داخليا، وليس في مواجهة الدول الكبرى وحسب، بل أن محاولة دفع كثير من الدول الصغيرة مثل بنما والدنيمارك وحتى دول الشرق الأوسط إلى الحافة من شأنه أن يضع هذه الدول وكثير منها يعد حليفا تقليديا باتجاه منطقة الممانعة السياسية والمناوئة أحيانا، لدرجة قد تصيب هيبة الدولة الأعظم بالضرر، فلا يمكن للترامب أن ينجح في مسعاه وحيدا في مواجهة العالم كبيره وصغيره ولن يكون هولاكو العصر، فالتصريحات السينمائية البعيدة عن الواقع، والتي لا تمت للسياسة بمنطق بما فيه منطق المنصر، ستجعل من كرة الثلج المتضخمة تقع في إغراء الارتطام الذاتي وبالتالي ذوبان الأثر المتوقع سريعا.

نعم عُلقت المساعدات، وربما في أسوأ الأحول تقطع نهائيا وهذا مستبعد سياسيا فللأمريكان مصالح معنا كما لنا مصالح معهم بعرف العلاقات بين الدول، لكن علينا أن نتذكر أن مساعدات ومعوانات أكبر قد قطعت عن الأردن في مراحل متعددة، ولا داعٍ لذكرها ومن قطعها ولماذا، لكننا كلنا نعرف أن ذلك حدث، ومع ذلك صمد الأردن رغم تأثره والضرر الذي لحق باقتصاده، كما أن كورونا وحدها كبدت الاقتصاد الأردني ما يفوق حجم هذه المساعدات، وظلال حرب غزة واضمحلال السياحة وتراجع الاستثمار أيضا له ضرره الكبير، إذن الأردن هذه النبتة قاسية الأشواك وضاربة الجذور، تعطش في مواسم القحط لكنها لا تموت، وتعرف كيف تنتج من صخور الصوان ما يقي من ظمأ ويحمي من ضمور، هذا لن يكون دون ثمن صعب نتشارك كلنا في المساهمة فيه، مما يجلعنا أكثر قوة ومنعة واعتمادا على الذات، مما يمكننا من مجابهة أي قرارات تهدد أمننا القومي ومستقبل أجيالنا، أو تستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حساب الفلسطينيين والعرب.

إذن لا بد من تمتين الجبهة الداخلية، والإيمان بموقف الأردن وقيادته، والتمترس خلفه، وأن تتوقف بعض القوى السياسية عن المزاودة على الوطن، وتقديمه قربانا لشعبويات أو مرجعيات غير وطنية، تسهم في خلخلة البنية الوطنية، وإضعاف صلابة الموقف الرسمي الأردني الذي تجلى وضوحا إبان الحرب على غزة، وما يفعله ترامب اليوم ليس بعيدا من إنزعاجه من هذا الموقف الأردني الذي سُوق عالميا من خلال جهود جلالة الملك التي لم تتوقف حتى اللحظة، إن غياب البوصلة الوطنية الحقيقية لدى بعض القوى السياسية، وتعمدها وضع الأردن في خدمة مشاريع غير وطنية، سَيفتُ في عضد الموقف السياسي والدبلوماسي الأردني، فلا سبيل في هذه المواجهة إلا بتغليب المصلحة الأردنية ضمن ثوابتها الواضح والراسخة، والوقوف صفا واحدا منيعا عصيا على الاختراق، فنكون فعلا بحجم الورد إلا أننا لنا شوكة ردت إلى الشرق الصبا " بتصرف "





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :