عمون - من هاشم أمين عربيات

بدعم ورعاية جمعية المحافظة على التراث برئاسة أحمد وشاح أبو زيد، وبجهود مخلصة من فرقة السلط أصالة وتراث، تتواصل المبادرات التي تعكس الروح الوطنية والاعتزاز بالموروث الثقافي لمدينة السلط. جاء ذلك من خلال التحضير لحفل تكريم استثنائي لعدد من أصحاب البيوت التراثية الذين قاموا بترميم منازلهم على نفقتهم الخاصة، كخطوة تعكس انتماءهم وحرصهم على صون الذاكرة العمرانية للمدينة.

في إطار هذه المبادرة، تم تنظيم زيارة ودية من قبل عدد من أصحاب البيوت التراثية الذين قاموا بترميم بيوتهم على نفقتهم الخاصة، إلى وحدة تطوير مشروع وسط المدينة التابع لبلدية السلط الكبرى، حيث عُقد اجتماع مثمر مع المهندسة غيداء الخرابشة مديرة الوحدة.

وتناول الاجتماع دراسة الأوضاع والإمكانات المتاحة لترميم البيوت ذات القيمة التراثية، وكيفية دعم الجهود الفردية الرامية إلى الحفاظ على هذا الإرث المعماري العريق.

أكدت وحدة تطوير وسط المدينة التابع لبلدية السلط الكبرى، أهمية هذه المبادرات، مشيدة بتكريم أولئك الذين تحملوا مسؤولية ترميم بيوتهم بجهودهم الذاتية، معتبرة أن هذا التكريم يشكّل رسالة تحفيزية للمجتمع بأسره للمحافظة على التراث الحضاري للمدينة.

وفي هذا السياق، دعت الوحدة إلى عقد اجتماعات مستقبلية تهدف إلى تعزيز هذا التوجه ودعم مراميه، مشددة على ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية لتوفير بيئة داعمة تمكن المواطنين من المشاركة الفاعلة في حماية التراث الوطني وشكرت المهندسة غيداء الخرابشة جمعية المحافظة على التراث والأعضاء القائمين على هذا المبادرة والخطوات المميزة

إن هذا الحراك الوطني المخلص ليس مجرد فعل مادي لترميم الحجر، بل هو نبض يربط الماضي بالحاضر، ويصنع مستقبلًا يزهو به الأردنيون. فالبيوت التراثية في السلط ليست مجرد مبانٍ عتيقة، بل شواهد حيّة تسرد حكايا أجيال مضت، وتؤكد أن الوطن هو ذاكرة محفوظة في وجدان أبنائه الأوفياء.