المطلوب:
إعادة تقييم وتموضع، وإعادة تشكيل تحالفات سياسية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى، حسب ما تقتضيه تقاطع المصالح، وإعادة تعريف وتأكيد وإبراز للدور الاردني بالمنطقة، وإن هذا الوقت هو وقت الرشد والحكمة السياسية، وليس وقت الفزعة والشعبويات السياسية.
يجب ان تُحتَرم موازين القوى، وعدم الانجرار للعبث بها من قريب او بعيد..
الاردن دائما يسير على حبل مشدود لا يحتمل ادنى درجات الخطأ، وهذا الوضع ليس بغريب عليه، ولديه تراكمات تاريخية ومتصلة على هذا الصعيد، ومر بأزمات اصعب وأعقد من ذلك وخرج منها بأقل الخسائر بفضل الله اولا ثم بفضل القيادة الحصيفة الواعية.. لا نهول ولا نهون، ولا شك ان ما نمر به، هو ازمة حقيقية، وحجم قرار الرئيس الامريكي لا يمكن تجاهله والاستهانة به، لكن لا ننسى ان امريكا دولة مؤسسات، وهناك يخضع قرار الرئيس لمؤسسة الكونجرس بشقيه النواب والشيوخ والمحكمة العليا ، فمن الممكن ان يكون لهم رأي آخر( راي قانوني مثلا)، فالذي يحكم العلاقة بين البلدين قوانين ٱقِرَت عبر الكونجرس ، وإلغاؤها يتطلب السير بنفس المراحل، وللٱردن صداقات تتبنى مواقفه وطروحاته داخل الكونغرس، والتاريخ يسجل الكثير من تعطيل قرارات الرؤساء قانونيا وسياسيا ...ولا ننسى ايضا ان الاردن لديه من الاوراق السياسية والدبلوماسية والفنية ما يكفي للخروج من هذه الازمة بأقل الخسائر بإذن الله، واقل هذه الاوراق، المساومة على معاهدات السلام والاتفاقيات الامنية بين الجانبين، وأكبر هذه الاوراق هو تماسك الجبهة الداخلية، وموقع الاردن الجيوسياسي الحساس، ونظامة المتزن الحصيف، الذي لايمكن تجاهلهما، علاوةً على التفاف الشعب حول قيادته الذي يصل حد التلاحم، وبالطرف الآخر التمسك الاسطوري للشعب الفلسطيني بأرضه.
ملاحظة : ما زالت الاحداث تثبت المرة تلو الاخرى هشاشة النظام العربي وتشتته، وعدم التعويل عليه وقت الازمات لا من قريب ولا من بعيد، والجميع خاسر عند اي جردة حساب.